أزمة ترامب تتفاقم والبيت الأبيض متهم بالتستر على المكالمة الهاتفية

وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية تؤكد على أن ترامب استخدم صلاحيات منصبه ليطلب تدخل بلد أجنبي في انتخابات 2020، فيما يحاول محامي البيت الأبيض إبقاء المكالمة بين الرئيس الأميركي وزيلينسكي سرية.
الديمقراطيون يصفون ترامب بزعيم المافيا
البيت الأبيض يعتبر اتهامات الديمقراطيين مفتعلة
التقارير تشير إلى أن ترامب طلب من زيلينسكي التحقيق بشأن نجل بايدن

واشنطن  - تفاقمت الفضيحة التي تهز البيت الأبيض  أمس الخميس مع نشر اتهامات مخبر يأخذ على الرئيس دونالد ترامب، طلبه تدخل أوكرانيا في الحملة لإعادة انتخابه وعلى المحيطين به محاولة إبقاء هذه المحاولة سرية.

وقبل 400 يوم من الاقتراع يواجه الرئيس تهديد إجراءات لعزله فرص نجاحها ضئيلة، لكنها تمثل أسوأ أزمة في ولايته.

ويبدو أن الرئيس الأميركي تأثر بما اعتبره "نكتة" و"أسوأ مطاردة عشوائية في تاريخ الولايات المتحدة".

 وقال "هذا عار"، متهما الديمقراطيين بالتصرف "مثل قراصنة"، مضيفا "لا بد من وجود وسيلة لوقفهم".

أما المعارضة فقد شبهت ترامب بـ"زعيم مافيا" واستخدمت وثيقة المبلغ لتتهم البيت الأبيض بمحاولة خنق الفضيحة.

وهذه الفضيحة تتلخص باتصال هاتفي جرى قبل شهرين بين الرئيس الأميركي ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وطلب ترامب من زيلينسكي إطلاق تحقيق حول هانتر بايدن نجل الديمقراطي جو بايدن نائب الرئيس السابق، الذي يبدو قادرا على منافسته في الانتخابات الرئاسية في 2020.

وكتب ترامب في تغريدة "الرئيس الأوكراني قال إنني لم أجبره على أن يفعل أي شيء ولا يمكن أن تكون هناك شهادة أفضل من هذه".

وأثارت المكالمة قلق مبلغ غامض يعمل في الاستخبارات، نقل قلقه إلى رؤسائه مطلع أغسطس/آب.

وقال في الوثيقة التي نشرت أمس الخميس بعد مواجهة بين الكونغرس والرئاسة، إن "الرئيس استخدم صلاحيات منصبه ليطلب تدخل بلد أجنبي في انتخابات 2020".

وأضاف أن محامي البيت الأبيض قاموا بعد ذلك بالتدخل ليقفلوا كل وثائق الأرشيف المرتبطة بالاتصال الهاتفي، خصوصا عبر إصدار أمر بالاحتفاظ بها في نظام الكتروني منفصل عن النظام الذي يستخدم عادة. ورأى أن هذا يثبت أن محيط الرئيس يدرك خطورة ما حدث.

وقال الرجل الذي لم تُكشف هويته إنه لم يحضر شخصيا الاتصال الهاتفي، لكنه تحدث بشأنه مع أكثر من ستة مسؤولين شعروا بقلق كبير من المحادثة.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أمس الخميس أن المبلغ يعمل في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) تم انتدابه إلى البيت الأبيض. وقالت الصحيفة نقلا عن ثلاثة أشخاص يعرفون هويته إنه رجل “تم انتدابه للعمل في البيت الأبيض في مرحلة ما”، لكنه عاد منذ ذلك الحين إلى وكالة الاستخبارات المركزية.

وانتقد محاموه الصحيفة مؤكدين أنها تعرض حياة موكلهم للخطر “ليس على الصعيد المهني فقط بل على الصعيد الشخصي أيضا”.

وفي جلسة خاصة قال ترامب في تصريحات تم تسريبها إلى صحيفة “لوس أنجليس تايمز” الخميس “هل تعرفون ما كان يحصل في الماضي (…) الجواسيس والخيانة أمور كانت تعالج بطريقة مختلفة”.

رسميا، يقلل البيت الأبيض من خطورة الأمر معتبرا أنها “مجموعة من الروايات والمقالات” التي “لا تثبت حدوث أي شيء غير لائق”.

لكن الرئيسة الديمقراطية لمجلس النواب نانسي بيلوسي أكدت أن المبلغ كشف مناورة لخنق القضية.

وقالت بيلوسي التي لجمت الحزب الديمقراطي لفترة طويلة عن بدء إجراءات لعزل الرئيس، "علينا أن نجري تحقيقا لتوضيح الوقائع"، لكنها أضافت أن "استهتار الرئيس بالدستور يتوضح يوما بعد يوم".

وكان ترامب وصف أول أمس الأربعاء الأسباب التي دفعت الديمقراطيين إلى إطلاق إجراءات لعزله "بالنكتة"، بينما أصر خصومه على اتهامه بالتصرف مثل "زعيم مافيا" في اتصاله الهاتفي مع نظيره الأوكراني.

وأظهر مضمون المكالمة الهاتفية الذي نشره البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي طلب فعلاً من نظيره الأوكراني التحقيق بشأن نجل جو بايدن، الأوفر حظاً لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية في 2020.

وقال ترامب لزيلينسكي في المكالمة التي جرت في 25 يوليو/تموز، "ثمة حديث كثير عن نجل بايدن وعن أن بايدن أوقف التحقيق ويريد أناس كثيرون أن يعرفوا المزيد عن هذا الموضوع، لذلك فإن أي شيء ممكن أن تفعلوه مع النائب العام سيكون رائعاًط.