أزمة صرف الرواتب تفجر غضبا شعبيا في كردستان العراق

مئات المتظاهرين في شوراع محافظة السليمانية يطالبون باللإفراج عن 50 موظفا اعتقلتهم قوات الأمن بعد اجتجاجهم على عدم صرف الرواتب.

بغداد - خرج مئات المتظاهرين الخميس في مدينة السليمانية بإقليم كردستان شمال العراق احتجاجا على عدم صرف رواتبهم وسط أزمة اقتصادية خانقة تعيشها البلاد في ظل تراجع أسعار النفط والإنتاج بسبب انتشار فيروس كورونا.

وفرقت قوات مكافحة الشغب بالقوة الخميس مئات المحتجين على تأخر صرف رواتبهم في السليمانية، وفق شهود عيان ومصدر أمني.

وقال 3 شهود إن قوات مكافحة الشغب أطلقت الغازات المسيلة للدموع على مئات المتظاهرين في ساحة "السراي"، وسط السليمانية، وأضافوا أن المتظاهرين تفرقوا في الشوارع والأزقة المحيطة بالساحة.

فيما قال شوان تحسين ملازم في شرطة السليمانية، إن قوات مكافحة الشغب وأجهزة أمنية مساندة، فرقت المتظاهرين للحيلولة دون تحول المكان إلى ساحة احتجاج مفتوحة، ما سيعرقل سير الحياة في المدين، مضيفا أن قوات الأمن تنتشر بكثافة في ساحة السراي ومناطق وسط المدينة عموما، لمنع تجمع المتظاهرين مرة أخرى.

وتكابد حكومة إقليم كردستان لصرف رواتب موظفي الدولة منذ أن أوقفت الحكومة الاتحادية في بغداد صرفها، في أبريل/نيسان الماضي؛ بسبب خلافات مع أربيل على إدارة الثروة النفطية وتوزيع إيراداتها إضافة إلى إيرادات المعابر الحدودية.

وتزامن قطع الرواتب مع تراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية، ما فاقم الأزمة المالية في الإقليم.

وتتواصل الاحتجاجات بالرغم من أن حكومة الإقليم أعلنت في بيان الأربعاء، أنها ستبدأ من الخميس صرف الرواتب المتأخرة.

ومن بين عدد سكان العراق البالغ نحو 39 مليون نسمة، يقدر عدد سكان إقليم كردستان بـ5 ملايين نسمة بينهم 1.2 مليون يتقاضون رواتب من الدولة تبلغ نحو 700 مليون دولار شهريا.

وطالب مئات المتظاهرين في العراق الخميس سلطات بلادهم بإطلاق سراح 50 موظفا ومعلما اعتقلتهم قوات الأمن.

والأربعاء اعتقلت قوات الأمن بمحافظة السليمانية 50 متظاهرا، ومنعت مئات المتظاهرين من تنظيم اعتصام وسط مدينة السليمانية، احتجاجا على عدم صرف الرواتب.

وتجددت المظاهرات اليوم بمشاركة أكثر من 300 شخص، لكن قوات مكافحة الشغب فرقتهم بـ "القوة"، وفق شهود عيان ومصدر أمني.

وقال المتظاهرون في بيان مكتوب وزعوه على الصحفيين، إن "التظاهرات ستبقى حتى تحقيق المطالب بصرف الرواتب، والإفراج عن 50 معتقلا، من الموظفين والمعلمين".

من جهته اتهم عضو برلمان إقليم كردستان عن "حراك الجيل الجديد"، سيروان بابان، الأجهزة الأمنية بـ"إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين" في مدينة السليمانية الواقعة بمحافظة تحمل الاسم ذاته.

وقال بابان في تصريح للصحفيين خلال الاحتجاجات، إن "السلطة وأحزابها تستخدم القمع ضد المتظاهرين الذين يطالبون بحقوقهم المشروعة ويحتجون على فرض الاستقطاعات بالرواتب".

وأضاف "تعرضت للضرب المبرح من قبل قوات مكافحة الشغب، وإطلاق الرصاص الحي باتجاهي والمتظاهرين"، وفق قوله، فيما لم يتسن الحصول على تعليق رسمي إزاء اتهامات بابان.