أردوغان يدعم إخوان ليبيا بقوات خاصة بعد الطائرات المسيرة

الجيش الوطني الليبي يكشف للمرة الأولى عن وجود قوات تركية خاصة تقاتل في صفوف ميليشيات الإخوان والجماعات المتطرفة في العاصمة طرابلس.

أردوغان ينظر للساحة الليبية كحصن لمشروع الإخوان
هزيمة الاخوان في ليبيا قد تشكل آخر مسمار في نعش جماعات الإسلام السياسي
الجيش الوطني الليبي أصبح خطرا وجوديا يهدد المشروع الاخواني
هزائم متواترة للإخوان تضع مشروع أردوغان على حافة الانهيار

دبي/بنغازي (وكالات) - ألقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بكل ثقله في دعم جماعة الإخوان في ليبيا التي تقاتل ميليشياتها إلى جانب قوات حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج.

وذهبت تركيا بعيدا في دعم الجماعات المتطرفة في ليبيا سرّا منذ سنوات، لكن تدخلاتها في الأشهر الأخيرة باتت علنية وأكثر فظاظة فمن تسليح تلك الميليشيات إلى المشاركة ميدانيا بقوات خاصة في مواجهة قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، وفق ما أعلن مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني الليبي العميد خالد المحجوب في تصريح لقناة "سكاي نيوز عربية".

وتدرك جماعة الإخوان التي يقيم عدد من قادتها في تركيا وقطر، اليوم أكثر من آي وقت مضى أن الجيش الوطني الليبي الذي يخوض منذ أبريل/نيسان معركة مصيرية لتطهير العاصمة طرابلس من الميليشيات المتطرفة، أصبح خطرا على مشروعها في المنطقة.

وتسعى أنقرة لتعزيز قدرات جماعة الإخوان المسلمين وأذرعها العسكرية في ليبيا التي باتت تعتبر ساحة مواتية لإعادة التموقع في ظل نكسات وهزائم متواترة رسمت ملامح تفكك المشروع الإخواني في عدد من الدول بما فيها تركيا ذاتها.

تركيا التي نشرت في السابق قوات خاصة في سوريا دعما لجماعات مسلحة تستنسخ التجربة في ليبيا
تركيا التي نشرت في السابق قوات خاصة في سوريا دعما لجماعات مسلحة تستنسخ التجربة في ليبيا

وهذه هي المرة الأولى التي يكشف فيها الجيش الوطني الليبي عن وجود قوات تركية خاصة تقاتل في صفوف ميليشيات الإخوان والجماعات المتطرفة في العاصمة طرابلس.

ويشير هذا التطور إلى توجس أردوغان من انهيار آخر حصن للتنظيم الدولي الذي أقر في مؤتمر اسطنبول والذي شارك فيه نحو 500 من قادة التنظيم ومفكريه، أنه لم يعد منهاجه قادرا على تخريج سياسيين.

كما يعكس الثقل التركي في دعم جماعة الإخوان ليبيا حجم المأزق الذي باتت تواجهه الجماعة سياسيا وميدانيا مع إصرار الجيش الوطني الليبي على هزيمة مشروعها وتفكيك خلاياها.  

خالد المشري رئيس المجلس الرئاسي الليبي في لقاء سابق بالرئيس التركي
المشري التقى أردوغان في 19 أبريل الماضي لمناقشة الدعم التركي للاخوان

وانتقل أردوغان من التسليح السرّي للميليشيات المتطرفة إلى التسليح العلني منتهكا القرار الدولي بحظر السلاح على ليبيا بإرساله طائرات مسيرة وشحنات ذخيرة على أمل تغيير موازين القوى لصالح حكومة الوفاق، لكن الثقل العسكري التركي وإن نجح في إبطاء عمليات الجيش الوطني الليبي فإنه عجز عن تفتيت عزيمته في تطهير العاصمة من الميليشيات المتطرفة وفي التصدي لهجماتها وآخرها تلك التي استهدفت قاعدة الجفرة من ثلاثة محاور.

وقد أكدّ المحجوب أنه "تم الوصول إلى مرحلة مهمة على طريق حسم المعركة ضد الميليشيات في طرابلس"، مضيفا أن قوات الجيش استهدفت مخزنا لأسلحة الميليشيات في طرابلس وإصابة رتل عسكري وضرب عدد من المواقع في عين زارة.

وأعلن أيضا مقتل العشرات من قادة ومسلحي الميليشيات المتطرفة التي تقاتل إلى جانب قوات حكومة السراج.

وفي مقابلة مع قناة ليبيا 218 قبل نحو شهر قال المحجوب إن المعركة الآن في طرابلس بين الجيش الوطني وتنظيم الإخوان، مضيفا أن الجيش قرر القضاء على تنظيم الإخوان مهما تلقى من دعم خارجي.

وأوضح أن جماعة الإخوان لم تعد تلق أي ترحيبا من الليبيين الذين باتوا يرفضونها، مضيفا أنه لا عداوة بين الليبيين وأنه سيتم محاسبة المجرمين عبر القضاء.

كما جدد تأكيده أن هدف الجيش الوطني الأساسي تحقيق سيادة الوطن والقضاء على الإرهاب.

وتابع في مداخلة لبرنامج "البلاد" أن الدعم التركي للجماعات المسلحة في طرابلس لم يتوقف، وأن تركيا باتت تجني مبالغ طائلة جراء سحب مستحقات أرباب الأسر منها.

وبحسب مصادر من الجيش الوطني الليبي فإن سلاح الطيران شن اليوم الأحد عدة غارات على منطقة السدادة جنوب غرب مصراتة. وتشكل ميليشيات مصراتة حيث تتمركز الميليشيات المتطرفة، رأس الحربة التركي في مشروع تمكين الاخوان وتعزيز قبضتهم في الغرب الليبي.

وكان الجيش الوطني الليبي قد أطلق في أبريل/نيسان الماضي عملية عسكرية واسعة لتطهير العاصمة الليبية من الميليشيات المتطرفة وأعلن مرارا أن حربه على الإرهاب وأنه لن يتراجع عن هدف إفشال المشروع الاخواني.

وأثارت العملية العسكرية انقسامات دولية بين داعم ورافض لها ومتحفظ عليها، إلا أن هناك إجماعا دوليا على ضرورة حل الأزمة بالحوار وأيضا مكافحة الإرهاب.

ومع مرور الوقت اكتسبت الحملة زخما على الأرض ولاقت أيضا ترحيبا من عدد من الدول العربية والغربية مع قناعة راسخة بأنها موجهة أساسا لمحاربة الإرهاب.

لكن تركيا بقيادة أردوغان الذي أغاضه تحرك الجيش الوطني الليبي واستشعر خطرا على المشروع الاخواني، دخلت على خط الأزمة مع نهاية أبريل/نيسان معلنة دعمها لقوات وميليشيات حكومة الوفاق بما في ذلك إرسال تعزيزات عسكرية شملت في البداية شحنات ذخيرة وأسلحة خفيفة وصولا إلى إرسال طائرات مسيرة.