أردوغان يدير ظهره لمقررات برلين حول ليبيا

الرئيس التركي يخل بالتزاماته في برلين مرسلا مزيدا من المرتزقة إلى طرابلس في مسار معاكس لجهود التهدئة الغربية والدفع لحل سلمي للأزمة الليبية.
تركيا تخطط إلى أن يصل عدد المقاتلين السوريين إلى ليبيا 6000 مجند
أردوغان لا يتراجع عن تنفيذ مشروعه التوسعي في ليبيا رغم التحذيرات الدولية
سلامة يتوعد بمحاسبة أردوغان على إرساله مرتزقة سوريين إلى ليبيا

طرابلس - استأنف الرئيس التركي رجب التركي رجب طيب أردوغان نقل المقاتلين "المرتزقة" من سوريا إلى ليبيا، بعد 48 ساعة فقط من اتفاق الأطراف الدولية المشاركة في مؤتمر برلين حول ليبيا ومن بينهم تركيا باحترام حظر إرسال الأسلحة إلى طرابلس وعدم التدخل عسكريا في النزاع، ليخرق من جديد التزاماته الدولية.

وفي أحدث انقلاباته المعتادة على تعهداته استمر أردوغان وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء "في نقل المقاتلين من الأراضي السورية إلى الأرضي الليبية على الرغم من كل التحذيرات الدولية".

وقال المرصد إن "عملية تسجيل أسماء الراغبين بالذهاب إلى طرابلس مستمرة بشكل كبير، تزامنا مع وصول دفعات جديدة من المرتزقة إلى هناك".

وأضاف إن "أعداد المقاتلين الذي وصلوا إلى العاصمة الليبية طرابلس بلغ عددهم حتى الثلاثاء 2600 مجندا، في حين أن عدد المجندين الذي وصلوا إلى المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 1790".

وأفاد المرصد باستمرار عمليات التجنيد بشكل كبير سواء في 'عفرين' أو مناطق 'درع الفرات' ومنطقة شمال شرق سورية التي سيطرت عليها تركيا خلال عمليتها العسكرية شمال شرق سوريا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ويذكر أن المتطوعين هم من فصائل "لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وفيلق الشام وسليمان شاه ولواء السمرقند".

ويأتي هذا منافيا لما جاء في البيان الصادر عن الأطراف المشاركة في مؤتمر برلين الأحد والتي اتفقت على ضرورة توحيد الجهود ومضاعفتها من أجل تأمين عملية وقف إطلاق النار بشكل دائم ومستمر والسعي لإنهاء الاقتتال وخفض التصعيد في ليبيا.

كما اتفقت الأطراف ومن ضمنهم تركيا على إيقاف جميع النشاطات العسكرية من قبل أطراف النزاع، أو من خلال دعمهم المباشر لها في جميع أنحاء ليبيا بدءا من بداية عملية وقف إطلاق النار.

ودعا المشاركون إلى عملية شاملة لنزع سلاح الجماعات المسلحة والميليشيات في ليبيا وإدماج الأفراد المناسبين في مؤسسات الدولة المدنية والأمنية والعسكرية.

وشارك في المؤتمر بدعوة من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى جانب تركيا طرفي النزاع في ليبيا قادة ومسؤولين من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا والصين وروسيا ومصر والإمارات والجزائر وجمهورية الكونغو الديمقراطية، إضافة إلى ممثلين رفيعي المستوى من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي.

وتأتي الجهود الدولية من أجل تثبيت الاستقرار في ليبيا التي تشهد اضطرابات أمنية وسيطرة الميليشيات المتطرفة على العاصمة طرابلس منذ العام 2011.

ويشن الجيش الوطني الليبي بقيادة القائد المشير خلفية حفتر عملية عسكرية منذ أبريل/نيسان الماضي لتحرير العاصمة الليبية.

من جانبه قال المبعوث الدولي إلى ليبيا الثلاثاء غسان سلامة إلى قناة '218 الليبية' "أستطيع الآن محاسبة أردوغان بخصوص إرساله مرتزقة سوريين إلى ليبيا بعد توقيعه اتفاق برلين".

في المقابل تحدث المرصد السوري عن معلومات وردت إليه الأحد بأن "تركيا تريد نحو 6000 متطوع سوري في ليبيا وستعمد بعد ذلك إلى تعديل المغريات التي قدمتها عند وصول أعداد المتطوعين إلى ذلك الرقم، حيث ستقوم بتخفيض المخصصات المالية وستضع شروطا معينة لعملية تطوع المقاتلين حينها".

وكان ذات المصدر قد أفاد السبت أن تركيا ترسل مرتزقة من سوريا لدعم الميليشيات في طرابلس بإغراءات مالية تصل إلى 2000 دولار شهريا ومنحهم الجنسية التركية.

ونقل المرصد في حوار مع أحد المقاتلين قوله "أريد الذهاب إلى ليبيا طمعاً بالمغريات التي تقدمها تركيا فليس لدي ما أخسره وأنا أعيش في خيمة وراتبي 300 ليرة تركية لا يكفيني ثمن طعام لذلك الخروج إلى ليبيا وتفاضي 2000 دولار أميركي على الأقل أفضل من القتال شرق الفرات".

وتعكس الإغراءات المالية التي تقدمها حكومة تركيا للمرتزقة ومسلحي الجماعات السورية المتشددة التي دربتها قيادات عسكرية تركية، إلى أن أردوغان يخطط لإنعاش الإرهاب في ليبيا بعد حملة ناجحة قادها حفتر لتطهير الساحة الليبية من الجماعات المتطرفة.

والسبت كشفت مقاطع فيديو نشرها المرصد تواجد عشرات المقاتلين في طائرات تركية تنقلهم من اسطنبول إلى الأراضي الليبية بعد استقدامهم من مناطق شرق الفرات في سوريا.

وتدل كل المؤشرات على أن قرار تركيا تدخلها عسكريا في معركة طرابلس خالف القوانين الدولية التي تحظر الأسلحة إلى ليبيا، وهي بصدد ارتكاب مزيد من الخروقات من خلال تدريب المقاتلين الذي تجرمه الاتفاقية الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة قبل 30 عاما لمناهضة تجنيد المرتزقة وتمويلهم وتدريبهم واستخدامهم.