أردوغان يفتتح مدينة ملاه بترهيب خصومه

أنقرة تعد ساحة معركة حامية في الحملة الانتخابية حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب الشعب الجمهوري قد يتفوق على حزب العدالة والتنمية بسبب ضعف الاقتصاد الذي بلغ حد الركود.

أردوغان يواصل افتتاح مشاريع ضخمة مثيرة للجدل لدعم حملته الانتخابية
الرئيس التركي يهدد علنا مرشّح المعارضة لبلدية أنقرة
أردوغان يحذّر سكان أنقرة من انتخاب مرشح المعارضة في الانتخابات المحلية

أنقرة - استغل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأربعاء افتتاح مدينة ملاه ضخمة في أنقرة لمهاجمة أبرز أحزاب المعارضة التركية، حزب الشعب الجمهوري ومرشحها لبلدية أنقرة في إطار حملته استعدادا للانتخابات المحلية التي قد تفضي إلى فقدان حزبه، العدالة والتنمية، السيطرة على العاصمة.

ويتصدر مرشّح المعارضة لبلدية أنقرة منصور يافاش السباق الانتخابي بحسب استطلاعات الرأي، ما يهدد حظوظ مرشح حزب العدالة والتنمية فيما تشكل أنقرة ساحة معركة رئيسية بين الحزب الحاكم والمعارضة في الانتخابات المحلية.

وفي محاولة لتشويه سمعة مرشح المعارضة، اتهم أردوغان يافش بالتهرب الضريبي والتزوير، إلا أن الأخير نفى صحة تلك الاتهامات واعتبرها محاولة للتشهير من حزب العدالة والتنمية عندما أحس أنه سيخسر الانتخابات المحلية.

ووظف الرئيس التركي تدشين مشاريع ضخمة ومكلفة معظمها لم يكتمل انجازه بعد ضمن حملة الدعاية الانتخابية، لكنّه أيضا عاد إلى لغة التهديد والوعيد في محاولة ترهيب خصومه من الترشح للانتخابات المحلية.

وقال "أنقرة هي قلب الدولة التركية. إنها مهمة للغاية بحيث لا يجب وضعها بين يدي هؤلاء المتورطين في المكائد السوداء"، في إشارة إلى اتهامات الادعاء ضد يافاش بسوء التصرف عندما كان محاميا.

وقبل يومين صعّد أردوغان ضد منصور يافش قائلا في حوار إنه لن يكون لديه حصانة من المحاكمة، مضيفا أن سكان أنقرة سيدفعون ثمنا باهظا للأسف اذا انتخبوا يافش.

وبدأ العمل في تشييد المدينة التي تقع على مساحة 1.3 مليون متر مربع قبل نحو ست سنوات واستُكملت العام الماضي، لكنها لم تُفتتح أمام الجمهور وسط مخاوف بشأن السلامة في بعض الألعاب.

وظهر رئيس بلدية أنقرة السابق المنتمي لحزب العدالة والتنمية مليح جوجاك وهو يركب القطار السريع بعد قليل من استكمال مدينة أنقابارك والمسماة أيضا 'ووندرلاند أوراسيا' بتكلفة بلغت 1.4 مليار ليرة (256 مليون دولار).

وقال أردوغان وهو يتحدث أمام نموذج ديناصور عملاق ونافورة مزينة بتماثيل قطط إن المدينة ستدر على بلدية أنقرة نحو 50 مليون ليرة سنويا.

وتابع أمام آلاف من أنصاره "أنقابارك... ليست مجرد رمز للفخر لأنقرة بل لكل تركيا"، مضيفا أن دخول المدينة سيكون بالمجان حتى ليلة الانتخابات في 31 مارس/آذار.

وتعد أنقرة ساحة معركة حامية في الحملة الانتخابية حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب الشعب الجمهوري وهو حزب المعارضة الرئيسي قد يتفوق على حزب العدالة والتنمية بسبب ضعف الاقتصاد الذي بلغ حد الركود بعد سنوات من النمو القوي.

ودأب الرئيس التركي على توظيف دعائي لمشاريع عملاقة غير منجزة أو قيد الانجاز ومعرضة للتجميد تحت ضغوط الأزمة الاقتصادية التي تشهدها تركيا أو تحت وطأة هزّات سياسية محتملة.

وافتتح أردوغان الخميس الماضي أحد أكبر المستشفيات في العالم بالعاصمة أنقرة، ضمن دعاية انتخابية يقودها دعما لحزبه العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية، مثيرا موجة انتقادات بسبب الكلفة الباهظة تلك المشاريع الضخمة والتي لم يكتمل معظمها ومنها مطار اسطنبول الدولي.