أردوغان ينفس أزمته الداخلية بتصعيد ضد السيسي

سامح شكري يتهم الرئيس التركي بالدخول في مهاترات عبثية لخدمة وضعه الانتخابي والعمل حصراً نحو اختلاق المشاكل ما يعكس حقيقة ارتباطه العضوي بتنظيم الإخوان الإرهابي.
وفاة مرسي ضالة اردوغان لمداراة أزمة الاخوان
الرئيس التركي يحاول ربط قضية مقتل خاشقجي بوفاة مرسي في خطاب مأزوم
مصر تدين ادعاءات أردوغان الواهية بشان وفاة مرسي

أنقرة - تهجم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الخميس على شخص الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي محملا النظام المصري مسؤولية وفاة الرئيس الراحل محمد مرسي في جلسة محاكمة تتعلق باتهامات تشمل التخابر مع جهات أجنبية.

وقال الرئيس التركي في خطاب حاد "المدعو السيسي ظالم وليس ديمقراطيا، لم يصل إلى الحكم بالطرق الديمقراطية".

وأضاف الرئيس التركي "انه يعتقد أن الأمم المتحدة ستبحث في ملابسات وفاة الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي وستحاسب المسؤولين عنها متابعا "لن نسكت إزاء وفاة رئيس انتخبه الشعب المصري بنسبة 52 في المئة من الأصوات، حتى وإن لزم الصمت أولئك الذين يعملون على تلقيننا دروسًا في الحق والقانون والحرية".

وواصل الرئيس التركي فتح أكثر من جبهة مواجهة محلية وخارجية، مصعدا ضد خصومه في الداخل وضد دول ذات سيادة مستدعيا المزيد من التوترات ودافعا ببلاده إلى أزمات إضافية هي في غنى عنها في ظل تعثر اقتصادي وتوترات مع الشركاء والحلفاء الغربيين اضافة الى الاساءة الى دول اقليمية.

وكعادته حاول أٍدوغان في خطاب المظلومية المازوم ربط قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بوفاة مرسي قائلا " لم نرض بنسيان جريمة قتل المرحوم جمال خاشقجي، وكذلك سنفعل حيال مأساة محمد مرسي".

وتاتي تصريحات اردوغان في اطار حملة أطلقها الاربعاء خلال تجمع انتخابي في اسطنبول ضد مصر تعتبر بكل المقاييس تدخلا في شؤون دولة ذات سيادة.

الرئيس التركي رجب طيب اردوغان
أردوغان يستدعي كثيرا من التوترات في المنطقة

وهاجم أردوغان النظام المصري وتعهد بأن تبذل بلاده كل ما بوسعها من أجل مقاضاة السلطات المصرية في المحاكم الدولية.

وقال إردوغان إن محمد مرسي "قتل"، واتهم السلطات المصرية بعدم التدخل لانقاذه.

وأضاف "في قاعة المحكمة، كان يتخبط على الأرض لمدة 20 دقيقة. لم تقم السلطات بشيء لمساعدته. لقد قتل ولم يمت لأسباب طبيعية".

وأكد أنه سيقوم "بكل ما هو ممكن" لإحالة المسؤولين المصريين "أمام المحاكم الدولية".

ويسعى الرئيس التركي الى تنفيس ازمته الداخلية ومحاولة امتصاص غضب الشعب التركي من تراجع كل المؤشرات الاقتصادية وانهيار العملة.

كما تاتي تصريحات اردوغان لتحويل الأنظار على هزيمة مرتقبة لمرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم بن علي يلدريم امام مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض اكرم إمام اوغلو وذلك وفق ما أعلنته اخر استطلاعات الراي.

ويحاول الرئيس التركي مرة أخرى اللعب على عواطف الأتراك لاستمالة الناخبين وهي سياسة دائما ما يتبعها اردوغان لكنها لم تعد تقنع الناخب التركي الغارق في أزمته الاقتصادية.

