أصوات تنادي بتحقيق مستقل في انفجار مرفأ بيروت

المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان يشدد على ضرورة قيام المجتمع الدولي بزيادة مساعدته لبنان من خلال الاستجابة السريعة والمشاركة المستمرة.
لبنان يواجه مأساة ثلاثية متقلبا بين محن اقتصادية وصحية وسياسية
مخاوف من أن لا يستجيب التحقيق الداخلي لمعايير النزاهة والشفافية

جنيف - تتعالى الكثير من الأصوات منذ انفجار مرفأ بيروت مساء الثلاثاء الماضي لكشف ملابسات الحادث ومحاسبة الجناة أو المسؤولين إذا كان الأمر يتعلق بالإهمال، إلا أن أكثر الدعوات إلحاحا تلك المتعلقة بفتح تحقيق مستقل ونزيه، وسط مطالبات بتحقيق دولي لا محلي لاعتبارات منها مخاوف من أن لا يتماشى أي تحقيق داخلي مع معايير الشفافية والصدقية.

وكان رؤساء حكومات سابقون من ضمنهم سعد الحريري قد دعوا إلى إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية أو عربية لتحديد أسباب انفجار مرفأ بيروت الذي وصفوه بـ"النكبة"، فيما كان الشارع يردد هتافات وشعارات تطالب بنصب المشانق للمسؤولين في السلطة.  

وصدرت أحدث دعوة في هذا السياق عن مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان اليوم الجمعة، التي طالبت من جهتها بفتح تحقيق مستقل في انفجار مرفأ بيروت، مشددة على "ضرورة الاستجابة لدعوات الضحايا للمسائلة".

وجاء ذلك على في تصريحات للمتحدث باسم المفوضية روبرت كولفيل شدد فيها على ضرورة قيام المجتمع الدولي بـ"زيادة" مساعدته لبنان من خلال الاستجابة السريعة والمشاركة المستمرة.

وأوضح أن لبنان يواجه "مأساة ثلاثية" متمثلة بأزمة اقتصادية اجتماعية وكورونا وانفجار نترات الأمونيوم الذي هز العاصمة بيروت مساء الثلاثاء. الماضي

كما دعا كولفيل إلى احترام الفقراء والفئات الأكثر ضعفا أثناء إعادة بناء بيروت ولبنان، حاثا القادة اللبنانيين على "التغلب على الجمود السياسي ومعالجة مظالم السكان"، في إشارة إلى احتجاجات الشعبية التي اندلعت في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.

وعقد رؤساء الحكومات السابقون: سعد الحريري ونجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام، اجتماعا في منزل الحريري وسط بيروت على اثر الانفجار الدموي.

ودعا المجتمعون في بيان تلاه السنيورة "الأمم المتحدة أو الجامعة العربية إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية أو عربية من قضاة ومحققين يتمتعون بالنزاهة والحرفية والحيادية لمباشرة مهامهم في كشف ملابسات وأسباب ما جرى".

ووعد كل من الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الوزراء حسان دياب بمحاسبة المسؤولين عن هذه الكارثة وأعلنت الحكومة بعد يوم من الانفجار عن إجراء تحقيق يستغرق خمسة أيام.

وطالب رؤساء الحكومات السابقون "الأجهزة الموجودة في المرفأ بالتعاون للحفاظ على مسرح الجريمة"، مشددين على أنه "لا خيمة (حصانة) على أحد وكلّ من تثبت مسؤوليّته يجب أن يخضع للمحاسبة".

ووصفوا الانفجار بـ"الرهيب وغير المسبوق"، معتبرين أن "هذه النكبة أدت إلى انهيار كبير في ثقة اللبنانيين بالحكومة".

وعادة ما تُستخدم لفظة "النكبة" للإشارة إلى قيام إسرائيل عام 1948، على أراض فلسطينية محتلة.

وتتولى حكومة دياب السلطة منذ 11 فبراير/شباط الماضي، خلفا لحكومة سعد الحريري التي استقالت في 29 أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي تحت ضغط احتجاجات شعبية مستمرة ترفع مطالب اقتصادية وسياسية.

وقالوا إن "بيروت الصامدة ما زالت تعاني منذ أكثر من عقود من سلاسل لا ‏تنتهي من التدمير والتنكيل لتُنكب اليوم من جديد بنكبة ما بعدها نكبة والتي كان بالإمكان تفاديها ‏لولا فقدان القيادة والتبصر والإرادة".

وخلف الانفجار بمرفأ بيروت 154 قتيلا وأكثر من 5 آلاف جريح ومئات المفقودين والمشردين، إضافة إلى خسائر مادية باهظة قدرت بين 10 إلى 15 مليار دولار، بحسب تصريحات رسمية.