أردوغان يغري أتراك البوسنة بالمال لاستقطاب أصوات الناخبين

الرئيس التركي يتعهد بضخ مليارات الدولارات في مشروع طريق سريع يربط بلغراد بسراييفو، منتقدا دولا أوروبية رفضت السماح له بالتواصل مع الجالية التركية في الخارج ضمن حملته الانتخابية.

أنقرة تروج لمعلومات عن محاولة اغتيال اردوغان
المال السياسي وسيلة اردوغان لاستقطاب اصوات الناخبين
اردوغان يبحث عن زيادة شعبية اهتزت بسبب انهيار الليرة
فوز اردوغان بولاية رئاسية جديدة وارد لكن بهامش ضعيف
أوروبا تخشى من اغراق اردوغان تركيا في سياسة أشد استبدادا  
اردوغان يهاجم دولا اوروبية منعته من التواصل مع الجالية التركية في الخارج

سراييفو – تعهد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الأحد بضخ استثمارات قيمتها مليارات الدولارات في طريق سريع يربط بلغراد بسراييفو وذلك في كلمة له بسراييفو حاول من خلالها استقطاب أصوات أتراك البوسنة عازفا مجددا على الوتر القومي والديني.

كما هاجم دولا أوروبية منعته من التواصل مع الجالية التركية في الخارج في اطار حملته للانتخابات الرئاسية والتشريعية التي تجري الشهر القادم ضمن محاولته الفوز بولاية رئاسية جديدة لكن بصلاحيات تنفيذية واسعة تمكنه من احكام قبضته على السلطة.

وانتقد اردوغان الأحد الدول الأوروبية التي رفضت السماح له بالقيام بحملات انتخابية على أراضيها، بينما دعا خلال تجمع حاشد في البوسنة الرعايا الأتراك إلى التصويت له ولحزبه العدالة والتنمية الاسلامي الحاكم في الانتخابات العامة (التشريعية والرئاسية) التي تجري الشهر المقبل.

وستشهد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 24 يونيو/حزيران تحول تركيا إلى نظام الرئاسة التنفيذية القوي الذي وافق عليه الأتراك بهامش ضئيل في استفتاء العام الماضي.

وقال اردوغان في تجمع بصالة ألعاب في سراييفو، حيث لوح الأنصار بالأعلام التركية والبوسنية "بصفتكم أتراكا أوروبيين فقد كنتم تدعموننا دائما على نطاق واسع والآن نحن بحاجة لدعمكم مجددا في انتخابات 24 يونيو".

وكان وزراء توجهوا قبيل استفتاء 2107 إلى دول بها جاليات تركية كبيرة منها ألمانيا وهولندا لحشد الدعم من أجل تغيير الدستور، لكن السلطات منعتهم من تنظيم حملات متعللة بمخاوف أمنية.

إلا أن اردوغان قال الشهر الماضي إنه من المتوقع أن ينظم تجمعا انتخابيا في مدينة أوروبية.

وقال لحشد من نحو 15 ألف شخص "في وقت الذي فشلت فيه دول أوروبية شهيرة تزعم أنها مهد الحضارة، أظهرت البوسنة والهرسك بسماحها لنا بالتجمع هنا أنها ديمقراطية حقيقية وليست مزعومة".

الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يحيي انصاره من الجالية التركية في سراييفو
اردوغان يخاطب من سراييفو الجالية التركية في أوروبا

وكان المستشار النمساوي زيباستيان كورتس الذي يرأس ائتلافا يمينيا يعارض انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، قال الشهر الماضي إنه سيجري منع اردوغان من "محاولة استغلال" الجاليات التركية في أوروبا.

وتقول ألمانيا التي يوجد بها نحو ثلاثة ملايين شخص من أصل تركي، إنها لن تسمح للساسة الأجانب بتنظيم حملات على أراضيها قبل الانتخابات.

وتعهد اردوغان في وقت سابق الأحد بضخ استثمارات قيمتها مليارات الدولارات في طريق سريع يربط بلغراد بسراييفو.

وجاء آلاف الأتراك من ألمانيا وهولندا والنمسا ومن أنحاء البلقان لحضور التجمع الحاشد.

وقال طالب مقدوني من أصل تركي يدعى كوسكن جليل أوغلو "تركيا هي دولتنا الأم. جئنا من سراييفو ليوم واحد فقط من أجل دعم منقذنا اردوغان".

واردغان هو أكثر الساسة شعبية وأكثرهم إثارة للانقسام في تاريخ تركيا الحديث، ويحكم البلاد منذ 15 عاما أشرف خلالها على فترة نمو اقتصادي سريع، لكن حملة واسعة النطاق على معارضيه دفعت جماعات حقوق الإنسان والحلفاء الغربيين للدولة العضو في حلف شمال الأطلسي إلى التعبير عن قلقها إزاء سجل تركيا في مجال حقوق الإنسان ونزوع اردوغان المتنامي نحو الحكم الشمولي.

وذكرت وكالة أنباء الأناضول التي تديرها الدولة في تركيا السبت أنها تلقت معلومات بشأن محاولة لاغتيال اردوغان خلال زيارته للبلقان.

وسئل عن التقرير فقال اردوغان "وصلتني هذه الأنباء ولهذا أنا موجود هنا في الواقع. لا يمكن لهذه التهديدات والعمليات أن تبعدنا عن هذا المسار".

ويعتقد على نطاق واسع أن النظام التركي روّج لهذه المعلومات قصد استقطاب أصوات الناخبين واظهار أن الرئيس التركي المرشح لولاية رئاسية جديدة معرض للخطر بسبب مواقفه.

ويعزف اردوغان على الوتر القومي والديني لزيادة شعبيته التي اهتزت بسبب سياساته حيث أضرت تدخلاته في السياسة النقدية بقيمة الليرة التركية التي هوت في منذ بداية العام الحالي بنحو 12 بالمئة.

ويبدو أيضا أن الرئيس التركي يسعى من خلال تعهده بضخ استثمارات ضخمة في طريق سريع يربط بلغراد بسراييفو، إلى توظيف المال في شراء أصوات الناخبين ودعم تحالفاته الخارجية فيما يواجه ضغوطا أوروبية حالت دون تواصله مع الجالية التركية في الخارج.

وتشير تقديرات إلى أن طريق اردوغان إلى الرئاسة تبدو سالكة بهامش ضعيف وأنه يستشعر بالفعل تهديدا لطموحاته تركيز سلطة رئاسية تنفيذية واسعة.

ويخشى قادة أوروبيون من أن يحكم اردوغان قبضته على السلطة من خلال ترهيب خصومه وتوظيف قانون الإرهاب وحالة الطوارئ المعلنة منذ محاولة الانقلاب الفاشل في يوليو/تموز 2016، لإغراق تركيا في استبداد أشدّ.