أشهر شارع في تونس يستعيد عافيته بعد ساعات من التفجير

شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي يكتظ بالزوار من جديد والمتاجر والمقاهي تفتح أبوابها، في عودة طبيعية لنسق الحياة بعيد تفجير امراة ثلاثينية نفسها بقنبلة يدوية دون ان تخلف قتلى.
المفجرة استعملت قنبلة يدوية للتفجير وليس حزاما ناسفا
المفجرة حاصلة على شهادة جامعية في اللغة الانكليزية
ربما جرى استقطابها عبر الإنترنت
السلطات قلقة من متشددين يحتمون في ليبيا

تونس - بعد يوم من تفجير انتحاري هز قلب العاصمة التونسية، عادت الحياة إلى طبيعتها في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي، أشهر شارع في العاصمة التونسية، حيث اكتظ بزواره من جديد وأعادت المتاجر والمقاهي فتح أبوابها.

والاثنين فجرت امرأة عمرها 30 عاما نفسها وسط العاصمة في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي فأصابت 15 شخصا، بينهم عشرة من الشرطة، في تفجير كسر هدوءا مستمرا منذ ثلاث سنوات بعد هجمات متشددين قُتل فيها العشرات عام 2015.

وتونس، التي يعتمد اقتصادها بدرجة كبيرة على السياحة، تحت حالة طوارئ منذ نوفمبر/تشرين الثاني عام 2015 لكن الأمن تحسن منذ سلسلة هجمات مسلحة استهدفت السياح وأضرت بالقطاع الحيوي قبل ان يتعافى هذا العام.

وعقب التفجير أغلفت كل المقاهي والمتاجر بسرعة أبوابها الاثنين وانتشر المئات من قوات الشرطة التي وضعت الحواجز في الشوارع المؤدية لشارع الحبيب بورقيبة الذي يضم وزارة الداخلية وسفارة فرنسا وكنيس اضافة لمتاجر ومقاه.

وأصبح شارع الحبيب بورقيبة رمزا للثورة التونسية وكان نقطة تجمع لاحتجاجات أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي بعد أن حكم البلاد لفترة طويلة، وذلك في بداية انتفاضات "الربيع العربي" عام 2011.

ولم يدم اغلاق الشارع سوى ساعات الليلة الماضية ليستعيد اليوم نسقه بشكل عادي وفتحت المحلات والمتاجر واكتظت المقاهي بزوار كانوا جالسين على كراسيهم يحتسون القهوة على حافتي الشارع الرئيسي.

وقالت لمياء بن عمر التي كانت تجلس مع صديقة لها في مقهى "سنبقى هنا وسنواصل الحياة بشكل عادي.. سنهزم الارهابين وأعداء الحياة."

وأضافت "هذا الشارع هو رمز للثورة والحياة والتحدي.. لقد تحدينا هنا قبل سبع سنوات النظام الدكتاتوري وطردنا بن علي بعد مظاهرات حاشدة".

وجرى تنظيف مكان التفجير وكانت الحركة في شارع الحبيب بورقيبة تسير بشكل عادي وانتشرت دوريات أمنية في المكان وجرى تفتيش بعض المارة من حين لآخر بينما كان الناس يتوافدون على المتاجر.

وداخل احدى المتاجر قال رجل اسمه محمد بينما كان مع زوجته وابنته "نحن عدنا الى هنا لنواصل الحياة بشكل عادي. مثل هذا التفجير حصل في باريس ولندن وعاد الوضع".

وتونس من الديمقراطيات القليلة في العالم العربي، وهي الدولة الوحيدة التي أطاحت بحاكم مستبد قضى فترة طويلة في السلطة خلال انتفاضات الربيع العربي عام 2011 دون أن يتسبب ذلك في اضطرابات واسعة النطاق أو حرب أهلية.

وشهدت تونس منذ ذلك الحين انتقالا ديمقراطيا للسلطة وأجرت انتخابات حرة وضمنت الحقوق الأساسية في دستور جديد. لكن الاضطرابات وهجمات المتشددين أبعدت المستثمرين مما زاد حدة أزمة اقتصادية ناجمة عن عجز مزمن في الميزانية.

ولم تعلن حتى الان أي جهة مسؤوليتها عن تفجير الاثنين الذي نفذته امرأة تدعى مني قبلة وعمرها ثلاثين عاما وفقا لمصادر أمنية.

وقال مصدر ان المفجرة استعملت قنبلة يدوية للتفجير وليس حزام ناسف مضيفا أنها تسكن في منطقة ريفية تابعة لمحافظة المهدية الساحلية.

والمفجرة ايضا حاصلة على شهادة جامعية في اللغة الانكليزية ولم يُعرف عنها أي علامات للتشدد الديني.

لكن عائلتها قالت لوسائل إعلام محلية انه ربما جرى استقطابها عبر الإنترنت.

وقُتل 21 شخصا عام 2015 خلال احتجاز رهائن في متحف باردو الوطني في العاصمة التونسية، وقتل مسلح 38 شخصا في منتجع سوسة السياحي كما قُتل ايضا 12 من الحرس الرئاسي بعد أن فجر متشدد نفسه في حافلة للحرس الرئاسي في نفس العام. وفي العام التالي حاول المتشددون السيطرة على بلدة بن قردان قرب الحدود مع ليبيا.

ولم تقع هجمات بهذا الحجم منذ ذلك الحين، لكن الاقتصاد لا يزال مضطربا ويساور السلطات القلق من المتشددين الذين يحتمون في ليبيا.