أزمة اقتصادية تدفع اللبنانيين للتعويل على المعونات

اللبنانيون يعانون من زيادات حادة في الأسعار وتلاشي وظائف وتهاوي قيمة الليرة وتداعيات كورونا بينما تسارع مجموعة من المبادرات الخيرية لملء فراغ تركته الدولة المثقلة بالديون.

بيروت - في الوقت الذي يطول فيه أمد أزمة لبنان الاقتصادية المرهقة للبلاد، يزداد اعتماد اللبنانيين الذين ساءت أوضاع معيشتهم على منظومة للدعم آخذة في التنامي من الجمعيات الخيرية والمبادرات الخاصة للتصدي للجوع.
وتتسبب الأزمة الاقتصادية التي بلغت ذروتها العام الماضي في معاناة متزايدة للبنانيين الذين عانوا من زيادات حادة في الأسعار وتلاشي وظائف وتهاوي قيمة الليرة، وكان ذلك قبل الضربة الإضافية من جائحة فيروس كورونا.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية الاثنين تسجيل 13 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وأعلنت الوزارة، في تقريرها اليومي، أنه تم تسجيل 13 إصابة جديدة بالفيروس، منها سبع إصابات من المقيمين وست إصابات من بين الوافدين اللبنانيين، ما يرفع إجمالي عدد الإصابات إلى 1233 إصابة.
ولم يتم تسجيل أية حالة وفاة جديدة خلال الأربع والعشرين ساعة المنصرمة، ليستقر عدد الوفيات عند 27 .
وبلغ عدد الحالات الحرجة ثلاث حالات، بحسب الموقع الرسمي لوزارة الإعلام المخصص لمتابعة أخبار فيروس "كورونا"، فيما بلغ عدد حالات الشفاء 715 .
وبينما تتفاوض بيروت بشأن برنامج من صندوق النقد الدولي تعول عليه لإطلاق شرارة تعاف، تسارع مجموعة من المبادرات الخيرية لملء فراغ تركته الدولة المثقلة بالديون.
وفي الشهر الماضي، بدأ ما يقرب من 100 منظمة غير حكومية بشكل مشترك ما وصفتها بأنها واحدة من أكبر حملات الطعام على الإطلاق في البلاد بجمع تبرعات من مغتربين لتوفير طعام يكفي شهرا لخمسين ألف أسرة.
وقالت مايا إبراهيمشاه رئيسة بيت البركة، وهي واحدة من المنظمات المشاركة، "سنظل نحاول قدر استطاعتنا جمع أموال والاستمرار في توزيع (الطعام). لكننا لا يمكننا إطعام 1.2 مليون أو مليوني لبناني... هذا دور الدولة ونحن لسنا دولة".

لا يمكننا إطعام 1.2 مليون أو مليوني لبناني هذا دور الدولة ونحن لسنا دولة

وأسفرت عمليات توزيع الطعام عن ظهور مشاهد لم يكن من الممكن تصورها قبل عام واحد فقط في البلد المطل على البحر المتوسط والذي يقطنه ستة ملايين نسمة، حيث كانت الخدمات المصرفية والسياحة في وقت ما تصنعان ازدهارا نسبيا.
والأحد، اصطف لبنانيون معوزون على واجهة بيروت البحرية التي تضم معارض للسيارات الفارهة ومتاجر أزياء لكبار المصممين للحصول على البطاطا (البطاطس) والبصل والخبز، وذلك في إطار مبادرة منفصلة يديرها رجل الأعمال فادي خيرو.
وبينما كان يجري تحميل صناديق سيارات بالدجاج ومنتجات الألبان والبسكويت والملفوف (الكرنب)، قال خيرو "عائلات في أنحاء لبنان تناشدنا للوقوف بجانبها خلال هذه الأزمة حتى يمكنها إطعام أسرها".
وأضاف قائلا "هناك أناس يقولون لنا ‘براداتنا خاوية. لا يمكننا إطعام أطفالنا. ليس لدي حليب لأطفالي‘...هذا يجعلك تبكي".
ويمر لبنان بظروف اقتصادية صعبة للغاية نتيجة لارتفاع الدين الخارجي إضافة الى تضرر منظومته المالية وانتشار الفساد في القطاع المالي.
ويشهد لبنان احتجاجات بين الفينة والأخرى للمطالبة بتحسين الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والدعوة لمكافحة الفساد محملين الطبقة السياسية مسؤولية الازمة.