أردوغان يستنجد ببوتين لفك الطوق السوري عن قواته

المشاورات التركية الروسية تشير إلى مخاوف من تطور الوضع في ادلب إلى مواجهة عسكرية بين أنقرة ودمشق.

نذر مواجهة عسكرية بين أنقرة ودمشق في ادلب
تركيا فشلت عمليا في حماية اتفاق سوتشي من الانهيار
رهان تركي على الحليف الروسي لفك الطوق السوري عن نقطة مراقبة تركية

أنقرة - بحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي تطورات الوضع الميداني في شمال غرب سوريا بعد أن باتت نقطة المراقبة التركية في المنطقة مطوقة ومحاصرة من قبل قوات النظام السوري التي نجحت في استعادة السيطرة على عدة بلدات.

ووجد أردوغان نفسه في ورطة بين عدم إغضاب حليفين مهمين لبلاده هما إيران وروسيا وهما أيضا الحليفين الأساسيين للنظام السوري، وبين الردّ العسكري بعد أن طوقت القوات السورية عدد من جنوده في نقطة المراقبة.

ومن المقرر أن يقوم الرئيس التركي الثلاثاء المقبل بزيارة إلى روسيا يلتقي خلالها نظيره الروسي، بحسب بيان صدر اليوم الجمعة عن دائرة الاتصال بالرئاسة التركية.

وجاء في البيان أن "الرئيس أردوغان يجري زيارة لروسيا في 27 أغسطس/آب الجاري للقاء نظيره بوتين، مشيرا إلى أن الزيارة ستستغرق يوما واحدا فقط".

ويسعى أردوغان على ما يبدو للبحث عن مخرج لهذه الورطة مراهنا على تحرك روسي يبعد القوات السورية عن نقاط المراقبة التركية التي أنشأت بموجب اتفاق سوتشي الذي توصلت إليه موسكو وأنقرة في سبتمبر/ايلول الماضي.

وتشير المشاورات التركية الروسية إلى مخاوف من تطور الوضع في ادلب إلى مواجهة عسكرية بين أنقرة ودمشق. وتصف الأخيرة الوجود التركي في سوريا بأنه "احتلال" وسبق أن تعهدت بأنها لن تتخلى عن شبر واحد من أراضيها.

وقالت الرئاسة التركية إن أردوغان أبلغ بوتين اليوم الجمعة بأن هجمات الجيش السوري في شمال غرب البلاد تسبب أزمة إنسانية كبرى وتهدد الأمن القومي التركي.

وسيطرت القوات السورية على جيب من الأراضي وطوقت مقاتلي المعارضة وموقعا عسكريا تركيا واستعادت بلدات خسرتها في بدايات الحرب.

والموقع العسكري قرب بلدة مورك واحد من 12 موقعا أقامتهم تركيا في شمال غرب سوريا بموجب اتفاق مع موسكو وطهران قبل عامين بهدف خفض حدة القتال بين قوات الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة.

وتساند تركيا بعض فصائل المعارضة في منطقة إدلب بشمال غرب البلاد، بينما تقدم روسيا وإيران الدعم للأسد.

وقالت الرئاسة التركية إن أردوغان أبلغ بوتين خلال مكالمة هاتفية، بأن الهجمات انتهكت وقفا لإطلاق النار في إدلب وألحقت الضرر بالجهود الرامية إلى حل الصراع في سوريا.

وأضافت "قال الرئيس إن انتهاكات النظام (السوري) لوقف إطلاق النار وهجماته في إدلب تسبب أزمة إنسانية كبيرة وإن هذه الهجمات تضر بعملية التوصل لحل في سوريا وتشكل خطرا كبيرا على أمن بلادنا القومي".

ووضع تقدم قوات الحكومة السورية في الآونة الأخيرة الجنود الأتراك المتمركزين في المنطقة في مرمى النيران وتسبب في نزوح مئات الآلاف، الأمر الذي يهدد بتقويض آمال أنقرة في منع تدفق موجة جديدة من اللاجئين على حدودها الجنوبية.

ودعا وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلى إنهاء فوري فورية للقتال، لكنه قال إن القوات التركية ستظل متمركزة في موقع مورك باختيارها وليس لأنها مضطرة لذلك.

وأضاف خلال مؤتمر صحفي في لندن "لا أحد يستطيع أن يفرض حصارا على قواتنا وجنودنا. نناقش هذه المسألة مع روسيا وإيران".

وأضاف "لسنا هناك لأننا لا نستطيع الخروج لكن لأننا لا نريد الخروج. نحن هناك بما يتماشى مع الاتفاق الذي أبرمناه مع روسيا".