'أسود الاطلس' لحصاد قاري لما زرعته أكاديمية محمد السادس

تكشير المغرب عن أنيابه مبكرا في أمم افريقيا يترجم استثمارا بدأ قبل نحو 15 عاما في وضع أسس منتخب يتصدر المشهد الكروي العالمي.

أبيدجان - ترجم فوز المغرب رابع كأس العالم 2022 الاربعاء بسهولة على تنزانيا في الجولة الأولى من منافسات المجموعة السادسة لكأس أمم إفريقيا لكرة القدم في ساحل العاج، الدور الذي لعبته أكاديمية محمد السادس لكرة القدم المغرب في وضع  أسس منتخب يتصدر المشهد الكروي العالمي.

وبعد انجازه غير المسبوق في كأس العالم وتأهل فريق تحت 17 سنة لأول مرة في التاريخ إلى كأس العالم، وتأهل فريق تحت 23 سنة بالفعل إلى الألعاب الأولمبية، يبدو ان كبار "أسوط الاطلس" يسيرون بخطى واثقة في المحفل القاري.

رحلة بناء طويلة بدأت من أكاديمية محمد السادس

وأرجعت يومية "ويست فرانس" الانطلاقة المغربية القوية الى خمسة عشر عاما من الجهود التي بذلتها أكاديمية محمد السادس لكرة القدم والتي وضعت اسسا قوية لبناء منتخب ينافس الكبار عالميا وقاريا.

وذكرت وسيلة الإعلام الفرنسية في مقال على موقعها الإلكتروني أنه “منذ العام 2009، تقوم أكاديمية محمد السادس، الواقعة في سلا بالقرب من العاصمة الرباط، بتكوين اللاعبين المغاربة داخل بنيات تحتية تضاهي تلك التي تمتلكها أكبر الأندية في العالم".

بنيات تحتية تضاهي تلك التي تمتلكها أكبر الأندية في العالم

وأشارت الصحيفة إلى أن منشأة صقل المواهب هذه التي تم تدشينها سنة 2010، تتوفر على مجمع "حديث، بل ومتقدم على عصره"، ويوفر على الخصوص ملاعب كرة قدم عشبية واصطناعية وداخلية وحتى شاطئية، مضيفة أنه “مع مساحته البالغة 18 هكتارا” من الحداثة، تتملك الأكاديمية مرافق تضاهي المنشآت الأوروبية العملاقة.

وبالموزاة مع دورها في التكوين والتدريب، يتم دعم تعليم الشباب أيضا من قبل الأكاديمية وقطبيها المجهزين بعشرة فصول دراسية، يبرز المنبر الإعلامي.

ونقلت الصحيفة عن المدير التقني السابق للأكاديمية قوله إن “عددا قليلا جدا من الأندية التي توفر أماكن للإقامة. يأتي الأطفال للتدريب والعودة إلى منازلهم. كانت العائلات سعيدة جدا بتسليم أطفالها إلى مؤسسة كانت بالتأكيد في بداياتها، لكنها راهنت على المستقبل وليس على كرة القدم فحسب”.

وتقول صحيفة "ويست فرانس" إن الأكاديمية بدأت تؤتي ثمارها. لكن يظل أبرزها بدون شك هو نصف نهائي كأس العالم 2022، مضيفة أنه من بين 23 بطلا مغربيا، أربعة منهم تلقوا تكوينهم في أكاديمية محمد السادس، ضمنهم ثلاثة لاعبين رسميين (عز الدين أوناحي، رضا التكناوتي، يوسف النصيري ونايف أكرد).

وبالإضافة إلى تدريب اللاعبين المحليين، أظهرت الأكاديمية أيضا للمهاجرين المغاربة أن البلاد تتطور. وبفضل هذا البروز، تمكن المنتخب المغربي “من إقناع أشرف حكيمي، حكيم زياش، سفيان أمرابط، نصير مزراوي، سفيان بوفال وأمين حارث…” باللعب لأسود الأطلس، يؤكد ناصر لارغيت.

وأضاف "هنا حققنا خطوة فاصلة. لقد رأوا أن لدينا إمكانات كبيرة في البلاد الآن. أفضل اللاعبين المغاربة المولودين في أوروبا يتسابقون للعب مع منتخبات المغرب"، معتبرا أن هؤلاء النجوم الكبار الذين اختاروا المغرب قد خلقوا تأثيرا مفصليا.

