أزمتا لبنان وتونس تثير قلق البنك الدولي
دبي - قال نائب رئيس البنك الدولي لشؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اليوم الثلاثاء، إن لبنان وتونس هما أكثر دولتين يشعر البنك بالقلق بشأنهما في المنطقة، تليهما مصر والأردن.
وتعاني تونس ولبنان من أزمة مالية طاحنة، بينما تنتظر كل منهما قرضا تمويليا من صندوق النقد الدولي في مسار يبدو متعثرا إلى حد الآن بسبب شروط فرضها الصندوق على الدولتين، في حين تعجز كل منهما على بلوغ الإصلاحات الاقتصادية المطلوبة وهي إصلاحات تشمل القطاع المصرفي والمالي ومنظومة الدعم.
وتخشى تونس على سبيل المثال من أن يشعل إلغاء الدعم الجبهة الاجتماعية المتوترة بطبعها بسبب ارتفاع معدل التضخم إلى ما يقرب من 10 بالمئة وموجة غلاء غير مسبوقة.
وارتفاع الأسعار إلى جانب نقص في المواد الأساسية في أسواق البلدين ناجم في جزء منه عن أزمة عالمية برزت منذ الأشهر الأولى لغزو روسيا لأوكرانيا وكلاهما من أكبر منتجي ومصدري الغذاء في العالم.
وقال فريد بلحاج لرويترز على هامش القمة العالمية للحكومات في دبي "لدينا عدد من عوامل القلق في تلك البلدان" من بينها مستويات الديون والتضخم المرتفع، مضيفا "دور الدولة في الاقتصاد بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشكل عام دائما ما يكون مبعث قلق بالنسبة لنا. هناك جزءا غير معلن من الدين العام"، في إشارة إلى ديون الشركات المملوكة للدولة.
وتابع "ندعو إلى الشفافية لأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها البدء في الإصلاح، ينبغي أن تكون الدفاتر واضحة"، مضيفا أن هناك حملة للإصلاح في تونس "تتحرك إلى الأمام، لكن بوتيرة أبطأ مما نرجو".
وأوضح أنه على الرغم من أن لبنان يعاني منذ فترة طويلة من ارتفاع مستويات الدين العام، إلا أن الأمر بات "مشكلة كبيرة". كما قال "الشعب يشعر بعبء الانهيار شبه الكامل للقطاع المالي"، مضيفا أن لبنان "من الأماكن التي تقض مضجعك بالفعل كما يقولون".
وقال بلحاج إن البنك الدولي خصص بالفعل 900 مليون دولار لمصر في السنة المالية الحالية التي تستمر حتى يونيو/حزيران وسوف "يرى كيف تسير الأمور... قد نخصص المزيد".
وأضاف أنه ستجري إحالة برنامج الشراكة مع مصر الذي يمتد عادة لخمس سنوات، إلى مجلس البنك الدولي في 21 مارس/آذار لإقراره.
وأعلنت القاهرة الأسبوع الماضي أنها تخطط لبيع حصص في 32 شركة حكومية على الأقل بحلول نهاية مارس/آذار 2024، وهو ما قال بلحاج إنه مهم، متحدثا عن الإصلاحات في المنطقة قائلا "إنها لا تصل إلى المدى الذي نريده لكني أراها... يتعطل التقدم قليلا أحيانا للأسف بسبب ما يحدث في العالم، لكن هذه هي سنّة الحياة".