أخنوش يُعدّد إنجازات المغرب تحت قيادة الملك محمد السادس

رئيس الحكومة المغربية يؤكد عقب مشاركته في قمة "إيطاليا - إفريقيا.. جسر للنمو المشترك" أن الاستثمارات بين أوروبا والقارة الإفريقية يمكن أن تساهم بشكل إيجابي في كبح تدفقات الهجرة، في حال كانت في إطار الشراكة والتنمية المشتركة.

روما - استعرض عزيز أخنوش رئيس الحكومة المغربي الإنجازات الكبرى التي حققتها المملكة في مجال تطوير بنيتها التحتية وفقا لأفضل المعايير الدولية، ما أعطى دفعة قوية لمسيرة التنمية، لافتا إلى أن المغرب قطع أشواطا هامة في تطوير الصناعات الحديثة والذكية، فضلا عن النجاحات التي يراكمها في تنفيذ إستراتيجيته للطاقات المتجددة ما أهّله ليكون المنتج الرئيسي في أفريقيا مع تطلعه إلى التصدير.

وقال أخنوش في حوار لصحيفة 'لا ريبوبليكا' الإيطالية اليوم الأربعاء عقب مشاركته في قمة "إيطاليا - إفريقيا.. جسر للنمو المشترك" إن "المغرب يواصل مسيرته التنموية تحت قيادة العاهل المغربي الملك محمد السادس''، وفق وكالة المغرب العربي للأنباء.

وأضاف "لقد قمنا بتشييد بنى تحتية وفقا لأفضل المعايير الدولية، مع ربط جوي - بري - بحري غير مسبوق في المنطقة"، مشيرا إلى أن "المغرب طوّر شبكة طرق سريعة تمتد لأكثر من 2000 كيلومتر، وأول خط سكة حديدية فائق السرعة في إفريقيا وأكبر ميناء في القارة على البحر الأبيض المتوسط، وقريبا أهم بنية تحتية بحرية في المحيط الأطلسي، فضلا عن 14 مطارا دوليا"، لافتا إلى أن هذه الإنجازات تعزز مكانة المغرب كبوابة نحو إفريقيا. 

وكان الملك محمد السادس قد وجّه خلال منتدى الاستثمار الأفريقي الذي انعقد في مراكش في نوفمبر/تشرين الثاني بتعزيز شبكة الطرق السيارة في المملكة لتصل إلى 3 آلاف كليومتر بحلول العام 2030.

وتعدّ التحوّلات الكبرى التي تشهدها المملكة في مجال البنية التحتية منذ سنوات إحدى محفزات استقطاب الاستثمارات الأجنبية، ضمن إستراتيجية تهدف إلى ربط المناطق الصناعية بالموانىء وتسهيل التوريد والتصدير.

وأطلق المغرب خلال الآونة الأخيرة طلب عروض لاقتناء عشرات القطارات للنقل بين المدن من بينها 18 قطارا فائق السرعة، توازيا مع خطة طموحة لتطوير الصناعات السككية المغربية.

وأكد أخنوش أن "البنى التحتية المتطورة أتاحت للمغرب تطوير صناعات فعالة، لاسيما في قطاع تصنيع السيارات والطيران اللذين يعتبران اليوم مرجعا، بالإضافة إلى فلاحة مرنة وسيادية وقطاع سياحي جذاب بشكل خاص".  

وسجّلت المملكة العام الماضي رقما قياسيا باستقبال 14.5 مليون سائح، وفق وزارة السياحة المغربية التي وصفت الإنجاز بـ"التاريخي"، مشيرة إلى أن الزيادة تقدر بـ34 في المئة.

وأوضح رئيس الحكومة المغربي أن "المملكة نجحت في تعزيز مكانتها الرائدة في مجال التحول الأخضر"، لافتا إلى أنها تعدّ "المنتج الإفريقي الرئيسي للطاقات المتجددة". 

وعزز المغرب ريادته في المنطقة في الاستثمار في الطاقات المتجددة والنظيفة ودخل في شراكات مع أكبر الشركات العالمية الرائدة في المجال، فيما يمضي بثبات على طريق تنفيذ إستراتيجيته الهادفة إلى الحصول على 52 في المئة من احتياجاته من الكهرباء من الطاقة النظيفة بحلول عام 2030، ارتفاعا من نحو 30 في المائة حاليا. 
وتطرّق أخنوش إلى مشروع أنبوب الغاز النجيري - المغربي باعتباره رافعة إستراتيجية للاندماج الإقليمي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلدان غرب أفريقيا، كما سياسهم في إمداد أوروبا بالطاقة، مشيرا إلى اهتمام إيطاليا بالمبادرات المغربية في مجال الطاقات المتجددة.

ونوّه رئيس الحكومة المغربي باختيار رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني المغرب كأحد البلدان الأولى التي ستطلق فيها استثمارات جديدة في هذا القطاع، موضحا أن الأمر يتعلق بمركز امتياز كبير للتكوين المهني في مجال الطاقات المتجددة.
وبخصوص خطة 'ماتي" التي تم تقديمها في إطار القمة أوضح رئيس الحكومة المغربي أن هذه المبادرة تهدف إلى دمج إفريقيا في سلاسل القيمة العالمية، مشيرا إلى أنه "من الضروري إشراك القطاع الخاص الإيطالي والدول الأوروبية والإفريقية لرفع هذا التحدي".

وكانت ميلوني قد كشفت في تصريح الاثنين أن خطة ماتيي تبلغ قيمتها الأولية أكثر من 5.5 مليار يورو (نحو 6 مليارات دولار)، بما في ذلك الضمانات العامة لمشروعات الاستثمار، مؤكدة أنها شكل جديد من أشكال الشراكة بين إيطاليا والقارة الأفريقية.

وفي سياق متصل أكد أخنوش أن "الاستثمارات بين أوروبا وإفريقيا يمكن أن تساهم بشكل إيجابي في إدارة تدفقات الهجرة، في حال تم إطلاقها بمنطق الشراكة والتنمية المشتركة"، مسلّطا الضوء على نموذج استثمارات شركة مجموعة "ستيلانتيس" للسيارات التي أعلنت في العام 2022 عن رغبتها في مضاعفة الطاقة الإنتاجية لمصنعها بالقنيطرة.