أردوغان يلاحق زعيم المعارضة قضائيا

الرئيس التركي يقدم دعوى قضائية بحق زعيم حزب الشعب الجمهوري بتهمة الإهانة بعدما اتهمه أوزيل بقيادة مجلس عسكري إثر إيقاف امام اوغلو، فيما فهم أنها محاولة لاستباق إمكانية ترشحه للانتخابات الرئاسية.
تهمة اهانة الرئيس وسيلة من قبل اردوغان للتخلص من معارضيه
أردوغان يتهم المعارضة بمحاولة عرقلة تحقيق في الفساد ضد رئيس بلدية إسطنبول

أنقرة - أقام رجب طيب إردوغان دعوى قضائية على أوزغور أوزيل زعيم حزب المعارضة الرئيسي في تركيا بتهمة "الإهانة" بعدما صرّح الأخير بأن الرئيس يقود "مجلسا عسكريا"، وفق ما أفاد محامي إردوغان الثلاثاء فيما ينظر للخطوة على أنها محاولة لإقصاء أوزيل الذي بات يحظى بشعبية كبيرة خاصة بعد سجن رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو المنتمي إلى نفس الحزب بسبب شبهات فساد.
ويبدو أن الرئيس التركي لا يريد صعود شخصيات منافسة تتمتع بالكاريزما والقدرة على إقناع الرأي العام قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة فيما يحسن زعيم حزب الشعب الجمهوري، على غرار إمام أوغلو، حشد الشارع التركي وهو ما أُبرزته المظاهرات العارمة خلال الفترة الماضية. إن شعبية أوزيل في تصاعد مستمر بعد تصريحات متكررة تنتقد سياسات الرئيس التركي، مما جعله يشكل تهديداً حقيقياً على السلطة القائمة رغم ان اوزيل لم يعلن صراحة ترشحه.
وقال المحامي حسين إيدين على منصة إكس "قدّمت شكوى جنائية إلى النيابة العامة في أنقرة بتهمة إهانة الرئيس ضد أوزغور أوزيل، زعيم حزب الشعب الجمهوري". وأضاف أن هذه الدعوى تأتي في إطار رد فعل الرئيس التركي على تصريحات أوزيل التي وصف فيها الحكومة التركية بأنها "مجلس عسكري" قمعي.

وقد اتهم أردوغان اليوم الثلاثاء حزب المعارضة الرئيسي بمحاولة عرقلة تحقيق كبير في الفساد ضد رئيس بلدية إسطنبول المسجون أكرم إمام أوغلو مضيفا "مهما فعلتم، لا يمكنكم عرقلة سير العدالة".
وتابع "من واجب القضاء، نيابة عن الأمة التركية، أن يكسر هذه الأيدي القذرة. ومع مرور الوقت، سيرى الشعب إلى أي مدى وصلت هذه الشبكة التي طوقت إسطنبول".

وكان زعيم حزب الشعب الجمهوري أفاد خلال مؤتمر استثنائي لحزبه المعارض الأحد "تركيا يحكمها مجلس عسكري يخاف من الانتخابات، ويخاف من معارضيه، ويخاف من الأمة".
وأكد أن ما يحدث في تركيا يشكل تهديداً كبيراً للديمقراطية، وأن النظام القائم يستهدف كل من يحظى بدعم شعبي ويشكل منافساً للرئيس. كما ندد بتوقيف المنافس الرئيسي لإردوغان، رئيس بلدية إسطنبول، وسجنه الشهر الماضي. وأشار إلى أن هذا التوقيف جاء في وقت حساس حيث كان إمام أوغلو قد أعلن عن نيته الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في 2028. ومن هنا، تزايدت المخاوف من أن يتبع الرئيس التركي نفس النهج مع زعيم الشعب الجمهوري.
وتُستخدم تهمة "إهانة الرئيس" بشكل متكرر في تركيا، وأحياناً ضد مستخدمين لوسائل التواصل الاجتماعي الذين ينتقدون الحكومة أو الرئيس. هذه التهمة التي يتم استخدامها بشكل منتظم ضد شخصيات معارضة قد تتسبب في عواقب قانونية وخيمة، مما يضع مزيداً من الضغوط على من يعارضون النظام القائم.
وبات أوزغور أوزيل وجها لأكبر الاحتجاجات التي اجتاحت البلاد منذ أكثر من عقد من الزمان. كان زعيماً غير بارز نسبياً لحزب الشعب الجمهوري حتى اعتقال رئيس بلدية إسطنبول في 19 مارس/آذار. ومنذ ذلك الحين، برز اسمه في دائرة الضوء محلياً ودولياً، حيث اكتسب تعاطفاً شعبياً بشكل كبير، وأصبح يمثل الصوت المناهض لسياسات إردوغان بشكل واضح.
لطالما كان يُنظر إلى إمام أوغلو على أنه السياسي التركي الوحيد القادر على تحدي الرئيس في صناديق الاقتراع، حيث انتخبه حزب الشعب الجمهوري مرشحاً له في انتخابات الرئاسة المقررة في العام 2028 في اليوم الذي سُجن فيه. وقد تمكن أوزيل، الذي أعيد انتخابه زعيماً للحزب يوم الأحد، من حشد مئات الآلاف من المتظاهرين في الشوارع، الذين سخروا من الرئيس التركي وحملوا لافتات تطالب الحكومة بالاستقالة، وشعارات من قبيل "سنطيح بالسلطان". هذه الاحتجاجات تعكس حالة من التململ الشعبي العميق من السياسات الحالية، كما تظهر استعداد المعارضة لرفع وتيرة التحرك ضد النظام الحاكم في تركيا.
إن تصاعد شعبية زعيم حزب الشعب الجمهوري والمظاهرات التي يشهدها الشارع التركي تجعل من الواضح أن التحديات التي يواجهها الرئيس التركي في الداخل بدأت تتزايد. خاصة مع دخول الانتخابات الرئاسية المقبلة على الأفق، حيث سيحاول إردوغان بكل الوسائل التأكد من بقاء سيطرته على السلطة، وهو ما قد يتطلب من المعارضة مواصلة الضغط وإظهار قوتها الشعبية في مواجهة التحديات القانونية والسياسية.