أزمة داخل الجيش التركي بسبب سياسات أردوغان

خمسة جنرالات يقدمون استقالاتهم عقب اجتماع للمجلس العسكري الأعلى بينهما مسؤولان عن منطقة إدلب.
اردوغان يسعى من خلال فرض سياساته على الجيش التركي التحكم في مفاصل المؤسسة العسكرية
الرئيس التركي تخلص من جنرالات اكفاء لصالح ضباط صغار اقل كفاءة وخبرة واكثر ولاء

أنقرة - قالت صحيفة جمهوريت المعارضة الأحد إن خمسة جنرالات من الجيش التركي قدموا استقالاتهم عقب اجتماع للمجلس العسكري الأعلى في وقت سابق من الشهر الحالي.

وكان المجلس الذي يرأسه الرئيس رجب طيب اردوغان قد اجتمع لبحث الترقيات والتنقلات والإحالة للتقاعد لكبار القادة العسكريين في البلاد.

وجاء في تقرير نشرته صحيفة جمهوريت دون أن تذكر مصدر الخبر إن الاستقالات التي شملت قائدا برتبة ميجر جنرال وأربعة برتبة بريجادير جنرال قدمت ردا على قرارات المجلس التي وصفها ضباط متقاعدون بأنها محاولة لتقليص حجم الجيش.

ولم يرد تعليق فوري من وزارة الدفاع التركية.

وقالت الصحيفة إن اثنين من الجنرالات الخمسة يعتقد أنهما مسؤولان عن منطقة إدلب السورية حيث تحتفظ تركيا بوجود عسكري هناك.

ويلاحظ من خلال الاستقالات التململ قي صفوف القيادات العليا للجيش التركي من السياسات التي يتبعها الرئيس التركي خاصة في سوريا.

وتورط الرئيس التركي في الحرب السورية وذلك بارسال قوات لدعم مجموعات متشددة مواليه لانقرة.

وسيطرت القوات السورية على جيب من الأراضي وطوقت مقاتلي المعارضة وموقعا عسكريا تركيا واستعادت بلدات خسرتها في بدايات الحرب.

والموقع العسكري قرب بلدة مورك واحد من 12 موقعا أقامتهم تركيا في شمال غرب سوريا بموجب اتفاق مع موسكو وطهران قبل عامين بهدف خفض حدة القتال بين قوات الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة.

ويرى مراقبون ان الجيش التركي سيتحمل تبعات قرار اردوغان في التدخل في الشان السوري.

الجيش التركي في سوريا
الجيش التركي يتحمل تبعات سياسة اردوغان في التدخل في الشان السوري

وشن أردوغان حملة تطهير واسعة داخل الجيش التركي على خلفية المحاولة الانقلابية الفاشلة سنة 2016 أدت في النهاية إلى ترقية ضباط صغار لا يتمتعون بالخبرة والكفاءة الكافية.

ويرى مراقبون ان حزب العدالة والتنمية الحاكم أصبح يقرر الترقيات ويحدد الإقالات داخل الجيش التركي ما دفع عددا من الجنرالات البارزين الى الاستقالة احتجاجا على التدخلات السياسية في شؤون المؤسسة العسكرية.

وليست هذه المرة الأولى التي يفرض فيها اردوغان سياسته على الجيش حيث اقر في السابق تعديلات على قانون الخدمة العسكرية الإلزامية في البرلمان ستؤدي الى تقليص عدد الجيش الى الثلث.

وتورط الرئيس في التخلص من عدد من الجنرالات خلال السنوات الأخيرة بحجة عدم الولاء التام واستبدلهم بضباط صغار في إطار سياساته للسيطرة على الجيش.