أردوغان يراهن على دعم قطري لترحيل ملايين اللاجئين السوريين

الرئيس التركي يعلن أن الدوحة رحبت بفكرة تمويل خططه لترحيل أكثر من مليون لاجئ سوري إلى 'المنطقة الآمنة' في شمال شرق سوريا بعد أن رفضت دول غربية دعمه ماليا.

أردوغان يعود من الدوحة بوعود سخية
حلفاء غربيون رفضوا دعوات أردوغان بتمويل ترحيل قسري للاجئين السوريين
أنقرة تروج لانجازات وهمية واستقرار مفقود في شمال شرق سوريا
تركيا بدأت في إعادة تأهيل معابر حدودية تمهيدا لعمليات ترحيل واسعة للاجئين السوريين

أنقرة - يعول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على تلقي دعم مالي سخي من قطر لتنفيذ خطته الرامية لتوطين أكثر من مليون ونصف مليون لاجئ سوريا يقيمون على الأراضي التركية.

وتواجه تركيا معضلة تمويلية لترحيل مئات آلاف اللاجئين السوريين إلى منطقة سمتها بـ"الآمنة" وأقامتها على اثر هجوم واسع شنته على أكراد سوريا في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول ولم يتوقف إلا في الثالث والعشرين من الشهر ذاته.

وفرضت القوات التركية سيطرتها على قطاع بطول 120 كيلومترا على حدودها الجنوبية الشرقية وبعمق 30 كيلومتر.

وواجهت أنقرة اتهامات غربية بارتكاب جرائم بحق أكراد سوريا ترقى لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بما فيها عمليات تهجير قسري للأكراد.

ويسعى الرئيس التركي لتغيير التركيبة الديمغرافية في شمال شرق سوريا من خلال ترحيل قسري للاجئين السوريين وتوطينهم في المناطق الكردية.    

ونقلت قناة 'إن.تي.في' التلفزيونية التركية اليوم الثلاثاء عن أردوغان قوله، إن قطر يمكن أن تدعم خطط تركيا لتوطين نحو مليون لاجئ في شمال شرق سوريا بعد هجومها على المسلحين الأكراد في المنطقة.

 لكن تقارير سابقة أشارت إلى أنه يخطط لترحيل أكثر مما هو معلن رسميا لتغيير التركيبة الديمغرافية والتخلص أيضا من أعباء اللاجئين.

اردوغان يستثمر في ملف اللاجئين السوريين ضمن خطة لتغيير التركيبة الديمغرافية في شمال شرق سوريا
اردوغان يستثمر في ملف اللاجئين السوريين ضمن خطة لتغيير التركيبة الديمغرافية في شمال شرق سوريا

ومنذ أن شنت أنقرة هجومها، تحث الحلفاء الغربيين على دعم خططها لبناء مدن جديدة في شمال شرق سوريا، قائلة إنه من الممكن أن يتم فيها توطين نحو نصف اللاجئين السوريين الذين تستضيفهم على أراضيها ويبلغ عددهم 3.6 ملايين لاجئ.

وتدعو تركيا إلى عقد قمة دولية للمانحين لدعم الخطة. ويقول مسؤولون غربيون إنهم سيعزفون عن تمويل أي مشروع ينطوي على عودة غير طوعية للاجئين أو إدخال تغييرات على التركيبة السكانية في سوريا. وتنفي أنقرة التخطيط لمثل هذا الأمر.

ونقلت 'إن.تي.في' عن أردوغان قوله للصحفيين أثناء رحلة العودة من زيارة إلى الدوحة إنه عرض خططه على أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وقد "أعجبته مشاريعنا".

وردا على سؤال عما إذا كانت قطر ستسهم في تمويل الخطط قال "إنهم في مرحلة ما "يمكننا أن ننفذ هذه الجهود معا. ما من سبيل آخر في الواقع".

