أردوغان يُحرّض الفرنسيين علنا على التخلص من ماكرون

الرئيس التركي في تصريح يعتبر انتهاكا لكل الأعراف الدبلوماسية والقانون الدولي يهاجم نظيره الفرنسي معتبرا أنه عبء على بلاده ومتمنيا أن تتخلص منه في أسرع وقت ممكن.
جرعة توتر جديدة تفاقم الأزمة بين فرنسا وتركيا
أردوغان يتمسك بنهج صدامي مع الشركاء الأوروبيين سيضر بتركيا
تصريحات للرئيس التركي هاجم فيها ماكرون تعتبر تدخلا في شؤون فرنسا

أنقرة - هاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الجمعة مجددا نظيره الفرنسي امانويل ماكرون، معتبرا أنه بات عبئا على بلاده التي تمر بأوقات عصيبة، متمنيا أن تتخلص منه فرنسا قريبا، في تصريح يعتبر مخالفا لكل الأعراف الدبلوماسية والقانون الدولي ويشكل تحريضا وتدخلا في شؤون دولة مستقلة.

وقال أردوغان للصحفيين في إسطنبول بعد صلاة الجمعة في كاتدرائية آيا صوفيا السابقة التي تم تحويلها في يوليو/تموز إلى مسجد "فرنسا تعيش مرحلة خطيرة في ظل رئاسة إيمانويل ماكرون. يمثل ماكرون عبئا على فرنسا. في الواقع الأمر يمر ماكرون وفرنسا بفترة عصيبة. يحدوني الأمل في أن تتخلص فرنسا من مشاكل ماكرون في أقرب وقت ممكن".

وتوترت العلاقات بين الدولتين خاصة في الأشهر الأخيرة بسبب خلافات حول سوريا وليبيا ونشر الرسوم المسيئة للنبي محمد في فرنسا. وتبادلت أنقرة وباريس الاتهامات حول دور كل منهما في صراع ناغورنو قرة باغ.

وأطلقت أردوغان في الفترة الأخيرة إشارات تهدئة في كل الاتجاهات في محاولة لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية مدفوعا بأزمة اقتصادية ناجمة عن سياساته العدائية ونهجه الصدامي مع الحلفاء والشركاء الأوروبيين.

لكن محللين استبعدوا أن يغيّر الرئيس التركي الذي دخل في مواجهات عنيفة مع حلفاء بلاده الغربيين، نهجه الصدامي وأن رسائل التهدئة التي بدأ يطلقها بعد استقالة صهره وزير المالية وبعد إقالته محافظ البنك المركزي وإعلانه عن خطة اقتصادية تخلى بموجبها عن كل طروحاته السابقة بما فيه خفض نسبة الفائدة، مجرد مناورة المراد منها الخروج من الأزمة بأقل الأضرار الممكنة.

أردوغان يحرص على توظيف أي مناسبة دينية لترقيع شعبية متهاوية
أردوغان يحرص على توظيف أي مناسبة دينية لترقيع شعبية متهاوية

وأثبتت تصريحاته اليوم الجمعة أنه ماض في التصعيد مع فرنسا وهي عضو مهم في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) وسبق أن اعتبر ماكرون الحلف في حالة موت سريري.

كما دعا ماكرون مرارا الاتحاد الأوروبي لاتخاذ موقف حازم لوقف التمادي التركي والانتهاكات المتناثرة من شرق المتوسط إلى شمالي سوريا وغرب ليبيا وصولا إلى جنوب القوقاز، حيث دفع أردوغان بمئات المقاتلين المرتزقة دعما لأذربيجان في المواجهات العسكرية مع أرمينيا والتي انتهت مؤخرا بانسحاب القوات الأرمنية من أجزءا كانت تسيطر عليها في إقليم قره باغ.

ويقود الرئيس الفرنسي حملة في صلب الاتحاد الأوروبي تدعو إلى فرض عقوبات على تركيا على خلفية تدخلاتها الخارجية وهو ما يفسر حرص الرئيس التركي على مهاجمته باستمرار.

إلا أن تصريحات أردوغان الأخيرة تعتبر تجاوزا للأعراف الدبلوماسية وتدخلا صريحا يصل إلى التحريض على ماكرون.

ورفض الاتحاد الأوروبي في أكثر من مناسبة تهجم الرئيس التركي على نظيره الفرنسي وكان آخرها تلك التي قال فيها أردوغان إن الرئيس الفرنسي مريض نفسيا ونصحه بالعلاج.

واستنكرت الرئاسة الفرنسية حينها تلك التصريحات التي كادت تتسبب في أزمة دبلوماسية بين البلدين.  

وأدت السياسة الخارجية لأردوغان التي تزداد حدة منذ 2016، إلى قيام هوة كبيرة بين أنقرة وحلفائها الغربيين وإلى تفاقم الوضع الاقتصادي في بلاده.

ويواجه الرئيس التركي اتهامات من منتقديه باعتماد دبلوماسية هجومية لتعبئة قاعدته الانتخابية الإسلامية القومية، في ظل صعوبات اقتصادية تضر بشعبيته.