
أردوغان يتمسك بالعدوان على الأكراد متجاهلا عقوبات أوروبية قاسية
أنقرة - تمسك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعناده في استمرار العدوان على شمال سوريا قائلا، "تردنا التهديدات من كل حدب وصوب لإيقاف عملية 'نبع السلام' لكننا لن نتراجع".
وأضاف أردوغان اليوم الجمعة "بغض النظر عمن يقول أو ما يقال" حول ما اعتبرها عملية "نبع السلام"، "فإننا لن نتوقف عن هذه الخطوة التي اتخذناها".
ويرى مراقبون أن تصريحات أردوغان تمثل تصعيدا خطيرا يهدد مستقبل تركيا المأزومة اقتصاديا بفعل عقوبات أميركية سابقة.
ويواصل الجيش التركي وفصائل المعرضة وقوات سورية الديمقراطية إرسال تعزيزات عسكرية إلى منطقة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي.
وتأتي تصريحات الرئيس التركي بعد تهديدات بفرض عقوبات قاسية على تركيا وجهتها دول أوروبية وأميركا على خلفية هجوم شرق الفرات.
وأعلنت وزارة الخارجية الهولندية أن هولندا علقت تصدير أي شحنات أسلحة جديدة إلى أنقرة اثر الهجوم الذي بدأته تركيا أول أمس الأربعاء في شمال شرق سوريا.
وقالت الخارجية الهولندية "قررت هولندا تعليق كل طلبات تصدير المعدات العسكرية إلى تركيا في انتظار تطور الوضع".
وقال نائب رئيس الوزراء هوغو دي يونغي في مؤتمر صحافي في لاهاي إثر الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء التي لم يحضرها رئيس الوزراء مارك روته بسبب وجوده في استراليا، "ندعو الدول الأخرى الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى القيام بالأمر نفسه".
وبدأت تركيا الأربعاء هجوما على المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا، أثار استياء دوليا.
وأضاف المسؤول الهولندي "نحن قلقون جدا للتداعيات الإنسانية المحتملة لهذه العملية التي تهدد بإعاقة المعركة ضد تنظيم الدولة الاسلامية وتهدد الاستقرار في المنطقة".
ويبحث وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الاثنين المقبل في لوكسمبورغ التطورات في سوريا، بمشاركة وزير الخارجية الهولندي ستيف بلوك الذي أرجأ زيارة كانت مقررة للهند.

وهولندا ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وكان أكثر من خمسين جنديا هولنديا لا يزالون منتشرين في مايو/أيار لتدريب قوات كردية في أربيل العراقية.
والخميس الماضي استدعي السفير التركي في هولندا إلى وزارة الخارجية حيث جرى نقاش ساخن وفق تعبير وزيرة التجارة الخارجية الهولندية سيغريد كاغ.
وجاء قرار استدعاء السفير التركي بعد عام من استئناف العلاقات بين البلدين.
وكانت لاهاي طردت العام 2017 وزيرين تركيين حضرا إلى روتردام للمشاركة في حملة مؤيدة أردوغان.
وأعلنت النرويج، العضو في حلف شمال الأطلسي الخميس الماضي تعليق تصدير شحنات الأسلحة إلى تركيا. كما حثت صرحت السويد اليوم بأنها ستمارس ضغوطا خلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الاثنين المقبل كي يفرض التكتل حظرا على تصدير الأسلحة لتركيا.
وفي المعسكر الغربي أكد وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، على آن الولايات المتحدة تستطيع "شل" الاقتصاد التركي "إذا اضطررنا إلى ذلك" مع استمرار هجوم انقرة على المقاتلين الاكراد في شمال شرق سوريا.
وقال منوتشين في مؤتمر صحافي "إن ترامب يعتزم توقيع مرسوم لردع تركيا عن مواصلة هجومها العسكري في شمال شرق سوريا".
وأضاف "إنها عقوبات شديدة جدا نأمل ألا نضطر للجوء إليها، ولكننا نستطيع شل الاقتصاد التركي إذا اضطررنا إلى ذلك".
الهجوم على سوريا يفتح وابلا من التهديدات الأوروبية والأميركية التي قد تشمل عقوبات على الاقتصاد التركي المأزوم وتمنع تدفق الأسلحة إلى أنقرة وتندد بتعليق مشاركتها بحلف شمال الأطلسي.
وفي ذات السياق حذر وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر من أن التوغل التركي قد تكون له عواقب وخيمة على تركيا، مكررا أهمية "العلاقة الثنائية الاستراتيجية بين واشنطن وأنقرة".
وشجع إسبر تركيا "بقوة" على "وقف" عمليتها العسكرية ضد المقاتلين الأكراد في سوريا، وفق بيان للبنتاغون.
وأورد البيان انه خلال اتصال هاتفي أمس الخميس بين إسبر ونظيره التركي خلوصي أكار، "شجع الوزير الأميركي تركيا بقوة على وقف ما تقوم به في شمال شرق سوريا بهدف تمكين الولايات المتحدة وتركيا وشركائنا في شكل أكبر على إيجاد سبيل مشترك لاحتواء الوضع قبل أن يصبح غير قابل للإصلاح".
ولفت اسبر "بوضوح إلى أن الولايات المتحدة ترفض خطوات تركيا غير المنسقة حين تشكل خطرا على التقدم الذي أحرزه التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية".
وأعرب عن قلقه حيال سلامة الطاقم الأميركي في سوريا، رغم "إجراءات الحماية" التي اتخذتها واشنطن، حيث سحب الرئيس دونالد ترامب بداية الأسبوع الجنود الأميركيين المنتشرين في سوريا قرب الحدود التركية، وهو أعطى الضوء الأخضر لأردوغان لتنفيذ تهديداته بشن هجوم على وحدات حماية الشعب الكردية الحليف السابق للقوات
الأمريكية. في الحرب على تنظيم داعش الإرهابي.