أزمة لم تعد صامتة في حزب العدالة والتنمية المغربي

تنامي الانقسامات داخل حزب العدالة والتنمية الإسلامي المغربي ينذر بانشقاقات أو استقالات أو تفكك محتمل وهو سيناريو يبدو مستبعد في الوقت الراهن.

الرباط - يعيش حزب العدالة والتنمية الإسلامي المغربي (البجيدي) أزمة آخذة في التصاعد على وقع انقسامات داخلية وصلت حدّ مقاطعة بعض القادة لاجتماعات الأمانة العامة، في حالة تشظي عزاها متابعون لغضب من أداء الأمين العام للحزب عبدالاله بنكيران الذي لم يخف بدوره تذمره من تعرضه للمضايقات من قبل قادة في الحزب، ملوحا بأنه قد يتخلى عن المسؤولية.

وكشفت صحيفة 'الأحداث المغربية' في عددها الأخير أن حزب 'البجيدي' "يعيش على وقع انقسام داخلي وقوده السخط المتنامي داخل البيجيديين ضد أمينهم العام".

ويبدو أن الوضع الراهن هو نتاج طبيعي للهزيمة الانتخابية الأخيرة التي أخرجت إسلاميي المغرب من الحكم من الباب الصغير بعد نحو 10 سنوات في السلطة.

ويعزو البعض الأزمة إلى قضية التحاق جامع المعتصم النائب الأول للأمين العام للحزب بمهمة لدى الحكومة قبل نحو شهر، لكن آخرون يعتقدون أن قضية المعتصم كانت القطرة التي أفاضت الكأس وكأن قادة في حزب العدالة والتنمية كانوا ينتظرون أمرا وازنا للدخول في مواجهة مع بنكيران المعروف بنهجه الصدامي.

وبالنسبة لتلويح بنكيران بتخليه عن الأمانة العامة للحزب، تقول مصادر إن الأمر لا يعدو كونه مجرد مناورة فقط لامتصاص غضب القواعد والقادة بعد فشل تلو آخر.

ويأخذ قادة من الحزب على بنكيران سوء إدارة الأزمة منذ النكسة الانتخابية وعدم قدرته على إعادة ترتيب البيت الداخلي بما يساعد على العودة للتموقع في المشهد السياسي المغربي من موقع قوة.

ومن ضمن الأخطاء التي يعيبها قادة في 'البجيدي' على بنكيران الاحتجاجات الاجتماعية التي حشد لها عبر ذراعه النقابي في الفترة الماضية والتي كشفت محدوديتها ضعف الحزب وتراجع تأثيره وعجزه حتى عن استقطاب قواعده لمؤازرته في أول مواجهة مع حكومة الليبرالي عزيز أخنوش.

بل إن الاحتجاج الذي جاء على خلاف ما كانت تتوقع الأمانة العامة للحزب، فجر خلافات بين أعضائها بسبب توقيته ومجازفة لم تكن محسوبة العواقب كان لها اثر حتمي على جهود ترميم الشروخ الداخلية واستعادة زمام المبادرة.

وتطرح في خضم التوترات الراهنة أسئلة حول ما إذا كانت الأزمة الصامتة في حزب العدالة والتنمية يمكن أن تؤدي في النهاية إلى تفككه أو إلى موجة انشقاقات أو استقالات تفاقم وضعه المتأزم.

ويرى محللون أن كل السيناريوهات واردة لكنهم استبعدوا مسألة تفكك الحزب، مشيرين إلى احتمال إعادة مراجعة أو استبعاد لبنكيران وهو أيضا أمر ليس بالهيّن نظرا لأن له جناح قوي داخل الحزب حتى حين كان خارجه بعد تولي سعدالدين العثماني (رئيس الحكومة السابق) في السنوات الماضية الأمانة العامة للبيجيدي. وكان العثماني قد تعرض لضغوط شديدة ومحاولة لعرقلة عمله من قبل جناح بنكيران.