وقالت جمعية الهلال الأحمر القطرية الأسبوع الماضي إنها افتتحت مشروعا سكنيا في إطار شراكة مع الهيئة التركية لمواجهة الكوارث والحالات الطارئة بالقرب من مدينة الباب في شمال سوريا التي انتزعت قوات مدعومة من تركيا السيطرة عليها من تنظيم الدولة الإسلامية قبل عامين.

وتعززت الروابط بين تركيا وقطر في السنوات الأخيرة. ودعمت أنقرة الدوحة بعد أن قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات مع قطر في عام 2017 متهمة إياها بتمويل جماعات إرهابية.

وقال أردوغان إنه عرض الخطط أيضا على الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب وأنه سيجدد دعوته لعقد اجتماع للمانحين في قمة حلف شمال الأطلسي في لندن الأسبوع المقبل، مضيفا أن تحويل هذه الخطط إلى واقع سيكون "نموذجا يحتذى به أمام العالم".

وقوبل الهجوم التركي بانتقادات من حلفاء أنقرة الغربيين الذين يقولون إن العملية قد تعرقل الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية. وتنفي تركيا هذه المخاوف وتقول إنها ستواصل قتال المتشددين.

مسؤولون غربيون يقولون إنهم سيعزفون عن تمويل أي مشروع ينطوي على عودة غير طوعية للاجئين السوريين أو إدخال تغييرات على التركيبة السكانية في سوريا

وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية وهي العنصر الرئيسي والمكون الأساسي في قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، "جماعة إرهابية" بسبب صلتها بالمتمردين الأكراد على أراضيها.

وبدأت أنقرة بالفعل في ترحيل لاجئين سوريين إلى مدينة راس العين التي سيطرت عليها خلال هجومها الأخيرة على شمال شرق سوريا. وقالت إن عودتهم طوعية، لكن تقارير محلية ,اخرى دولية أشارت إلى عمليات ترحيل قسري.

ويشكوا اللاجئون السوريون في تركيا منذ فترة من تعرضهم للمضايقات وللاعتداءات ضمن حملة ممنهجة لدفعهم للرحيل إلى مناطق تسيطر عليها القوات التركية في سوريا.

وتمهيدا لعمليات ترحيل قسري أوسع، أعلن والي شانلي أورفة التركية عبدالله أران، اعتزام أنقرة إعادة فتح المعابر الحدودية الواقعة ضمن نطاق مناطق عملية "نبع السلام" شمال شرقي سوريا.

وأضاف أن بلاده تبذل ما بوسعها لتأمين عودة الحياة إلى طبيعتها في المناطق التي كانت إلى وقت قريب خاضعة لسيطرة أكراد سوريا.

وفي إطار الترويج والدعاية لانجازات تركية في شمال شرق سوريا، قال المسؤول التركي إن بلاده تُبذل جهودا كبيرة لسد الاحتياجات الأساسية لسكان المنطقة.

وأفاد بأن السلطات التركية استكملت أعمال صيانة وتأهيل الجانب التركي من معبر تل أبيض - أقجة قلعة وأنه يتم العمل الآن على إتمام أعمال صيانة الجانب السوري من المعبر، ليتم استئناف العبور منه بأقرب وقت.

ولفت إلى أن الفرق التي ستدير الجانب السوري من المعبر، تخضع حاليا لتدريبات حول طبيعة عمل المعبر الذي قال إنه سيقدم إسهامات كبيرة لإحياء الفعاليات التجارية على الجانبين السوري والتركي.

وكان والي شانلي أورفة يشير إلى الفصال السورية الموالية لأنقرة والتي شاركت إلى جانب القوات التركية في الهجوم على أكراد سوريا وترحيلهم قسرا من مناطقهم.

كما أشار إلى أن العمل جار على إعادة فتح معبر جيلانبنار وأنه سيجري افتتاح المعبرين قريبا أمام الأنشطة التجارية ولدخول المساعدات الإنسانية أيضا.

وكشف أن الحكومة التركية أعدت خططا ومشاريع لإقامتها في شمال شرق سوريا بعضها سيتم انجازه قبل نهاية العام وأخرى ستنجز في العام القادم.