أزمة كركوك تقترب من الحل بعد تشكيل حكومة ديالى
بغداد - يعقد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اليوم السبت اجتماعا مع أعضاء كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني في مجلس محافظة كركوك للتباحث بشأن تشكيل الحكومة المحلية، وفق موقع "شفق نيوز" الكردي العراقي، فيما تتصاعد الآمال بإنهاء الأزمة السياسة بعد طي صفحة معضلة انتخاب محافظ جديد بديالى.
ووصف مصدر سياسي مطلع الاجتماع بـ"المهم"، لافتا إلى أنه سيتركز على "حسم تشكيل إدارة محافظة كركوك وتسمية محافظ ورئيس للمجلس وتشكيل إدارة توافقية تشارك فيها جميع الكتل الفائزة في الانتخابات المحلية" التي جرت في 18 ديسمبر/كانون الأول 2023.
ويبذل السوداني جهودا لتسوية الخلافات بين القوى السياسية في كركوك بعد أن وصلت المباحثات بينها إلى طريق مسدود بسبب غياب النصاب الذي شكل عقبة على طريق إنهاء الأزمة.
ورفضت الكتل في مجلس محافظة كركوك طيلة أكثر من 7 أشهر تقديم أي تنازلات للتوصل إلى توافق حول تشكيل الحكومة المحلية نتيجة تساوي عدد المقاعد بين الكرد والعرب والتركمان بواقع 8 مقاعد، ما عقّد مسار المفاوضات.
وأعلن حسين علاوي مستشار رئيس الوزراء العراقي الأربعاء أن "مكونات كركوك قد اتفقت على تدوير منصب محافظ كركوك وتقاسم السلطة".
وكان السوداني قد شدد في بيان سابق على "أهمية استكمال تشكيل الحكومة المحلية في كركوك، والتوافق بين ممثلي المكوّنات المتآخية للمحافظة وضمان مشاركة الجميع بفاعلية وعدم تهميش أي مكوّن في صناعة القرار، لما للمحافظة من خصوصية"، وفق مكتبه الإعلامي.
وحث القوى السياسة في المحافظة التي تمتاز بخصوصية عن باقي المحافظات إلى "ضرورة تعاون جميع القوى الوطنية فيها من أجل تحقيق تطلعات أهلها واستمرار الخطط الحكومية في الجوانب الخدمية والتنموية، وتحقيق نهضة اقتصادية، بالتكامل مع البرنامج الحكومي ومستهدفاته، التي تلبّي احتياجات المواطنين في كل أرجاء العراق".
وبوساطة من السوداني عقد مجلس المحافظة جلسته الأولى في 11 يوليو/تموز الماضي بعد شد وجذب بين القوى السياسية، فيما أخفقت الجلسة التي شارك فيها 16 عضوا في حسم منصبي رئيس مجلس المحافظة والمحافظ.
والخميس توج اجتماع احتضنه إحدى النزل في بغداد بانتخاب عدنان الجاير محافظا لديالى وعمر الكروي رئيسا للمجلس وسالم التميمي نائبا لرئيس المجلس، فيما تم اختيار مصطفى طالب لمنصب النائب الأول وغازي الفيصل لمنصب النائب الثاني للمحافظ.
ويتوقع مراقبون انفراجا في ملف تشكيل الحكومة المحلية بكركوك بعد إنهاء أزمة مجلس محافظة ديالى الخميس، فيما أشارت مصادر سياسية إلى أن وساطة إيرانية أفضت إلى حل المعضلة، في وقت تسعى فيه طهران إلى تفادي انفراط عقد الإطار التنسيقي الذي يضم الأحزاب الموالية لها، خاصة بعد أن فشل السوداني في حسم المسألة.
ويشكل تغوّل القوى السياسية والميليشيات الموالية لإيران في ديالى الواقعة على الحدود مع إيران أداة لتعزيز نفوذها في جارتها الغربية.
نقل موقع ''شفق نيوز" الكردي العراقي عن أحمد رمزي عضو مجلس محافظة كركوك قوله إن "الكتل تقترب من التوصل إلى حل بشأن تشكيل الحكومة ضمن التوقيتات المحددة لها وخاصة بعد انفراج أزمة ديالى وإعلان تسمية رئيس لمجلسها ومحافظها".
وتابع أن "محافظة كركوك سوف تشهد انفراجة وتقاربا في وجهات النظر بين الكتل السياسية وأن الأضواء ستسلط على كركوك في الأيام المقبلة، بعد التوصل إلى صيغة توافقية بشأن منصب المحافظ ورئيس المجلس".