أسوان تحتفل بتعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني

الظاهرة الأهم من بين الظواهر الفلكية التي تشهدها معابد مقاصير قدماء المصريين.
رصد وتوثيق أكثر من 20 ظاهرة فلكية مصرية قديمة
عروض موسيقية وفلكلورية وزخم سياحي في أبوسمبل 

علي الرغم من الطقس البارد، والسماء الملبدة بالغيوم، تعامدت الشمس صباح الاثنين، علي وجه الملك رمسيس الثاني في معبده بمدينة أبوسمبل التاريخية، جنوبي محافظة أسوان، بصعيد مصر، في حضور أكثر ما ألف زائر من الأجانب والمصريين. 
وتحدث الظاهرة الفلكية الفريدة في يومي 22 من شهر أكتوبر/تشرين الأول، و22 من شهر فبراير/شباط في كل عام، ووفقا للدكتور أحمد عوض، الباحث المتخصص في رصد الظواهر الفلكية بالمعابد والمقاصير المصرية القديمة، فإن الظاهرة هي الأهم، من بين الظواهر الفلكية التي تشهدها معابد مقاصير قدماء المصريين في أسوان والأقصر والوادي الجديد وقنا وغيرها من محافظات مصر التاريخية. 
وبحسب عوض فإن فريقا بحثيا برئاسته، ضم أيمن أبوزيد، رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، والباحث الطيب عبدالله، تمكن من رصد وتوثيق أكثر من 20 ظاهرة فلكية مصرية قديمة، بينها ظواهر فلكية في معابد هابو، وحتشبسوت، وغيزيس وإدفو ودندرة، غيرها من معابد ومقاصير شيدها ملوك وملكات مصر القديمة، حيث تجري تلك الظواهر الفكلية بالتزامن مع أعياد واحتفالات دينية وشعبية. 
إلي ذلك أشاد رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، أيمن أبوزيد، بعودة الزخم السياحي، ومظاهر الإحتفالات إلي مدينة أبوسمبل، وبقية مدن محافظة أسوان، التي تعد أحد مقاصد السياحة الثقافية في مصر، وذلك في مناسبة تعامد الشمس علي قدس أقداس معبد أبوسمبل، ووجه الملك رمسيس الثاني، مؤكدا على أن كل الفعاليات جرت وسط التزام باشتراطات الوقاية من جائحة كورونا. 
وكانت وزارة السياحة المصرية، قد أعلنت في بيان، عن إقامة عرض موسيقي لأحد الفرق الدنماركية الشهيرة، مساء الاثنين، أمام معبد أبوسمبل، احتفالا بالظاهرة الفلكية الفريدة التي شهدها المعبد صباح اليوم. 
وقال الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، إن العرض تنظمه إحدى الشركات الفرنسية المتخصصة في إقامة الحفلات الموسيقية وبثها عبر منصاتها الرقمية. 
وأشار إلى أن هذه الشركة تعد أكبر منصة بث مباشر للموسيقي في العالم حيث يتجاوز عدد مشاهديها أكثر من 20 مليون مشاهد لكل بث، مؤكدا على أنه سيتم إقامة هذا العرض الموسيقى مع تطبيق كافة الاجراءات الاحترازية وضوابط السلامة الصحية المُتبعة في المتاحف والمواقع الأثرية. 
وأضاف بأن إقامة هذا العرض الفني الموسيقي أمام معبد أبو سمبل، يأتي فى إطار خطة الهيئة لجذب الفعاليات المتميزة كافة التي من شأنها أن تساهم في الترويج للمقاصد السياحية المصرية المختلفة والمتنوعة، خاصه في ظل تزامن هذا العرض الموسيقي مع الاحتفال بتعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني. 

وأوضح الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة لتنشيط السياحة، أنه في إطار إدراك الهيئة للمتغيرات التي فرضتها الظروف الحالية في ظل أزمة فيروس كورونا المستجد، والتي جعلت شرائح كبيرة من السائحين والراغبين في الاستمتاع بمشاهدة المحتوى الترفيهي والثقافي تتجه نحو المنصات الرقمية بأشكالها المختلفة، فقد أخذت الهيئة على عاتقها تعزيز وإثراء المحتوى الرقمي للمقاصد والمقومات السياحية المصرية لتحوذ على أنظار ومتابعات شرائح كبيرة من المتابعين ومواكبة التغيرات الجارية، وذلك من خلال جذب هذا النوع من العروض ومثيلتها وتقديم كافة أوجه الدعم والرعاية المناسبة لها، بما يمكنها من النجاح وإظهار صورة مصر السياحية  والحضارية بالصورة اللائقة بمصر كبلد سياحي مهم علي خريطة السياحه الدولية. 
وأما سلطات محافظة أسوان، فقد أشارت في بيان، إلى أنه وعلى الرغم من تداعيات جائحة كورونا ووقف العديد من الإحتفالات والمهرجانات في المناسبات المختلفة فأن الظاهرة الفريدة من نوعها، وهي تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني بمعبدي أبو سمبل تظل حدثا فلكيا عالميا يلقى اهتمام الجميع للإحتفال به مرتين في شهري فبراير/شباط وأكتوبر/تشرين الأول من كل عام، وأنه وفي هذا الإطار، فقد أعطى اللواء أشرف عطية محافظ أسوان توجيهاته بتوفير التسهيلات كافة لتنظيم فعاليات العروض الفلكلورية لفرق الفنون الشعبية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة بمختلف القصور والمواقع الثقافية لتقديم استعراضاتها المتنوعة خلال الفترة من 18 إلى 21 فبراير/شباط الجاري بمشاركة 12 فرقة للفنون الشعبية تضم فرق الحرية والوادي الجديد والإسماعيلية وشلاتين وسوهاج والنيل وبورسعيد وملوي والأقصر والشرقية، بالإضافة إلى فرقتي أسوان وتوشكي. 
وأشاد محافظ أسوان – بحسب البيان - بجهود وزارة الثقافة بقيادة الدكتورة إيناس عبدالدايم في نشر التنوير الثقافي، وإحياء التراثي والفني، مع خلق أجواء ترفيهية داخل المدن والقرى المصرية، وخاصة مع قيام الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الدكتور أحمد عواض بتقديم هذه العروض، مع الإلتزام بالإجراءات الإحترازية والوقائية لمجابهة إنتشار فيروس كورونا المستجد، لافتاً إلى أن مبادرة شتى في مصر والتي أطلقها الدكتور خالد العناني وزير السياحة والأثار من أسوان جاءت بثمارها وسط إرتفاع معدلات توافد الحركة السياحية الداخلية خلال الفترة الحالية مما ساهم في إنعاش صناعة السياحة داخل الفنادق الثابتة والعائمة، بجانب المطاعم والكافيهات والبازارات، بالإضافة إلى المواقع والمعالم السياحية والأثرية.
يذكر أن فرق الفنون الشعبية قدمت إستعراضاتها المختلفة خلال الفترة المحددة على خشبة المسرح الصيفى بأسوان، وأيضاً داخل قصور الثقافة بكركر وغرب أسوان ودراو وتوشكى وحسن فخر الدين وكلابشة ودهميت بنصر انوبة، بجانب كوم أمبو والرديسية والسباعية.