أطباء لبنانيون يتنفسون الصعداء بنجاح أول عملية زرع رئة بالمنطقة

بعد شهر من التدخل الجراحي، مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت يعلن عن عودة مريضة خضعت لزرع رئوي الى حياتها الطبيعية بعدما كانت قاب قوسين من الموت بسبب معاناتها من المراحل النهائية للتليف الكيسي.
المريضة تسترجع قدرتها على المشي والتحدث

بيروت - تنفس الثلاثاء أطباء لبنانيون الصعداء مع تيقنهم من نجاح نجاح أول عملية زرع رئة في لبنان والمنطقة.

وكشف مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت عن نجاح العملية شهرا من اجرائها، في انجاز يعزز موقع قطاع الطب في البلاد على الخارطة العالمية.

والعملية خضعت لها مريضة تبلغ 42 عاما بعدما كانت حياتها مهددة.

وعانت المريضة من التليف الكيسي في مراحله النهائية، ما أجبرها على ملازمة منزلها خلال العامين المنصرمين والإعتماد على علاج الأوكسجين التكميلي.

وأجرى العملية المساعد في قسم جراحة القلب والصدر الدكتور جميل برجي وعاونه رئيس قسم جراحة القلب والصدر الدكتور بيار صفير، وتطلب نجاحها مشاركة فريق متعدد التخصّصات في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت تضمن اختصاصيين في التخدير، أمراض الرئة، قسم المناعة، قسم الصيدلة وعلاج الأمراض المعدية.

وقالت المريضة بعد الجراحة انها "لم أعد قادرة على الحديث او المشي او الوقوف، كنت شبه متوفاة بسبب توقف الرئتين بشكل تام. لا يمكن ان أصف ما مررت به اليوم انكتبلي عمر جديد".

وبعد انقضاء اسابيع على العملية أصبحت "الناجية من الموت" قادرة على المشي والتحدث واسترجاع التفاصيل اليومية الصغيرة التي تُشكّل بالنسبة اليها كل حياتها.

وأكد الدكتور برجي "أننا نسعى جاهدين في المركز الطبي لتوفير آخر العلاجات والإجراءات الجراحية لكل الحالات المرضية، ومنها الحالات الأكثر تعقيداً".

واضاف "يعتبر إجراء أول عملية زرع رئة في لبنان إنجازاً عظيماً للمركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت وهو ما من شأنه أن يفتح آفاقاً جديدةً إقليمياً تسهل الوصول إلى هذا المستوى المتخصص من الرعاية. ويهدف هذا الإجراء المتطور إلى تشجيع التبرع بالأعضاء وهو أمر حيوي بالنسبة لهذا النوع من الحالات".

من جهته أكد وزير الصحة غسان حاصباني في مؤتمره الصحافي في مركز الجامعة الأميركية انه "بالرغم من المصاعب التي يواجهها لبنان في الأصعدة كافة نجحنا في إنجاز حدث مهم وإيجابي بنجاح اول عملية زرع رئة في لبنان والمنطقة"، مضيفاً "انتظرنا انتهاء كل المراحل والتأكد من نجاحها واليوم نلتمس حقيقة هذا النجاح الكامل".

وأشار وزير الصحة الى ان "هذا الانجاز هو بمثابة دليل على ان قطاعنا الصحي معافى ومتطور جداً، لذلك أتمنى عليكم تسليط الضوء على نجاحات اللبنانيين الذين قرروا البقاء في لبنان لتحقيق هذه الإنجازات الطبية عوض السفر الى الخارج. وفي النهاية تظهر هذه الإنجازات صورة لبنان الحقيقي والعلمية والطبية والحضارية الناجحة".