أزمة فنزويلا تنفتح على مواجهة أوسع بين واشنطن وموسكو

روسيا تتهم الولايات المتحدة وبريطانيا بالوقوف وراء زعزعة استقرار الأوضاع في فنزويلا، معلنة دعمها للرئيس الفنزويلي في وجه الضغوط الغربية.

فنزويلا ساحة مواجهة مفتوحة بين واشنطن وموسكو
موسكو تتهم لندن بإعداد عشرات المخربين لزعزعة الاستقرار في فنزويلا

موسكو - اتهمت روسيا اليوم الخميس، الولايات المتحدة وبريطانيا بالوقوف وراء "زعزعة استقرار" الأوضاع في فنزويلا.

وجاء ذلك في تصريحات صحفية أدلت بها المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مدينة أورينبورغ (جنوب غرب).

وقالت زاخاروفا إن "واشنطن تجاهلت دعوات موسكو لرفع العقوبات على القطاعات ذات الصلة بالرفاهية الاجتماعية للفنزويليين"، مضيفة أن "روسيا تهدف إلى تحسين الوضع الإنساني في البلاد".

كما اتهمت بريطانيا بـ"إعداد عشرات المخربين" في قاعدة في غويانا المجاورة من أجل "زيادة زعزعة استقرار الوضع" في فنزويلا، دون أن تقدم تفاصيل إضافية.

وقالت "إنهم (بريطانيا) ينهون بناء قاعدة عسكرية على إحدى الجزر الواقعة عند مصب نهر إيسكيبو (في غويانا المجاورة)، بذريعة مكافحة تهريب الأسلحة والمخدرات".

وأضافت أنه "يجري العمل على حملة لتشويه سمعة فنزويلا بهدف تصوير البلاد على أنها مصدر خطر كبير يرتبط بالمخدرات في المنطقة".

وأشارت إلى أن الاتهامات ضد فنزويلا بلا أساس لأنها تتناقض مع تقارير الأمم المتحدة ووزارة الخارجية الأميركية التي يتم فيها تحديد دول أخرى على أنها "مورِّد مهيمن للمخدرات في نصف الكرة الغربي".

ومنذ 23 يناير/كانون الثاني تشهد فنزويلا توترا متصاعدا، إثر اعلان رئيس البرلمان خوان غوايدو، أحقيته بتولي الرئاسة مؤقتا إلى حين إجراء انتخابات جديدة.

وسرعان ما اعترف ترامب بغوايدو رئيسا انتقاليا لفنزويلا وتبعته كندا ودول من أميركا اللاتينية وأوروبا، فيما أيدت بلدان بينها روسيا وتركيا والمكسيك وبوليفيا، شرعية الرئيس الحالي نيكولاس مادورو.

وعلى خلفية ذلك، أعلن مادورو قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، واتهمها بالتدبير لمحاولة انقلاب.

وأعلنت موسكو دعمها للرئيس الفنزويلي وأرسلت مستشارين عسكريين لكراكاس في غمرة الاحتجاجات ضد مادورو، لكن واشنطن ودول غربية أشارت إلى أن الأمر لا يتعلق بمستشارين عسكريين بل بوحدات قتالية.

وتحولت الساحة الفنزويلية إلى جبهة مواجهة أخرى بين واشنطن وموسكو حيث تقف القوتان العالميتان المتنافستان على طرفي نقيض من الأزمة.

وأعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اليوم الخميس صراحة عن دعم بلاده لجهود فنزويلا لمواجهة "محاولات الولايات المتحدة تغيير الحكومة المنتخبة بشكل قانوني".

والتقى شويغو مع نظيره الفنزويلي فلاديمير بادرينو لوبيز في موسكو. ونقلت كالة الأنباء الروسية الرسمية (تاس) عن الوزير الروسي قوله "ندعم جهود حكومة الجمهورية الفنزويلية التي ترمي إلى تنفيذ سياسة خارجية مستقلة والتصدي للمحاولات الأميركية لتغيير الحكومة المنتخبة بشكل قانوني".