أسطول نفطي ضخم مع السعودية في حرب الأسعار

شركة بحري تستأجر 19 ناقلة عملاقة لمواكبة الزيادة غير المسبوقة في صادرات النفط السعودي المتوقع أن تأتي بمزيد من الانخفاض في اسعار الخام.

نيويورك - استأجرت الشركة السعودية للنقل البحري "بحري" بصفة مؤقتة ما يصل إلى 19 ناقلة عملاقة هذا الأسبوع، منها ست من المنتظر أن تنقل حوالي 12 مليون برميل من الخام السعودي إلى الولايات المتحدة، وفقا لبيانات ومصادر، مع قيام الرياض بزيادة الشحنات في خضم حرب أسعار مع روسيا.
وقالت شركة النفط العملاقة أرامكو السعودية الثلاثاء إنها سترفع إمدادات النفط إلى مستوى قياسي عند 12.3 مليون برميل يوميا في أبريل/نيسان، وهو ما يزيد بمقدار 300 ألف برميل يوميا عن طاقتها الانتاجية القصوى.
وقالت مصادر بقطاع الشحن البحري إن جهود "بحري" لحجز ناقلات قادت نشاط السوق على مدار اليومين الماضيين وهو ما يساعد في ارتفاع حاد لأسعار الشحن للناقلات العملاقة والناقلات الضخمة.
والشحنات إلى الولايات المتحدة ستكون إيذانا بزيادة حادة مقارنة مع السنوات القليلة الماضية، عندما خفضت السعودية الانتاج بالتوازي مع منتجين كبار آخرين لدعم الأسعار بينما زادت الولايات المتحدة انتاجها من النفط الصخري إلى مستويات قياسية.
لكن السعودية خفضت يوم السبت أسعار خامها الى زبائنها حول العالم بعد أن فشلت منظمة أوبك في الوصول إلى اتفاق مع روسيا، ثاني أكبر منتج للنفط في العالم، لتعميق تخفيضات انتاجية تهدف لتعزيز الأسعار.

السعودية تشحن 431 الف برميل كل يوم الى الولايات المتحدة

وعلى مدار الأسابيع الأربعة الماضية، بلغ متوسط شحنات النفط السعودي إلى الولايات المتحدة 431 ألف برميل يوميا، وفقا لبيانات نشرتها إدارة معلومات الطاقة الاميركية الأربعاء.
وانضمت الإمارات إلي السعودية الأربعاء في التعهد بزيادة إنتاج الخام لمستويات قياسية في أبريل/نيسان لتتبنى الدولتان موقفا موحدا في المواجهة مع روسيا والتي تعصف بأسعار الخام العالمية.
وتوازي كميات النفط الإضافية التي ينوي الحليفان ضخها 3.6 بالمئة من الإمدادات العالمية وستدخل السوق في وقت من المتوقع أن ينكمش فيه الطلب العالمي على الوقود للمرة الأولى في عشر سنوات تقريبا بسبب تفشي فيروس كورونا.
وتأتي الزيادة غير المسبوقة في إمدادات الخام من جانب الرياض بعد انهيار المحادثات بين أوبك ومنتجين آخرين في مقدمتهم روسيا في إطار مجموعة أوبك+ والتي كانت تسعى لتمديد جهود مشتركة لتقليص الإمدادات بعد نهاية مارس/آذار.
وانتهى التعاون بين المنتجين في أوبك+ الذي استمر ثلاث سنوات يوم الجمعة بعدما رفضت موسكو دعم تخفيضات إنتاج أكبر لتعزيز الأسعار التي تضررت جراء تفشي فيروس كورونا.
وردت أوبك بإلغاء جميع القيود على إنتاجها. وهوت أسعار النفط بعد أن جدد هذا التطور المخاوف من تكرار انهيار الأسعار في 2014 عندما تنافست السعودية وروسيا على الحصص السوقية مع منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة التي لم تشارك مطلقا في اتفاق على قيود للإنتاج.