أردوغان يصعد من لهجته وعينه على ثروات قبرص

الرئيس التركي يهدد باتخاذ مواقف أكثر حزما من خلال تصعيد عمليات الحفر والتنقيب على النفط والغاز شرق المتوسط في تحد واضح للمواقف الاوروبية.

انقرة - وجه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان تهديدات صريحة فيما يتعلق بملف قبرص وثرواتها النفطية.

وقال اردوغان في رسالة أرسلها لندوة عقدت في قبرص حول ملف قبرص بعنوان "الكلمة الفصل في قبرص" ان بلاده ستواجه بحزم من يعتقد استفراده بثروات قبرص".

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن الذين يعتقدون أن ثروات جزيرة قبرص ومنطقة شرق المتوسط تابعة لهم لوحدهم فقط، سيواجهون حزم تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية اليوم وفي المستقبل.

وأضاف أردوغان أن بلاده ستدافع بحزم عن حقوق القبارصة الأتراك في جزيرة قبرص، ومنطقة شرق المتوسط، مثلما تدافع عن مصالحها، مؤكداً أن تركيا تواصل تعاونها مع جمهورية شمال قبرص التركية في أعمال التنقيب في شرق المتوسط، حيث تقوم أربعة سفن تركية باعمال البحث والتنقيب هناك.

ويبدو ان الرئيس التركي يصعد في المسالة القبرصية رغم التحذيرات التي وجهها الاتحاد الأوروبي مرارا بعدم تجاوز القوانين والاتفاقيات المتعلقة بالملف.

وفرض الاتحاد الاوروبي في يوليو/تموز عقوبات على تركيا تتمثل في قيود على الاتصالات والتمويل لأنقرة في محاولة لثنيها عن مواقفها.

سفينة تنقيب تركية
تركيا تواصل عمليات التنقيب رغم العقوبات الاوروبية

وعلق الاتحاد المفاوضات بشأن الاتفاقية الشاملة للنقل الجوي واتفق على عدم انعقاد مجلس الشراكة والاجتماعات الأخرى رفيعة المستوى مع تركيا.
وصادق الاتحاد أيضا على اقتراح لخفض مساعدات ما قبل الانضمام لعام 2020 ودعا بنك الاستثمار الأوروبي إلى مراجعة أنشطة إقراض تركيا خاصة فيما يتعلق بالإقراض المدعوم من الحكومة.

لكن الحكومة التركية أدارت ظهرها لتلك العقوبات وقررت المضي قدما في استفزازاتها بمواصلة التنقيب.
وأشار اردوغان في عرض واضح للقوة إلى أن قوات البحرية التركية ترافق سفن التنقيب من أجل سلامة سير أعمال التنقيب في المنطقة.
وكانت الحكومة القبرصية وقعت اتفاقية مع شركتي "توتال" الفرنسية، و"إيني" الإيطالية، ومنحتهما تراخيص للقيام بأعمال بحث وتنقيب عن مواد هيدروكربونية في الحقل البحري رقم 7 بشرق المتوسط.

وهذا التطور أثار حفيظة الرئيس التركي الذي يسعى للهيمنة على مقدرات الشعب القبرصي في محاولة لمواجهة الازمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها تركيا.

والمعروف أن جمهورية قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي لا تمارس سلطتها سوى على القسم الجنوبي من الجزيرة، في حين تسيطر القوات التركية على القسم الشمالي البالغة مساحته ثلث الجزيرة وأعلنت فيه "جمهورية شمال قبرص التركية" غير المعترف بها دوليا.

ودخلت أنقرة في معركة كسر عظام مع أوروبا في ما يتعلق بالتنقيب عن النفط والغاز في شرقي البحر الأبيض المتوسط، متجاهلة كل التحذيرات بما فيها تلك التي لوحت فيه الدول الأوروبية بفرض عقوبات على تركيا.

قبرص تعمل على تعزيز علاقاتها العسكرية مع دول المنطقة لمواجهة التهديدات التركية
قبرص تعمل على تعزيز علاقاتها العسكرية مع دول المنطقة لمواجهة التهديدات التركية

ومن جانبها تحاول قبرص مواجهة التهديدات التي يطلقها الرئيس التركي ببحث التعاون مع دول في المنطقة.

وكان وزير الدفاع المصري محمد زكي زار الأسبوع الماضي قبرص لإجراء مباحثات تناولت تعزيز علاقات التعاون العسكري.

وتجمع مصر وقبرص بجانب اليونان علاقات شراكة ظهرت بصورة لافتة منذ وصول الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى الرئاسة عام 2014.
وعقدت البلدان الثلاثة منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2014، 6 قمم تدور حول زيادة التعاون في مجالات الطاقة والتنقيب عن الغاز ومكافحة الإرهاب وترسيم الحدود، كان آخرها بجزيرة كريت اليونانية في أكتوبر/تشرين الأول 2018.