أردوغان يدعو لعدم الاستعجال في ضم أوكرانيا لحلف الناتو

الرئيس التركي يبدو حريصا على علاقات وثيقة مع روسيا التي تربطه بها اتفاقات عسكرية واقتصادية وتنسيق سياسي في عدة ملفات حساسة.
أردوغان: الولايات المتحدة وأعضاء آخرون في الحلف لا يريدون أن تكون أوكرانيا عضوا

نيويورك - قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن مقترح انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، مسألة "لا يجب التعجل فيها"، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن علاقات بلاده مع روسيا "تتوسع"، في موقف يشير إلى عدم رغبة أنقرة في المغامرة بعلاقتها مع روسيا التي تربطها بها اتفاقات عسكرية واقتصادية وتنسيق سياسي في عدة ملفات حساسة.

وأجرى أردوغان مقابلة مع شبكة "إن.بي.سي.نيوز" الأميركية، تطرق فيها إلى الحرب الروسية الأوكرانية، ومقترح انضمام كييف إلى حلف الناتو، الذي طالما اعتبرته روسيا أمرا "يهدد أمنها القومي".

وقال الرئيس التركي إن الولايات المتحدة وأعضاء آخرين في الحلف "لا يريدون أن تكون أوكرانيا عضوا"، وتابع "هذه ليست المسائل التي يجب التعجل فيها. حينما نتخذ قراراتنا نضع في الاعتبار دائما موقف الدول الأعضاء الأخرى في حلف شمال الأطلسي، ونناقش الأسئلة المحتملة ونتخذ القرار النهائي وفق ذلك".

وأوضحت الشبكة الأميركية أن تعليقات أردوغان تمثل "خيبة أمل" لنظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، الذي من المقرر أن يقدم "خطة النصر" في الحرب إلى البيت الأبيض هذا الأسبوع.

وذكرت وكالة بلومبيرغ بوقت سابق هذا الشهر، أن الرئيس الأوكراني سيعرض خطته على بايدن خلال اجتماع مرتقب بينهما في واشنطن، تشمل تقديم "دعوة رسمية" لكييف للانضمام إلى حلف الناتو و"الالتزام بإمدادات مستدامة من الأسلحة المتطورة".

ووصف الرئيس الأوكراني تلك الخطة بأنها "خارطة طريق لكيفية إجبار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على السعي إلى السلام". وكتب عبر حسابه على تليغرام، الثلاثاء، إنه ناقش "تنفيذ صيغة السلام" مع أردوغان.

لكن تصريحات الرئيس التركي بددت الآمال في مسار سريع نحو منح عضوية الناتو لأوكرانيا، وقال أردوغان إنه سيدرس موقف الأعضاء الآخرين في الحلف، مضيفا "سنتابع التطورات والمداولات ونتوصل إلى قرار نهائي وفقًا لذلك ".

وكانت تركيا قد هددت باستخدام حق النقض ضد محاولات السويد وفنلندا الانضمام إلى الحلف، قبل أن تتفاوض لأشهر من أجل تغيير موقفها.

يأتي ذلك فيما يتعرض أردوغان لانتقادات، لقبوله دعوة لحضور مؤتمر "بريكس" في روسيا الشهر المقبل، في إشارة إلى انفتاحه على كتلة الدول النامية بقيادة البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.

وعلق أردوغان على الانتقادات قائلا "علاقاتنا مع روسيا متعددة الأبعاد، سياسية واقتصادية وثقافية، وتتعلق بالصناعات الدفاعية.. وعلى الصعيد الاقتصادي، تتوسع هذه العلاقات كل يوم".

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، في وقت سابق هذا الشهر، تقديرات بأن عدد القتلى والجرحى في صفوف أوكرانيا وروسيا، في الغزو الذي تشنه الأخيرة منذ عامين ونصف العام، وصل إلى "نحو مليون شخص".

وقال أشخاص مطلعون، أن تقديرا أوكرانيًا سريًا صدر في وقت سابق هذا العام، أشار إلى أن عدد القتلى الأوكرانيين يصل إلى 80 ألفًا، والمصابين إلى حوالي 400 ألف شخص.

وتختلف تقديرات الاستخبارات الغربية للخسائر الروسية، حيث يتحدث البعض عن وصول عدد القتلى إلى قرابة 200 ألف شخص، والمصابين إلى حوالي 400 ألف.

وكشف قائد في حلف الناتو الأربعاء، عن إعداد الحلف لخطط تهدف للتنسيق في حال اندلاع حرب مع روسيا.

ونقلت وكالة رويترز عن الجنرال الأماني ألكسندر سولفرانك رئيس القيادة اللوجستية لحلف الناتو قوله إن الحلف يخطط لنقل عدد كبير من الجنود المصابين بعيدا عن خطوط المواجهة في حال نشوب حرب مع روسيا.

وأوضح سولفرانك أن عملية النقل ربما ستتم على متن قطارات مجهزة كمستشفيات لأن عمليات الإخلاء الجوي قد لا تكون ممكنة.

وأضاف أن السيناريو المحتمل في المستقبل لعمليات الإجلاء الطبي سيختلف عن التجربة التي مر بها أعضاء الحلف في أفغانستان والعراق.

وأضاف الجنرال الألماني أنه في حالة اندلاع صراع مع روسيا، ستواجه الجيوش الغربية على الأرجح منطقة حرب أكبر بكثير وإصابة عدد أكبر من الجنود وافتقارا مؤقتا على الأقل للتفوق الجوي بالقرب من خطوط المواجهة.

وخطط الإجلاء الطبي هي جزء من حملة أوسع نطاقا من جانب الناتو أثارتها الحرب الروسية الأوكرانية في عام 2022 وتهدف لإصلاح وتعزيز قدرة الحلف على الردع والدفاع في مواجهة أي هجوم روسي.