أردوغان يواجه تفشي كورونا في تركيا بالمكابرة والعناد

الرئيس التركي يطلق تصريحات مغرقة في التفاؤل بكسر سرعة انتشار فيروس كورونا في أسبوعين في إعلان يبدو للاستهلاك المحلي والإعلامي ومناقضا لواقع وتيرة تفشي الفيروس.
أردوغان: تركيا ستتغلب على فيروس كورونا خلال أسبوعين أو ثلاثة
تركيا تتستر على العدد الحقيقي لضحايا كورونا
وتيرة انتشار كورنا في تركيا تبدو اعلى من نسق تفشي الوباء في ايطاليا

أنقرة - في الوقت الذي تجمع فيه عدة مؤشرات على أن انتشار فيروس كورونا المستجد في تركيا بوتيرة أسرع من تلك التي شهدتها ايطاليا، أدلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتصريحات مغرقة في التفاؤل بإمكانية كسر نسق تسارع تفشي الفيروس والتغلب عليهع في ظرف أسبوعين أو ثلاثة بفضل إجراءات وقائية قال إنه تم اتخاذها بشكل مبكر.

وسجلت تركيا إلى حدود يوم الأحد الماضي أكثر من 1500 إصابة بالفيروس ونحو 37 حالة وفاة بعد نحو أسبوعين فقط من إعلان وزير الصحة التركي فخر الدين كوجا عن أول تسجيل أو إصابة بالفيروس في العاشر من مارس/اذار لمواطن تركي عائد من أوروبا.

وهذه الوتيرة تبدو أعلى من تلك التي شهدتها ايطاليا في بداية تفشي الفيروس فيها، ما يؤكد أن تصريحات الرئيس التركي ربما تهدف لمطمأنة الأتراك وللاستهلاك الإعلامي فيما استثمر هذه الأزمة للإيحاء بأن الإجراءات التي أعلنها كفيلة بالقضاء على فيروس كوفيد 19 في غضون أسبوعين إلى ثلاث.

وكانت دول أخرى قد أبدت تفاؤلا بإمكانية تطويق الوباء، مشيرة في بداية ظهوره إلى أن الوضع تحت السيطرة لتسقط بعدها كل تقديراتها على وقع انتشار لافت وأسرع من توقعاتها مثل تونس والجزائر التي تنذر تطورات انتشار كورنا فيهما بالاتجاه لوضع كارثي.     

وقال أردوغان اليوم الأربعاء إن تركيا ستتغلب على تفشي فيروس كورونا خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع من خلال الإجراءات الجيدة مع الحد من الأضرار إلى أقل حد ممكن، مضيفا أنه يتوقع الصبر والتفهم والدعم من جانب الأتراك لهذه الإجراءات.

وتابع في كلمة للشعب التركي نقلها التلفزيون "لدينا استعدادات لكل سيناريو... من خلال كسر سرعة تفشي الفيروس خلال أسبوعين أو ثلاثة سنعبر هذه الفترة بأسرع ما يمكن وبأقل ضرر ممكن".

وأضاف أن بلاده تأتي في مقدمة الدول من حيث اتخاذها تدابير وقائية مبكرة ضد فيروس كورونا وأنها مستعدة لكافة السيناريوهات بهذا الخصوص.

وشدد على أن حياة كل مواطن تركي ثمينة جدا، داعيا المواطنين باستمرار للبقاء في المنازل لهذا السبب.

وأوضح أن "العالم يسير نحو مرحلة لن يكون فيها أي شيء كما كان من قبل وسنشهد بناء نظام عالمي جديد بعد كورونا".

في العاشر من مارس أعلنت تركيا عن أول حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد وسرعان ما تم وضع المريض في الحجر الصحي، لكن انتشر الوباء بعدها بنسق أسرع بكثير مما تحدثت عنه السلطات التركية.

وقال وزير الصحة التركي الأحد الماضي، إن المستشفيات مستعدة تماما لإجراء فحص للأشخاص المشتبه في إصابتهم بالفيروس، مضيفا "فيروس كورونا ليس أقوى من الإجراءات التي سنتخذها".

وكان موقع 'أحوال تركية' قد نقل في وقت سابق عن ستيفن أيه. كوك كبير الباحثين في شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجلس العلاقات الخارجية، اعتقاده بأن تفشي الوباء في تركيا بدأ قبل أن يتم الإفصاح عنه رسميا.

وأضاف "أبلغني أشخاص داخل تركيا أنه كانت هناك زيادة كبيرة في حالات الالتهاب الرئوي في وقت مبكر وأن الحكومة كانت تحاول إخفاء التشخيص ... هذا يشير إلى أن تفشي المرض كان أطول مما تبلغ عنه الحكومة".

وبحسب المصدر ذاته قال أيكان إردمير مدير برنامج تركيا في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إن المسؤولين الأتراك ربما تحايلوا على الأرقام عند ظهور فيروس كورونا لأول مرة.

وتابع في تصريح لـ'أحوال تركية' "ربما بدأ التستر مبكرا وقد تكون الصورة قاتمة أكثر مما تبدو عليه ... لو استجابت تركيا في وقت سابق وأكدت حالتها الأولى في وقت سابق، واستخدمت ذلك لتطبيق قواعد ولوائح مختلفة أكثر صرامة، أعتقد أن مكافحة فيروس كورونا كان يمكن أن تكون أكثر فعالية".

وسبق أيضا لنقابة الأطباء التركية أن حذّرت من أن عدد الحالات أعلى بكثير من تلك التي أعلنت عنها وزارة الصحة وما زالت السلطات التركية ترفض الكشف عن أماكن الإصابة أو الوفاة، في حين تحتجز الصحفيين الذين يحاولون القيام بذلك.