أردوغان يفتح أراضي تركيا أمام إسرائيل من أجل غاز المتوسط

المسؤولون الأتراك أكدوا في السابق أن بلادهم لن تسمح بمد أنابيب غاز إسرائيلية إلى أوروبا عبر المياه التي تزعم أنقرة أنها تابعة لها.

أنقرة - تواصل حكومة العدالة والتنمية في تركيا سياسة الكيل بمكيالين، حيث دأبت على التعامل مع إسرائيل كعدو في العلن عبر التصريحات الصحفية المتشددة، فيما تسعى للتودد لها بهدف عقد مشاورات معها في السر حسب مصالحها حتى لو كانت فتح الأراضي التركية لإرضائها.

وكشفت هيئة البث الإسرائيلي اليوم الأحد عن استعداد أنقرة للتعاون مع تل أبيب في نقل إمدادات الغاز الإسرائيلية إلى أوروبا عبر الأراضي التركية.

وقالت الهيئة إن مصدرا تركيا رفيع المستوى في مجال الطاقة نقل رسالة بهذا الخصوص إلى إسرائيل، وقال إن بلاده "تنتظر تشكيل حكومة مستقرة في إسرائيل وتعيين وزير طاقة جديد لبحث هذه المسالة".

ولفتت الهيئة إلى أن هذا الموقف التركي يأتي بعكس تصريحات سابقة مفادها أن أنقرة لن تسمح بمد أنابيب غاز إسرائيلية إلى أوروبا عبر المياه التي تزعم أنقرة أنها تتبع لها.

ويأتي الكشف عن الاتصالات التركية مع الإسرائيليين في وقت برزت فيه تصريحات المسؤولين الأتراك بشأن تقسيم مناطق النفوذ في البحر المتوسط الغني بموارد الغاز الطبيعي الذي أصبح يسيل لعاب أنقرة لبسط نفوذها غربا أكثر من أي وقت مضى.

وتجنب المسؤولون الإسرائيليون إبداء أي موقف حيال الجدل الذي أطلقته تركيا مؤخرا بإعلانها توقيع ترسيم الحدود البحرية مع حكومة الوفاق التي تسيطر على العاصمة الليبية طرابلس.

وإلتزمت إسرائيل التي تشهد أزمة سياسية داخلية بسبب فشل الأحزاب في تشكيل حكومة ائتلافية أدت إلى حل البرلمان نفسه الأسبوع الماضي، لإجراء انتخابات تعد الثالثة في ظرف عام، الصمت لتراقب السجال الذي فجرته تركيا مستفيدة من غعتراض إقليمي ودولي تشكل ضد هذا الاتفاق المثير للجدل وضد خطط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التوسعية في شرق البحر المتوسط.

ولاقت الاتفاقية التي وافقت عليها حكومة فائز السراج محدودة السلطة والسيادة في ليبيا، تنديدا واسعا من قبل الليبيين أنفسهم والدول   المعنية بالمنطقة البحرية مثار الاتفاقية، ومن بينها مصر واليونان وقبرص إلى جانب دول الاتحاد الأوروبي المتضامنة مع الأخيرتين بصفتهما عضوين في التكتل.

وأكدت تركيا مرارا أنها لن تسمح لإسرائيل بمد أنبوب الغاز الذي تخطط تل أبيب من خلاله لوصل حقول الغاز لديها بالأسواق في أوروبا، وكان آخر تلك التأكيدات تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاثنين الماضي، حين قال إنه لا يمكن لإسرائيل ومصر واليونان وقبرص مدّ خط لضخ الغاز بدون موافقة تركيا استنادا للاتفاق البحري الذي وقعه مع السراج.

وأوضح أردوغان لوسائل إعلام تركية أنه لا يمكن للاعبين الآخرين إجراء أعمال التنقيب في المناطق التي حددها الاتفاق البحري بين أنقرة وطرابلس.

وأضاف أنه من خلال هذا الاتفاق، أظهرت تركيا للعالم "عزمها على حماية حقوقها" بموجب القانون الدولي.

يذكر أن إسرائيل عدلت عن فكرة تصدير الغاز إلى أوروبا عبر الأراضي التركية بتكلفة 3 مليارات دولار، في السابق بسبب المخاوف الأوروبية من الاستخدام السياسي للغاز من قبل أردوغان، وهو ما جعل المشروع يتحول إلى أنبوب غاز إسرائيلي يمر عبر اليونان بتكلفة مضاعفة، ويشمل المشروع البديل أيضا تصدير الغاز القبرصي المستخرج مع الغاز الإسرائيلي في نفس الأنبوب.

وتستبعد أوساط دبلوماسية إسرائيلية أن توافق على سياسة الامر الواقع التي تريد أنقرة أن تفرضها في خارطة غاز المتوسط حيث يحظى التنسيق المصري والقبرصي واليوناني بتأييد من الحكومة الإسرائيلية.