كما يسعى اردوغان الى مداراة الأزمة التي يعيشها التنظيم الدولي للإخوان مع أفول نجمه في كثير من الدول ومحاصرته في دول أخرى على غرار السودان وليبيا.

واستنكر وزير الخارجية المصري سامح شكري الخميس تصريحات أردوغان التي اعتبر فيها أن الرئيس المصري السابق محمد مرسي "قتل"، معتبرا أنها "غير مسؤولة".

وقال بيان لوزارة الخارجية نقلا عن شكري إن "التصريحات الأخيرة للرئيس التركي إردوغان التي تدخّل فيها بشكل سافر في شأن وفاة محمد مرسي من خلال ادعاءات واهية تتضمّن التشكيك في وفاته الطبيعية بل والاتهام بقتله، والتلويح بإثارة الأمر دولياً"، تندرج في إطار "التصريحات المتكررة غير المسؤولة للرئيس التركي حول مصر".

واعتبر شكري أن إردوغان يريد "الدخول في مهاترات عبثية لخدمة وضعه الانتخابي والعمل حصراً نحو اختلاق المشاكل".

وتابع أن "مثل هذا الكلام المُرسل الذي يملأ به خطاباته وتصريحاته لا يعكس سوى حقيقة ارتباطه العضوي بتنظيم الإخوان الإرهابي في إطار أجندة ضيقة من أجل النفوذ واحتضان ونشر الفكر المتطرف الذي صاغته جماعة الإخوان الإرهابية واعتنقته القاعدة وداعش وغيرها من المنظمات الإرهابية".

هذا الكلام المرسل ياتي في اطار اجندة ضيقة من أجل النفوذ واحتضان ونشر الفكر المتطرف الذي صاغته جماعة الإخوان الإرهابية

وتحتضن تركيا التي يقودها حزب العدالة والتنمية الإسلامي، قيادات إخوانية فارة من العدالة وتدعم بقوة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وتسوق لجماعات الإسلام السياسي في المنطقة.

وتوفي مرسي الذي كان ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، عن 67 عاما بعد ظهر الإثنين في قاعة محكمة داخل معهد أمناء الشرطة في مجمع سجون طرة بجنوب القاهرة حيث كان يحاكم.

وكان مرسي انتخب رئيسا في 2012 في أعقاب ثورة 2011 التي أسقطت حسني مبارك.

وأطاح الجيش بمرسي في الثالث من تموز/يوليو 2013 عقب تظاهرات ضخمة طالبت برحيله احتجاجا على تفرد الإسلاميين بالسلطة وعلى خلفية اضطرابات ناتجة عن مطالب اقتصادية ومعيشية. وتم احتجازه ثم أحيل الى المحاكمة في قضايا عدة.
وفي آب/أغسطس 2013، نفذت القوى الأمنية عملية امنية ضد اعتصام للإسلاميين احتجاجا على الإطاحة بمرسي، في ميدان رابعة العدوية، وقتل فيه المئات.
وفي كانون الأول/ديسمبر 2013، تمّ حظر جماعة الإخوان المسلمين التي اعتقل الآلاف من أعضائها وأحيلوا الى المحاكمة. وتسبب ذلك بتفكيك جماعة الإخوان المسلمين الى حدّ كبير، ووقف كل أنشطتها. 
وكان مرسي يحضر الاثنين جلسة محاكمة في قضية يواجه فيها اتّهامات بالتخابر مع قوى أجنبية من بينها حماس وقطر.
ومنذ اعتقاله، واجه مرسي خمس محاكمات وصدر بحقه حكم بالإعدام في قضية "الهروب من السجن" وبالسجن المؤبد في قضية "التخابر مع قوى أجنبية"، لكن محكمة النقض ألغت الحكمين في تشرين الثاني/نوفمبر 2016، وقررت إعادة محاكمته. وأيدت المحكمة حكما نهائيا بسجنه 20 عاما في أحداث عنف.