أرامكو متخوفة من هجمات تستهدفها نتيجة الصمت الدولي

المدير التنفيذي لشركة النفط السعودية يؤكد استقرار الانتاج في أكتوبر عند 9.9 مليون برميل يوميا مشددا ان الشركة ستستعيد طاقتها الإنتاجية القصوى للنفط عند 12 مليون برميل يوميا بحلول نهاية نوفمبر.

لندن - قال أمين الناصر الرئيس التنفيذي لأرامكو السعودية الأربعاء إن هجمات مثل تلك استهدفت منشأتي نفط في السعودية وأدت لارتفاع الأسعار بما يصل إلى 20 بالمئة الشهر الماضي قد تستمر إذا لم يكن هناك رد فعل دولي مشترك.
وقال في مؤتمر النفط والمال في لندن في تصريحات سياسية نادرة "غياب العزم الدولي لاتخاذ إجراء ملموس ربما يشجع مهاجمين وبالفعل يعرض أمن الطاقة في العالم لخطر أكبر".

غياب العزم الدولي لاتخاذ إجراء ملموس ربما يشجع مهاجمين وبالفعل يعرض أمن الطاقة في العالم لخطر أكبر

واوضح الرئيس التنفيذي لأرامكو السعودية إن الهجمات على منشأتين نفطيتين سعوديتين ليس لها أي تأثير على وضع الطرح العام الأولي للشركة، وذلك قبيل إدراج جزئي مزمع بالبورصة.
وقال إن الإنتاج استقر في أكتوبر/تشرين الأول عند 9.9 مليون برميل يوميا. وأضاف أن أرامكو في طريقها لاستعادة طاقتها الإنتاجية القصوى للنفط عند 12 مليون برميل يوميا بحلول نهاية نوفمبر/تشرين الثاني.
وأضاف أن الهجمات لم تسفر عن أي تراجع في إيرادات الشركة لأنها واصلت التوريد لعملائها كما كان مقررا.
واكدت مصادرفير يوليو/سبتمبر إن أرامكو خاطبت جهاز أبوظبي للاستثمار وجي.آي.سي السنغافورية وصناديق ثروة سيادية أخرى للاستثمار في الشق المحلي لإدراج شركة النفط العملاقة، في الوقت الذي تسعى فيه إلى الوصول بتقييمها إلى تريليوني دولار.
ويشير مضي عملاق النفط السعودي في الطرح الأولي بالسوق المحلية إلى أن الهجوم الإيراني الأخير على منشأتي بقيق وخريص، لم يؤثر على جهود الاكتتاب وهي خطوة مهمة ضمن الخطة الاقتصادية الطموحة "رؤية السعودية 2030" التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.  
وأضافت المصادر أنه بعد محادثات أولية في الأشهر الماضية بين السعودية وحكومات في الخليج وآسيا، بدأت الاتصالات مع الصناديق السيادية لتلك الدول من خلال بنوك جرى تعيينها لإدارة الطرح العام الأولي المزمع لأرامكو.

الهجمات على ارامكو
الهجمات على ارامكو ليس لها أي تأثير على وضع الطرح العام الأولي للشركة

وقال أحد المصادر إنه يجري ترتيب اجتماع في أكتوبر/تشرين الأول بين إدارة أرامكو وطاقم من جهاز أبوظبي للاستثمار ثالث أكبر صندوق سيادي في العالم.
وأكد مصدر ثان مخاطبة جهاز أبوظبي للاستثمار، بينما قال مصدران آخران إنه جرى التواصل مع صندوق جي.آي.سي السنغافوري أيضا.
وقال مصدران إن مبادلة للاستثمار التابعة لحكومة أبوظبي والتي تدير أصولا بنحو 229 مليار دولار، خاطبها أيضا مستشارون لأرامكو.
وقال أحد المصادر إن الاتصالات مازالت في مرحلة مبكرة وإن بعض الصناديق لم يدرس بعد المقترحات حتى يقرر ما إذا كان سيستثمر.
ومن بين المستثمرين الخليجيين، شركة ممتلكات البحرين القابضة وهي صندوق الثروة السيادي البحريني الذي يدرس الاستثمار في الطرح العام الأولي، حسبما قال مصدر آخر.
وتشير مفاتحة صناديق سيادية في دول تربطها علاقات صداقة بالمملكة وعائلاتها الثرية إلى أن المصرفيين يسعون لبناء قاعدة مستثمرين لتحقيق تقييم أرامكو الذي يستهدفه الأمير محمد بن سلمان عند تريليوني دولار.
وإدراج أرامكو حجر الزاوية في خطة الأمير محمد لتنويع موارد اقتصاد المملكة وتقليص اعتماده على النفط.
وتظهر المحادثات أن عملية الطرح الأولي تمضي قدما رغم الضبابية التي تكتنف الإطار الزمني في أعقاب هجوم الرابع عشر من سبتمبر/أيلول على منشأتين لأرامكو.
ولتحقيق التقييم المستهدف لأرامكو عند تريليوني دولار، تحتاج الشركة أن يجمع الإدراج المبدئي لحصة قدرها واحد بالمئة في سوق الأسهم السعودية ما لا يقل عن 20 مليار دولار.
ولكسر المستوى القياسي لأكبر طرح أولي في العالم، تحتاج أرامكو لتجاوز بيع أسهم شركة علي بابا الذي بلغت قيمته 25 مليار دولار.
لكن مصرفيين ومصادر داخل الشركة وصفوا التقييم المستهدف بأنه طموح، نظرا لضعف أفق أسعار النفط، إذ أن تزايد مكافحة تغير المناخ ربما تقلل اهتمام المستثمرين وبصفة خاصة في العالم الغربي.
وهناك مخاطر أخرى تتهدد التقييم المستهدف أثارها هجوم الرابع عشر من سبتمبر/أيلول الذي تسبب في توقف أكثر من نصف إنتاج النفط في أكبر بلد مصدر للخام في العالم. وطمأنت المملكة المستثمرين بأنها تستطيع استعادة الإنتاج سريعا.
وقالت مصادر إن السعودية منشغلة بالسعي وراء قاعدة من المستثمرين الأكثر تعاطفا في الشرق الأوسط وآسيا، بينما تتطلع أيضا إلى دعم من العائلات الثرية في المملكة.
وقال مصدر خليجي "هذا توافق طبيعي وسيباركه كثيرون في المنطقة مع سعيهم للفوز بقطعة من الكعكة".
ومرت استعدادات الطرح الأولي بمراحل شتى منذ الإعلان عنه في 2016.
وجرى تعليق تلك الاستعدادات العام الماضي تحت ضغط عوامل عديدة من بينها مسائل الحوكمة والشفافية والاستحواذ على 70 بالمئة في الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك).
ويعمل الآن مصرفيون من نحو 20 مؤسسة مالية أجنبية ومحلية على خطة أرامكو لبيع واحد بالمئة من أسهمها في بورصة الرياض قبل البيع في بورصات دولية في 2020 أو 2021.
وبعد نيل دعم الصناديق السيادية، سيركز المصرفيون على المستثمرين الدوليين الغربيين، حسبما قال مصدر آخر. وقال أحد المصادر "لا عودة إلى الوراء الآن"، مضيفا أن أرامكو "تمضي قدما" في الطرح العام الأولي.
وقال مصدر آخر إن أرامكو ربما تعلن عن نيتها في إجراء الطرح في 20 أكتوبر/تشرين الأول، مع توقع صدور تقارير المحللين في نفس اليوم.