وأوضحت الصحيفة أنه مؤخرا، اختار لاعبون آخرون من أصول مغربية أيضا بلدهم الأم على حساب بلدان ميلادهم، مثل أسامة العزوزي (المولود في هولندا) أو إلياس أخوماش (المولود في إسبانيا).

وأشارت إلى أنه إذا كان التأهل إلى الدور قبل النهائي لكأس العالم في قطر يتستأثر بكل الاهتمام، فهو ليس الإنجاز الوحيد الأخير لبلد يسير بخطى ثابتة.

وذكر المدير التقني السابق للأكاديمية "بتأهل فريق تحت 17 سنة لأول مرة في التاريخ إلى كأس العالم، وتأهل فريق تحت 23 سنة بالفعل إلى الألعاب الأولمبية".

وخلص لارغيت إلى القول “لقد حققنا نتائج على الساحة العالمية. وهذا يدفع اللاعبين إلى اختيار المغرب. اليوم، يقدم المغرب عرضا جيدا للغاية” و”كل هذا بدأ من الأكاديمية”.

وسجّل لاعب الشباب السعودي القائد رومان سايس (30)، ولاعب وسط مرسيليا الفرنسي عز الدين أوناحي (77) ومهاجم إشبيلية الإسباني يوسف النصيري (80) ثلاثية المغرب.

فوز مستحق

ونجا المغرب الاربعاء من كبوات الكبار أمام المنتخبات الصغيرة، كما حقّق الفوز الأول للعرب في البطولة، بعد تعادل مصر والجزائر وخسارة تونس وموريتانيا.

وخاض المنتخبان المباراة في ظروف مناخية صعبة اذ وصلت درجة الحرارة إلى 30 درجة مئوية، فيما قاربت نسبة الرطوبة 80 في المئة.

ولعبت تنزانيا منقوصة لأكثر من 20 دقيقة بعد طرد لاعب شاختار دونتيسك الاوكراني نوفاتوس ميروشي لتحصله على بطاقتين صفراوين للخشونة (70)، وهو ما استغله المغرب أحسن استغلال فزاد من غلته وأحرز هدفين.

ودفع المدرب وليد الركراكي بمحمد الشيبي بدلاً من يحيى عطية الله المصاب، وفضّل عبد الصمد الزلزولي على سفيان بوفال العائد إلى الملاعب مؤخراً بعد تعافيه من اصابة ابعدته نحو 3 أشهر.

وسيطر لاعبو "أسود الأطلس" على نسق المباراة منذ الدقيقة الأولى وحاصروا لاعبي "نجوم الأمة" في منطقتهم ومنعوهم من الخروج بالكرة بسهولة.

وكان لاعب غلطة سراي التركي حكيم زياش أنشط لاعبي المغرب ووزع الكرات على زملائه في أرجاء الملعب من دون خطورة كبيرة حتى الثلث الأخير من الشوط الأول.

وبعد كرة طويلة من زياش، هيّأ الجناح عبد الصمد الزلزولي الكرة برأسه لمهاجم إشبيلية الإسباني يوسف النصيري الذي أخفق في افتتاح التسجيل بعدما علت تسديدته العارضة (9).

ومن خطأ تحصل عليه بنفسه على حافة منطقة الجزاء، سدّد زياش ركلة حرة مباشرة بيسراه بقوة من فوق الحائط أبعدها حارس سيمبا عايشي سالوم مانيولا لكنّ المدافع سايس تابعها في الشباك (30).

وهو الهدف الثالث لسايس في 76 مباراة دولية.

يذكر ان "اسود الاطلس" يواجهون في الجولة المقبلة من كاس الامم، جمهورية الكونغو في 21 الشهر الحالي.

وردّاً على خوض المباراة المقبلة مع جمهورية الكونغو في الثانية ظهراً، قال أمرابط "خضنا مباراة وديّة في الثانية ظهراً وكانت صعبة جداً، ولكن علينا التأقلم مع ذلك".

وتابع "نريد أن نفوز وأن تفخر بنا جماهيرنا وأن نكافح حتّى آخر رمق".