أردوغان يغرق في نظرية المؤامرة مع انهيار جديد لليرة

الرئيس التركي يهاجم جهات خارجية ووسائل إعلام غربية رسمت صورة قاتمة للوضع الاقتصادي في بلاده في ظل حكم الإسلاميين، مختزلا كل علل الاقتصاد في "حملة تشويه" مدبرة.

تراجع الليرة التركية يقوض تشخيص أردوغان للأزمة
تراجع جديد في قيمة الليرة يربك الحكومة ويفاقم الأزمة الاقتصادية
تجدد المخاوف بشأن احتياطيات البنك المركزي التركي
أردوغان يتهم دولا بمحاولة اظهار الاقتصاد التركي وكأنه منهار

أنقرة/اسطنبول - سجلت الليرة التركية اليوم الخميس تراجعا جديدا في قيمتها في هبوط بدد مكاسبها في اليوم السابق. وأحرج هذا التطور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي شن هجوما عنيفا على وسائل إعلام غربية وعلى جهات خارجية لم يسمها قال إنها تروج لحملة تشويه ضد بلاده لإظهار الاقتصاد التركي وكأنه في حالة انهيار.

وسرعان ما جاء الرد سريعا على تصريحات أردوغان مع انحدار جديد للعملة الوطنية التركية التي تعرضت مرارا لهزات غير مسبوقة أربكت الحكومة والاقتصاد.

وقال الرئيس التركي في كلمة ألقاها الخميس خلال مشاركته في مؤتمر 'مستقبل العمل: التحديات والفرص' بأنقرة، إن وسائل الإعلام الغربية "ستعتاد وتتقبل قوة تركيا التي ستواصل طريقها بشموخ".

وأشار إلى أن الأخبار السلبية ضد بلاده تتضاعف كلما سلطت الضوء على المعايير المزدوجة التي ينتهجها الغرب بمسألتي مكافحة الإرهاب واللاجئين، مضيفا "الهجمات تتزايد كلما ارتفع صوتنا بشأن الظلم العالمي".

تشخيص أردوغان لأزمة الليرة يجانب الواقع ويخالف قواعد الاقتصاد
تشخيص أردوغان لأزمة الليرة يجانب الواقع ويخالف قواعد الاقتصاد

وادعى أن تركيا تتعرض لحملة تشويه دولية متعددة الجوانب، لافتا إلى وجود بعض الجهات في العالم الغربي تسعى لإظهار الاقتصاد التركي وكأنه منهار.

وخصّ أردوغان صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية بانتقادات حادة بسبب تقرير رسمت فيه صورة قاتمة للاقتصاد التركي، متسائلا "هل عرفتم حقيقة تركيا التي تحتضن 4 ملايين لاجئ؟".

واختزل الرئيس التركي علل اقتصاد بلاده في ما اعتبرها حملة موجهة ضد بلاده قائلا إنها ناجمة عن مواقف تركيا حيال قضايا دولية وإقليمية مثل سوريا وفلسطين واليمن ومصر و"اهتمامها وتعاملها بدقة مع مسألة عداوة الإسلام المتصاعدة".

ودأب أردوغان على مهاجمة خصومه والدول الغربية كلما تعلق الأمر بوضع يخص إدارته السياسية والاقتصادية، في قفز متعمد على حقيقة الأزمة التي تعيشها تركيا في السنوات الأخيرة من حكمه.

وفي السنوات الأولى لحكم العدالة والتنمية الإسلامي المحافظ حقق الاقتصاد التركي طفرة نمو غير مسبوق، إلا أن محللين أكدوا أن النمو السريع الذي تحقق ينهار اليوم بوتيرة أسرع.  

الليرة التركية تتقلب وسط موجات انهيار متواترة
الليرة التركية تتقلب وسط موجات انهيار متواترة

وفي أحدث البيانات التي تشير بالفعل إلى أزمة حقيقة لا يمكن معها للرئيس التركي الهروب إلى الأمام أو تفسيرها بوجود مؤامرة على بلاده، تراجعت الليرة التركية اليوم الخميس بـ2 بالمئة متخلية عن مكاسب حققتها في اليوم السابق، مع تجدد المخاوف بشأن احتياطيات البنك المركزي بما أثار تساؤلات بخصوص قدرة البلاد على تحمل موجة بيع أخرى في السوق.

وهبطت العملة التركية إلى 5.8504 ليرة للدولار وهو أدنى مستوى لها منذ أكتوبر/تشرين الأول باستبعاد انهيار مفاجئ وجيز في يناير/كانون الثاني. وبحلول الساعة 09:49 بتوقيت غرينتش، سجلت الليرة 5.8240 أمام الدولار.

وفقدت الليرة نحو 30 بالمئة من قيمتها في 2018 عندما دفعت أزمة العملة الاقتصاد التركي إلى الركود. كما انخفضت قيمة العملة التركية بنسبة 10 بالمئة أخرى هذا العام بسبب مخاوف من التحول المتزايد للأتراك نحو العملات الأجنبية واستعداد الحكومة لتطبيق إصلاحات شاملة وتدهور العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة.

وذكرت صحيفة فايننشال تايمز يوم الأربعاء أن المركزي التركي عزز احتياطياته من النقد الأجنبي بمليارات الدولارات عبر الاقتراض قصير الأجل، مما أثار مخاوف المستثمرين من أن البلاد تبالغ في قدرتها على حماية نفسها في حال وقوع أزمة جديدة لليرة.

وأظهرت بيانات نشرت اليوم الخميس أن صافي احتياطيات النقد الأجنبي للبنك المركزي التركي بلغ 162.43 مليار ليرة (28.44 مليار دولار) في 12 أبريل/نيسان، ارتفاعا من 157.3 مليار ليرة قبل أسبوع.