أردوغان يقصي منتقدي تدخله في سوريا بالحبس والترهيب

محكمة تركية تصدر أحكاما بالحبس لمدة 20 شهرا على 11 طبيبا من أكبر النقابات في تركيا بذريعة تورطهم في الدعاية للإرهاب لمجرد انتقادهم الحملة العسكرية التي شنتها أنقرة على أكراد سوريا.

السجن سيف أردوغان المسلط على رقاب منتقديه
الأجهزة التركية تفتعل تهما خطيرة لتصفية معارضي سياسات أردوغان
المحكومون أعضاء في اللجنة المركزية لنقابة أطباء تركيا

أنقرة - حُكم على 11 طبيبا في أكبر نقابات تركيا بالحبس الجمعة على خلفية توجيههم انتقادات للحملة العسكرية التي شنّها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العام الماضي على أكراد سوريا بدعوى أنهم يشكلون خطرا على أمن تركيا القومي، فيما تسعى أنقرة للتمدد خارج حدودها عبر أجندات وبوابات مختلفة.

وشكّل التدخل العسكري التركي في سوريا منعطفا آخر في الحرب الأهلية التي تعددت فيها الجبهات وأطراف القتال وتنوعت فيها أجندات النفوذ والصراع على المصالح في الساحة السورية.

ودعمت تركيا المعارضة السورية وخاصة الإسلامية منها بالمال والسلاح وشكّلت أيضا نقطة عبور رئيسية للجهاديين الذين التحقوا بالتنظيمات المتشدّدة ومنها تنظيم الدولة الإسلامية، قبل أن تتعرض لاعتداءات إرهابية دموية نفذها متشددون، ما دفعها لشنّ حملة أمنية واسعة داخل أراضيها، لكنها أبقت في المقابل على دعمها لفصائل لاتزال تدين لها بالولاء بما فيها فصائل متشدّدة.

وأثار التدخل العسكري التركي غضب نخبة من المثقفين والسياسيين وذلك على وقع تورط أنقرة في المستنقع السوري ومقتل عدد من الجنود الأتراك في حرب يقول هؤلاء إن لا ناقة فيها ولا جمل للأتراك.سيّر حاليا بالفعل دوريات مشتركة مع واشنطن في المدينة إلا أنها تريد حسما عسكريا لإنهاء سيطرة الأكراد على مناطق على حدودها.

وفي مواجهة هذا الاستياء عمد الرئيس التركي إلى حملة ترهيب لتخويف كل من يعارض سياسته تجاه سوريا وحملته على الأكراد.

وحُكم على الأطباء الـ11 بالحبس 20 شهرا لإدانتهم بتهم "التحريض على الكراهية والعدائية" بحسب الطبيب سيموس غوكالب أحد المحكومين.

والمحكومون هم أعضاء اللجنة المركزية في نقابة أطباء تركيا، أكبر اتحاد طبي في البلاد، والتي كانت قد أصدرت في يناير/كانون الثاني عام 2018 بيانا قالت فيه إن "الحرب هي أزمة صحة عامة من صنع الإنسان" وذلك ردا على الهجوم التركي على معقل المقاتلين الأكراد في عفرين السورية.

وكان أردوغان هاجم بشدة "ما يسمى بنقابة أطباء تركيا" ووصفها بأنها من "محبي الإرهابيين" قائلا "هم ليسوا أكاديميين، إنهم زمرة من العبيد الغافلين، إنهم في خدمة الامبريالية".

القمع والترهيب وسيلة أردوغان لاقصاء معارضيه
القمع والترهيب وسيلة أردوغان لاقصاء معارضيه

وحُكم على هاندي أربات العضو في النقابة بالحبس 19 شهرا إضافيا لإدانتها بـ"الدعاية الإرهابية" وذلك على خلفية نشرها تعليقات على شبكات التواصل الاجتماعي، بحسب ما أعلنت النقابة.

وتضم النقابة أكثر من 83 ألف عضو وتمثّل نحو 80 بالمئة من الأطباء في تركيا. ولا يزال خمسة من 'المدانين' أعضاء في مجلسها المركزي.

وقال غوكالب إنه أطلق سراح المدانين الأحد عشر بانتظار البت في طلبات الاستئناف، مضيفا أن الحكم الصادر بحقّهم هو "عقاب ضد الحق في العيش صحيا بسلام".

وقال رئيس نقابة أطباء تركيا سنان أديامان، أحد المعتقلين إن "المحكمة أنزلت عقابا لا نقبل به. سنفعل كل ما بوسعنا لإبطاله. سنناضل حتى النهاية".

وتتّهم تركيا وحدات حماية الشعب الكردية بأنها "فرع إرهابي" للمتمرّدين الأكراد على أراضيها وتذّرعت بهذه الادعاءات لتبرير تدخلها العسكري في سوريا وهو تدخل اعتبرته دمشق غزوا ومحاولة لاحتلال أجزاء من أراضيها.

وانتهى الهجوم التركي في مارس/آذار من العام الماضي بسيطرة القوات التركية على مدينة عفرين. وقد أوقف العشرات على خلفية انتقادهم للعملية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحتفظ حاليا بوجود عسكري قوي وتخطط لشنّ هجوم واسع على منبج التي يديرها الأكراد بعد طرد تنظيم الدولة الإسلامية منها.

وحال الوجود العسكري الأميركي في المنطقة دون هجوم تركي على الوحدات الكردية المدعومة من واشنطن.

وتضغط أنقرة منذ أشهر من أجل دفع واشنطن للتخلي عن الأكراد واقترحت قوة مشتركة أميركية تركية لإدارة منبج. وت