أعين العلماء تتفتح على 'أفضل' كوكب مرشّح للحياة في الكون

فلكيون يرصدون للمرة الأولى بخار ماء في الغلاف الجوي لكوكب يقع في المنطقة الصالحة للعيش من نجمه، أكبر بمرتين من الأرض وأضخم منها بثماني مرات.
'كيبلر' صفحة جديدة في البحث عن مؤشّرات للحياة خارج المجموعة الشمسية
الكوكب الشبيه بالارض على بعد 110 سنوات ضوئية عن المجموعة الشمسية
مؤلّف من السيليكات، كما الأرض والمريخ والزهرة، والجليد
يتمتّع بغلاف جوي فيه بخار ماء
لا جدّ قريب ولا جدّ بعيد من مصدر الحرارة ما يعطي حرارة تساوي تقريبا تلك السائدة على الأرض

باريس - رصد علماء فلك للمرة الأولى بخار ماء في الغلاف الجوي لكوكب يقع "في المنطقة الصالحة للعيش" من نجمه، فاتحين صفحة جديدة في البحث عن مؤشّرات للحياة خارج المجموعة الشمسية.

ولا تزال المعلومات المتوفّرة حول هذا الكوكب البعيد الواقع خارج النظام الشمسي على بعد مليارات الكيلومترات من الأرض قليلة جدّا، لكن أبحاث العلماء بشأنه واعدة جدّا وتجعل منه "أفضل مرشّح" للبحث عن مؤشّرات للحياة في الكون.

وقال أنغيلوس تسياراس من جامعة كولدج لندن القيّم على هذه الدراسة التي نشرت الأربعاء في مجلّة "نيتشر أسترونومي" إن "العثور على مياه في بيئة صالحة للعيش خارج الأرض شيّق جدّا… وهو يقرّبنا من الجواب على سؤال أساسي ألا وهو: هل الأرض فريدة من نوعها؟".

وقالت جوفانا تينيتي التي شاركت أيضا في هذه الدراسة في تصريحات إن "البيانات التي جمعها التلسكوب الفضائي هابل أظهرت لنا أن الكوكب يتمتّع بغلاف جوي وأن هذا الأخير فيه بخار ماء. وهما عنصران إيجابيان جدّا من عناصر القابلية للعيش".

وبالاستناد إلى البيانات التي جمعها "هابل" في 2016 و2017، طوّر الباحثون خوارزميات لتحليل الضوء الذي يعبر الغلاف الجوي. وكشفت النتائج عن البصمة الجزئية لبخار الماء، بحسب ما جاء في بيان صدر عن جامعة كولدج لندن.

كما أن الكوكب يقع في "المنطقة الصالحة للعيش" من نجمه، أي أنه لا جدّ قريب ولا جدّ بعيد من مصدر الحرارة هذا، بل في موقع مناسب من حيث درجة الحرارة لتشكّل مياه سائلة ولنموّ الحياة بالشكل الذي نعهده. وهي حرارة تساوي تقريبا تلك السائدة على الأرض.

أول الغيث

في العام 2015، اكتشف التلسكوب الفضائي الأميركي "كيبلر" هذا الكوكب الذي أطلق عليه اسم "كاي2-18بي" والذي يدور حول نجم صغير أحمر يحمل اسم "كاي2-18" في كوكبة الأسد، على بعد 110 سنوات ضوئية عن المجموعة الشمسية، علما أن السنة الضوئية الواحدة توازي 9460 مليار كيلومتر.

وهذا الكوكب أكبر بمرتين من الأرض وأضخم منها بثماني مرات. ويرجّح أن يكون مؤلّفا من السيليكات (كما الأرض والمريخ والزهرة) والجليد.

وقبل بضعة عقود، كانت فكرة العثور على كواكب صالحة للعيش وحتّى على مياه في غلافها الجوي مجرّد ضرب من الخيال. لكن الطريق لا يزال طويلا قبل معرفة إن كنّا وحيدين في هذا الكون.

ويعوّل علماء الفلك كثيرا على الجيل الجديد من التلسكوبات، مثل "تيس" للناسا و"جيمس ويب سبايس تلسكوب"، لمساعدتهم على حلّ هذا اللغز.

ورجّح إنغو والدمان الذي شارك في هذه الأبحاث "كتشاف المزيد من الكواكب المماثلة في العقدين المقبلين. وهذا الكوكب هو في أغلب الظنّ الأول من سلسلة طويلة من الكواكب الصالحة للعيش".

ولا تزال مغامرة "كاي2-18بي" في بداياتها ولا يزال ينبغي تحديد كمية بخار الماء المتواجد في الغلاف الجوي والبحث عن آثار للأكسجين والأوزون والكيمياء الحيوية.

ولفتت جوفانا تينيني إلى أن "الكوكب الوحيد الذي نعرفه حتّى الساعة حيث تنمو الحياة هو الأرض، لكن ذلك لا يعني أن كلّ كوكب صالح للعيش ينبغي أن يكون مثلها".