أردوغان يتجه للقبول عن مضض بنتائج انتخابات اسطنبول

الرئيس التركي الذي دأب على إثارة السجالات السياسية، يدعو جميع الأحزاب للابتعاد عن الجدل الحاصل حول الانتخابات المحلية والالتفات إلى المسائل الاقتصادية والأمنية وتوطيد وحدة البلاد.

فوز المعارضة ببلدية اسطنبول يوجه صفعة لأردوغان
أردوغان يتباهى بـ"عرس انتخابي لم تشهده حتى الولايات المتحدة"

اسطنبول - يتجه الرئيس التركي عن مضض للتسليم بنتائج الانتخابات البلدية وخاصة منها المتعلقة ببلديتي أنقرة واسطنبول بعد تولي مرشح المعارضة رسميا رئاسة بلدية المدينة الأخيرة.

لكنه تمسك في الوقت ذاته بالمضي في طلب حزبه العدالة والتنمية لإلغاء نتيجة الانتخابات في اسطنبول وإعادتها، قائلا اليوم الخميس إن حزبه الذي يرأسه سيقاتل حتى يقول المجلس الأعلى للانتخابات كلمته الأخيرة بشأن انتخابات المجالس البلدية التي أجريت يوم 31 مارس/آذار.

وجاءت تصريحات الرئيس التركي بعد يوم من تولي مرشح المعارضة منصب رئيس بلدية اسطنبول، في صفعة لجهود أردوغان ولضغوط لا تهدأ على لجنة الانتخابات لإعادة فرز الأصوات.

وأنهت سيطرة المعارضة على بلديتي اسطنبول وأنقرة 16 عاما من هيمنة حزب العدالة والتنمية الإسلامي المحافظ على أهم بلديتين حيويتين في تركيا.

وبعد 17 يوما من الاعتراضات وإعادة الفرز تولى أكرم إمام أوغلو منصبه يوم الأربعاء رغم عدم البت في طلب قدمه حزب العدالة والتنمية لإلغاء نتيجة الانتخابات في اسطنبول وإعادتها.

وقال أردوغان إن على تركيا أن تستغل جيدا الأعوام الأربعة والنصف المقبلة لحين موعد الانتخابات المقررة وأن تحل المشكلات الاقتصادية والأمنية.

أردوغان يداري هزيمة حزبه الانتخابية بالبحث عن الوحدة والتركيز على الأمن والاقتصاد
أردوغان يداري هزيمة حزبه الانتخابية بالبحث عن الوحدة والتركيز على الأمن والاقتصاد

ودعا اليوم الخميس إلى ترك الجدال والسجال الحاصل حول الانتخابات المحلية والالتفات إلى المسائل الاقتصادية والأمنية وتوطيد وحدة البلاد.

وقال في هذا الخصوص "علينا ترك الجدال والسجال الحاصل حول الانتخابات المحلية، والالتفات إلى المسائل الاقتصادية والأمنية، فالمصافحة والعناق وتوطيد وحدتنا سيكون عنوان المرحلة المقبلة".

وشدد أردوغان على وجوب ترك الخلافات السياسية في المسائل المتعلقة بوجودية البلد جانبا والتحرك في إطار "تحالف تركيا" مع 82 مليون شخص.

وتابع "انتهى الجدل الذي ساد خلال فترة الانتخابات المحلية، الجميع الآن يتجهون إلى حياتهم اليومية ويركزون على أعمالهم".

وعن الاعتراضات التي تقدم بها حزب العدالة والتنمية بخصوص نتائج بلدية إسطنبول الكبرى، قال أردوغان إن حزبه سيستخدم حقه القانوني في الاعتراض وأن الكلمة الأخيرة ستكون للجنة الانتخابات العليا.

وقال أيضا "كافة الأحزاب السياسية لديها حق الاعتراض على نتائج الانتخابات وهناك أحزاب استخدمت هذا الحق في السابق واليوم حزب العدالة والتنمية يستخدم هذا الحق الدستوري والقانوني".

وتباهى أردوغان بإجراء الانتخابات في أجواء اعتبرها ايجابية قائلا "خضنا عرسا ديمقراطيا رائعا ليلة 31 مارس وكانت نسبة المشاركة عالية جدا ولا يمكن رؤية هذه النسبة في الكثير من دول العالم حتى في الولايات المتحدة تكون المشاركة في بعض الاستحقاقات الانتخابية دون الـ 50 بالمئة".

ودعا جميع الساسة الأتراك إلى التحلي بروح المسؤولية، مبينا أن تركيا لن تشهد أي استحقاق انتخابي خلال السنوات الأربعة القادمة وأن هذه المدة ستكون حافلة بالإجراءات التنفيذية.

وشهدت تركيا في 31 مارس/آذار الماضي، انتخابات الإدارة المحلية ووصلت نسبة مشاركة الناخبين في هذا الاستحقاق إلى حدود 85 بالمئة.