'أسورا' يمثل أكبر إخفاق في تاريخ السينما الصينية

فشل تاريخي لفيلم صيني تفوق كلفته مئة مليون دولار، وايقاف عرضه بعد ثلاثة أيام فقط على خروجه إلى الصالات اثر تلقيه انتقادات قاسية.

بكين – شهدت السينما الصينية أكبر إخفاق في تاريخها، فقد أوقف عرض فيلم كلفته 112 مليون دولار بعد ثلاثة أيام فقط على خروجه إلى الصالات، بعد الانتقادات القاسية التي تلقاها.
وقدّم هذا الفيلم "أسورا" على أنه 100 % صيني، والأعلى كلفة في تاريخها..لكنه لم يحصد 7,3 ملايين دولار في صالات العرض، بعد بدء عرضه الجمعة.
والأحد، أعلن منتجوه سحبه من صالات العرض، وقالوا في تعليق على موقع التواصل الاجتماعي الصيني ويبو "لقد سحب الفيلم من الصالات، نقدّم اعتذارنا من كلّ الأشخاص الذين كانوا يرغبون في مشاهدته ولم تتح لهم الفرصة".
ولم يوضح المنتجون سبب قرارهم.
وكان أحد المنتجين توقّع في حزيران/يونيو ان يحصد الفيلم ثلاثة مليارات يوان (448 مليون دولار).

فيلم اسوارا
قصته تستند إلى أسطورة دينية بوذية

وتستند قصة هذا الفيلم إلى أسطورة دينية بوذية، وتتحدث عن مملكة متخيّلة يهدّدها انقلاب.
وقد استغرق إنتاجه ست سنوات، ورافقته حملة دعائية ضخمة.
لكن مستخدمي موقع "دوبان.كوم"، أكبر منتدى إلكتروني للنقد السينمائي في الصين، هاجموه كثيرا، ولم ينل سوى ثلاث درجات من أصل عشر.

فيلم اسوارا
رافقته حملة دعائية ضخمة

وكتب أحدهم "الحوارات من مستوى أطفال في سنّ الخامسة"، وتساءل آخر "ألم يمكن ممكنا أن تنتجوا فيلما أفضل في هذه السنوات الست؟".
ورحّب المستخدمون بقرار وقف عرضه.  
وعرفت السينما في الصين وجودا مبكرا فقد شهدت العروض السينمائية الأولى عام 1896، أما أول فيلم سينمائي فقد أنتج في الصين عام 1905، وكان فيلما تسجيليا، أما أول فيلم روائي درامي صيني فقد ظهر عام 1912.
وقد مرت السينما في الصين بالكثير من التقلّبات والمشاكل التي واكبت التطورات السياسية.
وتميزت السينما الصينية الجديدة أو الموجة النقدية في السينما الصينية بالجرأة السياسية وباهتمام مخرجيها بالعثور على جماليات جديدة في التعبير السينمائي، باستخدام الصور المجازية، والألوان، والتنقيب في التاريخ والأدب للعثور على نماذج تصلح للتعبير عن الهوية والثقافة الصينيتين.
للعام الثالث على التوالي كانت السينما الصينية هي السينما التي يحتفي بها مهرجان فينيسيا السينمائي في دورته الأخيرة في قسم خاص يحمل عنوان "التواصل مع التنين".
وبعد فينيسيا مباشرة حصل الفيلم الصيني الجديد "لست مدام بوفاري" على جائزة الاتحاد الدولي لنقاد السينما في مهرجان تورنتو السينمائي، ثم مضى الفيلم نفسه ليحصل على جائزة أحسن ممثلة لبطلته الممثلة الشهيرة فان بنغ بنج التي عرفت خارج الصين بدورها في فيلم "الرجال إكس"، بل ونال أيضا جائزة أحسن فيلم أي الجائزة الذهبية في مهرجان سان سباستيان ما يعتبر مؤشرا على عودة السينما الصينية بقوة إلى الساحة العالمية بعد فترة جمود طويلة.