أردوغان يدفع أنقرة إلى معركة كسر عظام مع بروكسل

الرئيس التركي يتجاهل التحذيرات الأوروبية من الاستمرار في عمليات التنقيب عن الغاز بشرق المتوسط، مؤكدا أن بلاده لا تكترث للتهديدات الغربية.

أنقرة تخوض معركة خاسرة مع الاتحاد الأوروبي
أردوغان يتمسك بمواصلة عمليات التنقيب في شرق المتوسط
أردوغان يدخل في مواجهة على أكثر من جبهة داخلية وخارجية

أرتوين (تركيا) - تحدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم السبت مجددا الاتحاد الأوروبي، متجاهلا التحذيرات الغربية لتركيا من الاستمرار في عمليات التنقيب بشرق المتوسط.

وتمسك أردوغان بعناده في هذه القضية التي من شأنها أن تفاقم التوتر بين تركيا وشركائها الأوروبيين والتي من المتوقع أن تدفع أنقرة إلى مواجهة خاسرة مع بروكسل التي لوحت مرارا بفرض عقوبات على الشريك التركي.

 وقال الرئيس التركي، إن أنقرة لا تكترث للتهديدات الغربية بشأن أعمال التنقيب التي تقوم بها شرق المتوسط وإنها عازمة على حماية حقوقها بالمنطقة.

وانتقد في خطاب ألقاه السبت أمام حشد من المواطنين الأتراك خلال زيارة لقضاء يوسف ألي التابع لولاية أرتوين في منطقة البحر الأسود، تصريحات لزعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كليجدار أوغلو بشأن الوجود التركي شرق البحر المتوسط.

وأشار إلى أن كليجدار أوغلو زعم بأن تركيا هي الدولة الوحيدة التي لا تتواجد شرق المتوسط، مقابل وجود دول أخرى مثل أميركا وفرنسا وبريطانيا وقطر.

وتساءل عمّا إذا كان زعيم المعارضة لا يعلم بوجود سفن التنقيب التركية في تلك المنطقة، والعلم التركي الذي يرفرف على متنها.

وأضاف "ألا ترى فرقاطاتنا التي تقف إلى جانب سفننا الخاصة بالتنقيب والمسح؟ إننا حاضرون هناك بطائراتنا وكامل قوانا. نحن لا نكترث للتهديدات الغربية وسوف نواصل الدفاع حتى النهاية عن حقوق تركيا في هذه المنطقة".

أردوغان يفاقم التوتر مع الاتحاد الأوروبي حول التنقيب في المياه القبرصية
أردوغان يفاقم التوتر مع الاتحاد الأوروبي حول التنقيب في المياه القبرصية

وتعارض كل من قبرص الرومية واليونان والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومصر وإسرائيل، أنشطة التنقيب التركية عن الطاقة شرق المتوسط، فيما أكدت وزارة الخارجية التركية في عدة بيانات أن سفن تركيا تنقب في الجرف القاري للبلاد وستواصل نشاطها هناك.

وطالبت الدول الأوروبية بشدّة أنقرة بالكف عن نشاطات التنقيب في شرق المتوسط، لكن الأخيرة رفضت وأصرّت على ما قالت إنها حقوقها.

وندد أردوغان بشدّة بالعقوبات الأخيرة للاتحاد الأوروبي على أنقرة لمواصلتها عمليات التنقيب عن الغاز قبالة قبرص، واعدا بمواصلة التنقيب في هذه المنطقة.

وأقرّ الاتحاد الأوروبي في منتصف يوليو/تموز الماضي سلسلة من الإجراءات السياسية والمالية ضمن ضغوط تستهدف إثناء تركيا عن مواصلة أعمال التنقيب التي وصفها بأنها غير شرعية في المياه الإقليمية القبرصية رغم التحذيرات الأوروبية.

ومن ضمن الإجراءات التي اتخذتها بروكسل هو اقتطاع 145.8مليون يورو من المبالغ الأوروبية التي يفترض أن تستفيد منها تركيا عام 2020.

وتتمسك أنقرة بأن الموارد الغازية لا بد أن تتوزع بشكل عادل بينها وبين قبرص الأمر الذي ترفضه نيقوسيا بشدة.

ويقع القسم الشمالي تحت سلطة الأتراك منذ الاحتلال التركي لهذا القسم عام 1974 كرد على انقلاب عسكري حصل في نيقوسيا، بينما لا تفرض السلطات القبرصية سلطتها سوى على القسم الجنوبي من الجزيرة.

وأعلن الرئيس التركي أن بلاده تدعم وستواصل دعمها للقبارصة الأتراك في تحقيق السلام والرفاهية وستدافع عن حقوقهم كما تدافع عن حقوقها، مشيرا إلى أن استمرار المشكلة في جزيرة قبرص يعود سببه بالكامل لمواقف القبارصة اليونانيين الرافض للاتفاق.

وتابع "أولئك الذين حاولوا الاستيلاء على الجزيرة عبر إراقة دماء القبارصة الأتراك في الأمس، يسعون اليوم إلى تحقيق نفس الهدف عبر الهجمات السياسية والاقتصادية".

وقال "من المعيب أن يقف الاتحاد الأوروبي إلى جانب اليونانيين الذين لم يوفوا بأي من وعود الأمم المتحدة والمجتمع الدولي".