أردوغان يتمسك بنظرية المؤامرة مع ندرة خيارات حل أزمة الليرة

الرئيس التركي يتهم واشنطن بالسعي الى طعن تركيا في الظهر مع هبوط العملة التركية إلى مستوى قياسي.
اردوغان يعتبر انتشار الأنباء الكاذبة عن الاقتصاد خيانة
تركيا تسعى بشكل متزايد وراء تشكيل تحالفات جديدة

أنقرة - اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي ينسب تراجع الليرة التركية إلى "مؤامرة" أميركية الاثنين واشنطن بالسعي الى طعن تركيا "في الظهر".

وقال في خطاب في أنقرة "من جهة أنتم معنا في الحلف الأطلسي ومن جهة أخرى تحاولون طعن شريككم الاستراتيجي في الظهر. هل هذا مقبول؟".

وقال أردوغان إنه يتوقع استمرار الهجمات على اقتصاد البلاد، لكنه تنبأ بأن الليرة ستعود إلى "مستويات معقولة" قريبا، بعدما هبطت العملة التركية إلى مستوى قياسي متدن عند أكثر من سبع ليرات للدولار.

وأضاف أردوغان، الذي وصف هبوط الليرة بأنه نتيجة لمخطط وليس للعوامل الاقتصادية الأساسية، أن انتشار الأنباء الكاذبة عن الاقتصاد خيانة وأن الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة طعنة في ظهر أنقرة.

وأوضح أردوغان أن تركيا ستسرع وتيرة الخطط الاستثمارية لتلبية أهداف 2023 في مواجهة الهجمات الاقتصادية، في إشارة إلى خطط مشروعات بناء كبرى ومساعي بلاده الطموح لتصبح واحدة من أكبر عشر اقتصادات في العالم.

وأبلغ أردوغان السفراء الأتراك في القصر الرئاسي أن تركيا تسعى بشكل متزايد وراء تشكيل تحالفات جديدة، وأن علاقاتها مع روسيا شهدت تقدما. وأشار إلى أن توافق الرؤية الاقتصادية الصينية مع رؤية تركيا يتيح فرصا جديدة للتعاون.

وكان ألمح إلى أن التحالف برمته بين تركيا التي انضمت إلى الحلف الأطلسي عام 1952 بدعم أميركي، والولايات المتحدة على المحك.

أردوغان يتهرب من الواقع

والإثنين قال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو "نتوقع أن تبقى الولايات المتحدة مخلصة لعلاقتنا التقليدية وعضويتنا لحلف شمال الأطلسي".

إضافة الى التوترات أعرب خبراء الاقتصاد عن القلق لهيمنة أردوغان المطلقة على الاقتصاد بعد أن عزز سلطاته إثر إعادة انتخابه في حزيران/يونيو.

وتطالب الأسواق البنك المركزي بتحسين معدلات الفائدة لدعم الليرة والسيطرة على تضخم متزايد بلغ نحو 16 بالمائة في تموز/يوليو على أساس سنوي، لكن الرئيس يرفض.

أعلنت تركيا الغارقة في أزمة مالية تثير القلق في العالم، الاثنين مجموعة من التدابير لدعم عملتها التي تنهار بقوة على خلفية التوتر مع الولايات المتحدة وعدم الثقة بالسياسة الاقتصادية للرئيس رجب طيب اردوغان.

وسعيا لطمأنة الأسواق، قال البنك المركزي التركي إنه سيؤمن السيولة اللازمة التي تحتاج اليها المصارف وسيتخذ "كافة التدابير اللازمة" لضمان الاستقرار المالي.

ويأتي الإعلان بعد أن شهدت الليرة التركية التي خسرت هذا العام أكثر من 40 بالمائة من قيمتها مقابل الدولار واليورو، هبوطا حادا الجمعة ما أثار هلعا في أسواق المال العالمية.

وقال أردوغان إن ديناميكية الاقتصاد التركي متينة وقوية، ردا على ما يتردد من شائعات عن ضعف الوضع المالي للبلاد. وتابع "تمسكنا بمصالحنا الوطنية هو أهم أسباب تعرضنا لسلسلة من الهجمات الإرهابية والإقتصادية".

ولفت إلى عدم وجود أي مبرر منطقي لاتخاذ مواقف معادية كالحالية في كافة المجالات تجاه دولة مثل تركيا دفعت أثمانا كبيرة بصفتها حليفة في الناتو.

وتطالب الولايات المتحدة بالإفراج الفوري عن القس الذي يواجه عقوبة بالسجن لفترة تصل إلى 35 عاما، فيما تطالب تركيا بتسليمها الداعية فتح الله غولن المقيم منذ نحو عشرين عاما في الولايات المتحدة والذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب في تموز/يوليو 2016.