أردوغان يصعد محليا وخارجيا للتغطية على انتهاكات أجهزته

الرئيس التركي يتعهد ببذل كل جهد لمحاكمة مصر دوليا في قضية وفاة الرئيس الاخواني الأسبق خلال جلسة محاكمته، منتقدا في الوقت ذاته مرشح المعارضة التركية لرئاسة بلدية أنقرة ومهاجما واشنطن وأوروبا.

أردوغان يهتم بوفاة مرسي ويتجاهل التعذيب في سجونه
أردوغان يوظف قضيتي خاشقجي  مرسي سياسيا
أردوغان يحاول الهاء الرأي العام التركي في قضايا جانبية
الرئيس التركي يفتح أكثر من جبهة مواجهة محلية ودولية

إسطنبول - فتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأربعاء أكثر من جبهة مواجهة محلية وخارجية، مصعدا ضد خصومه في الداخل وضد دول ذات سيادة مستدعيا المزيد من التوترات ودافعا ببلاده إلى أزمات إضافية هي في غنى عنها في ظل تعثر اقتصادي وتوترات مع الشركاء والحلفاء الغربيين.

وفي تصريحات تعتبر بكل المقاييس تدخلا في شؤون دولة ذات سيادة، هاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان النظام المصري وتعهد بأن تبذل بلاده كل ما بوسعها من أجل مقاضاة السلطات المصرية في المحاكم الدولية على خلفية وفاة الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في جلسة محاكمة تتعلق باتهامات تشمل التخابر مع جهات أجنبية.

وتحتضن تركيا التي يقودها حزب العدالة والتنمية الإسلامي، قيادات إخوانية فارة من العدالة وتدعم بقوة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وتسوق لجماعات الإسلام السياسي في المنطقة.

واستغل أردوغان وفاة مرسي ليصعد انتقاداته لمصر في محاولة للفت الأنظار عن انتهاك أجهزته لحقوق الإنسان وقمع المعارضة وانتهاك حقوق المعتقلين وتورطها في عمليات تعذيب داخل السجون ومنها تلك التي تعلقت بوفاة معتقل فلسطيني زعمت أنقرة أنه جاسوس لحساب دولة الإمارات.

التعهد بمقاضاة مصر دوليا في قضية وفاة مرسي تدخل تركي فاضح في شأن خارجي
التعهد بمقاضاة مصر دوليا في قضية وفاة مرسي تدخل تركي فاضح في شأن خارجي

ودأب أردوغان على توظيف مثل هذه الأحداث لجهة رفع أسهم شعبيته محليا ولتوظيفها ضمن تصفية حسابات مع خصومه في المنطقة أو للابتزاز والمزايدة على غرار توظيفه لقضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

ولا يجد الرئيس التركي أفضل من حدث بحجم وفاة مرسي الذي له مكانة رمزية لدى الإخوان، لزيادة التوتر مع مصر وشغل الرأي العام التركي بقضايا جانبية تدفع تركيا فاتورتها من اقتصادها.

وقال أردوغان أمام حشد من أنصار حزب العدالة والتنمية بمدينة إسطنبول "سنتابع التطورات المتعلقة بوفاة مرسي وسنفعل كل ما يتطلبه الأمر لمقاضاة مصر في المحاكم الدولية".

وشكك في أن الرئيس المصري الأسبق الذي عزله الجيش في 2013 على إثر احتجاجات مليونية طالبت برحيل الإخوان عن الحكم، توفي في أجله المحتوم (موت طبيعي)، متهما السلطات المصرية بقتله.

وقال "خافوا حتى من نعش مرسي الرئيس المنتخب ديمقراطيا بنسبة أصوات 52 بالمئة، ولم يسلموه لأسرته ولم تتواجد عقيلته بين من استلموه ولم يدفنوه في قريته بناءا على وصيته وإنما في مكان حددته الدولة لأنهم كانوا يخافون، فهم جبناء".

وأضاف "للأسف بقي محمد مرسي يصارع الموت على الأرض لمدة 20 دقيقة في قاعة المحكمة ولم يتدخل المسؤولون هناك لإسعافه"، وهي مزاعم وافتراءات تشير الوقائع إلى بطلانها حيث تم نقل مرسي لأقرب مستشفى من مقر محاكمته وهي وقائع موثقة.

أردوغان يحاول لفت انتباه العالم عن الانتهاكات في بلاده ومنها وفاة معتقل فلسطيني تتهمه أنقرة بالتجسس في قضية مفتعلة بفتح جبهات مواجهة خارجية

واستطرد "الذين يتوقعون لأردوغان مصيرا مشابها لمصير مرسي، هم من أتباع عقلية السيسي، نحن لا نخاف من هؤلاء، لأننا ارتدينا أكفاننا وسلكنا هذا الطريق".

ودعا الرئيس التركي منظمة التعاون الإسلامي لتحمل مسؤوليتها حيال وفاة محمد مرسي، مؤكدا أنه لا بد من قيام المنظمة بما يلزم، مشيرا إلى أنه سيطرح هذه المسألة خلال اجتماعات مجموعة العشرين في مدينة أوساكا اليابانية.

وأعلنت مصر يوم الاثنين وفاة محمد مرسي إثر تعرضه لنوبة إغماء أثناء محاكمته في قضية "التخابر مع حماس".

ولم يتوقف أردوغان فقط عند وفاة مرسي فقد دافع بشدة عن شراء بلاده منظومة اس 400 الصاروخية الروسية التي تعارضها واشنطن وأعضاء حلف الناتو، محاولا تسويق الخلافات الراهنة مع الشركاء والحلفاء الغربيين على أنها مؤامرة تستهدف النجاحات التي حققتها أنقرة في عهده.

وقال إنهم "لا يريدون رؤية تركيا تدافع عن المظلومين والمضطهدين بل يريدونها تتسول على أبواب صندوق النقد الدولي طلبا للدين".

وسمم شراء تركيا منظومة الصواريخ الروسية العلاقات التركية الأميركية وسط خلافات حادة بين الحليفين تنذر بأزمة دبلوماسية ستكون تداعياتها خطيرة على الاقتصاد التركي حيث لوحت واشنطن بفرض عقوبات اقتصادية على أنقرة إذا لم تتخل عن الصفقة المثيرة للجدل.

وانتقد أيضا التحذيرات الأوروبية من أي عمليات تنقيب عن النفط والغاز في المياه القبرصية قائلا إنه لا أحد يستطيع منعنا من متابعة حقوق ومصالح القبارصة الأتراك شرق البحر المتوسط، فيما تأتي تصريحاته في خضم التوترات المتصاعدة في المتوسط وإيجة.

وأكد أن بلاده لن تسمح لأحد بالمساس بحقوق ومصالح القبارصة الأتراك شرق البحر المتوسط.

وعلى الجبهة الداخلية هاجم أردوغان مرشح المعارضة امام اوغلو الذي حرمه قرار هيئة الانتخابات من تولي منصب رئاسة بلدية اسطنبول بعد ضغوط شديدة مارسها الرئيس التركي وحزبه.

وقبل أيام من إعادة حاسمة لانتخابات البلدية، اتهم اردوغان مرشح حزب الشعب الجمهوري بالتحالف مع فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشل في صيف 2016، مستشهدا بتغريدات أرسلها إمام أوغلو على تويتر في يوم الانقلاب إلا أنه لم يقدم أي دليل آخر.