أردوغان يلوح مجددا بورقة اللاجئين السوريين لابتزاز خصومه

وفد تركي يزور روسيا لبحث ملف اللاجئين والملف الليبي في حين يحذر الرئيس التركي الاوروبيين من ان هذين الملفين سيحددان مسار عمل بلاده في المنطقة.
الرئيس التركي يساوم أوروبا بورقة اللاجئين السوريين
المعارضة السورية تناشد المجتمع الدولي وقف الهجمات على إدلب

أنقرة - تحاول تركيا التنصل من مسؤوليتها بخصوص الأزمة التي يعيشها اللاجئون السوريون والتي تفاقمت عقب الاجتياح التركي للاراضي الكردية شمال سوريا ورمي الكرة الى دول اخرى تتمتع بدورها بنفوذ في الساحة السورية.
ومن المنتظر ان يسافر وفد تركي إلى موسكو الاثنين لبحث الملفين السوري والليبي وهي محادثات قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنها ستحدد مسار عمل بلاده في المنطقة.
ويزور الوفد التركي، بقيادة نائب وزير الخارجية سادات أونال، موسكو قبل أسابيع من زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المزمعة إلى تركيا.
وحذّر أردوغان الأحد الأوروبيين من أنّ بلاده لن تواجه لوحدها تدفّق موجة جديدة من اللاجئين السوريين الذين يفرّون من بلدهم مع اشتداد القتال في إدلب، المحافظة الخاضعة لسيطرة فصائل جهادية والتي يحاول نظام الرئيس بشار الأسد استعادتها.
ومنذ 16 كانون الأول/ديسمبر الحالي فرّ عشرات آلاف السوريين باتّجاه الحدود التركية هرباً من تزايد الغارات الجويّة التي تشنّها القوات الحكومية السورية وحليفتها الروسية على منطقة معرّة النعمان في ريف إدلب (شمال غرب).

وبعد تكثف عمليات القصف من قبل قوات النظام السوري وروسيا، ناشد الاثنين الائتلاف السوري المعارض المجتمع الدولي لوقف هجمات نظام بشار الأسد وحلفائه على محافظة إدلب التي يتواجد فيها 3 ملايين مدني 75 بالمائة منهم من النساء والأطفال.
وتواجه تركيا معضلة تمويلية لترحيل مئات آلاف اللاجئين السوريين إلى منطقة سمتها بـ"الآمنة" وأقامتها على اثر هجوم واسع شنته على أكراد سوريا في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول ولم يتوقف إلا في الثالث والعشرين من الشهر ذاته.
وفرضت القوات التركية سيطرتها على قطاع بطول 120 كيلومترا على حدودها الجنوبية الشرقية وبعمق 30 كيلومتر.
وواجهت أنقرة اتهامات غربية بارتكاب جرائم بحق أكراد سوريا ترقى لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بما فيها عمليات تهجير قسري للأكراد.

الاجئوون السوريون
تركيا متهمة بالتهجير القسري لاكراد سوريا

ويسعى الرئيس التركي لتغيير التركيبة الديمغرافية في شمال شرق سوريا من خلال ترحيل قسري للاجئين السوريين وتوطينهم في المناطق الكردية. 
وقال أردوغان خلال حفل في اسطنبول إنّ "تركيا لا يمكنها أن ترحّب بموجة جديدة من اللاجئين من سوريا"، مشيراً إلى أنّ أكثر من 80 ألف سوري، من أصل ثلاثة ملايين تكتظّ بهم محافظة إدلب، فرّوا باتّجاه مناطق تقع قرب الحدود التركية.
ونبّه الرئيس التركي إلى أنّه في حال زاد عدد هؤلاء المهجّرين فإنّ "تركيا لن تتحمّل هذا العبء وحدها"، محذّراً من أنّ "الآثار السلبية لهذا الضغط الذي نمرّ به ستشعر بها جميع الدول الأوروبية، بدءاً من اليونان".
ويعيد الرئيس التركي تهديداته الموجهة  للأوروبين بفتح حدود بلاده أمام اللاجئين السوريين للتدفّق على القارّة العجوز كما حصل في 2015 حين اضطرت أوروبا لفتح أبوابها أمام مليون لاجئ في وقت تسعى فيه تركيا الى استعمال الورقة لابتزاز الاتحاد الاوروبي الذي هدد بفرض عقوبات على تركيا بسبب تجاوزها للقوانين والاعراف الدولية بتدخلها شرق المتوسط.
وكان الرئيس التركي حذّر من أن بلاده قد تفسح المجال لملايين اللاجئين السوريين للسفر إلى أوروبا في حال لم يبذل المجتمع الدولي مزيداً من الجهود لإعانتهم.
وتقول حكومة أردوغان إنّ تركيا تستضيف حالياً حوالي خمسة ملايين لاجئ، بينهم حوالي 3,7 مليون سوري فرّوا من الحرب التي تمزّق بلدهم منذ 2011 .
وتدعو تركيا إلى عقد قمة دولية للمانحين لدعم الخطة. ويقول مسؤولون غربيون إنهم سيعزفون عن تمويل أي مشروع ينطوي على عودة غير طوعية للاجئين أو إدخال تغييرات على التركيبة السكانية في سوريا. وتنفي أنقرة التخطيط لمثل هذا الأمر.
 وترفض اوروبا التدخلات التركية في الشان الليبي خاصة مع تزايد الدعم التركي لحكومة الوفاق لمنع انهيار الميليشيات المحاصرة في طرابلس.
وقال أردوغان الأحد إن أنقرة قد تزيد الدعم العسكري لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج والتي تحاول التصدي لهجوم الجيش الوطني الليبي بقيادة المسير خليفة حفتر المستمر منذ شهور.
وبحسب تقرير لخبراء من الأمم المتحدة، فإن تركيا أرسلت بالفعل إمدادات عسكرية إلى ليبيا في انتهاك لحظر الأسلحة الذي فرضته المنظمة الدولية.