أفغانستان تشهد الأسبوع الأكثر دموية منذ 19 عاما

عناصر طالبان نفذت الأسبوع الماضي 422 هجوما في 32 محافظة، ما أدى إلى مقتل 291 عنصرا من قوات الأمن وإصابة 550 آخرين بجروح.
الأمم المتحدة تتهم كابول وطالبان بتعمد استهداف القطاع الصحي

كابول – قتلت حركة طالبان 291 عنصرا على الأقل من قوات الأمن الأفغانية خلال الأسبوع الماضي، حسب ما أعلن مسؤول حكومي كبير الإثنين متهما المتمردين بإطلاق موجة من أعمال العنف قبل محادثات محتملة.

ويأتي هذا بعد نحو أربعة أشهر من اتفاق السلام بالدوحة بين طالبان وواشنطن، تعهدت من خلال الحركة وقف هجماتها في أفغانستان والتراجع عن دعم التنظيمات الإرهابية الملحة مقابل سحب الولايات المتحدة قواتها من الأراضي الأفغانية.

والتزمت الولايات المتحدة بموجب الاتفاق بخفض عديد قواتها من 12 ألفا إلى 8600 بحلول منتصف يوليو/تموز.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأفغاني جاويد فيصل، إن الأسبوع الماضي كان "الأكثر دموية" في 19 عاما من النزاع.

ونفذت طالبان 422 هجوما في 32 محافظة خلال الأسبوع الماضي، ما أدى إلى مقتل 291 عنصرا من قوات الأمن وإصابة 550 آخرين بجروح، وفق ما كتب فيصل على تويتر.

وأضاف أن "التزام طالبان بخفض العنف لا قيمة له، وأفعالهم تتعارض مع أقوالهم عن السلام". ورفضت طالبان الأرقام الحكومية الأخيرة.

وقال المتحدث باسم الحركة في أفغانستان ذبيح الله مجاهد، إن "العدو يسعى للإضرار بعملية السلام والمحادثات الداخلية الأفغانية بنشره مثل تلك التقارير الزائفة"، مضيفا "حصلت بعض الهجمات الأسبوع الماضي لكنها كانت دفاعية بمعظمها".

وتراجعت وتيرة أعمال العنف في معظم أنحاء أفغانستان منذ إعلان طالبان وقفا لإطلاق النار لثلاثة أيام في 24 مايو/أيار بمناسبة عيد الفطر، لكن المسؤولين اتهموا المتمردين بتكثيف الهجمات في الأسابيع الماضية.

وتأتي اتهامات الحكومة في وقت أشارت كابول وطالبان إلى اقترابهما من بدء محادثات سلام طال انتظارها.

وتعهد الرئيس أشرف غني إتمام عملية إطلاق سراح السجناء من طالبان، وهو شرط أساسي لبدء مفاوضات سلام مع المتمردين وطي صفحة قرابة عقدين من النزاع.

لا سلام في أفغانستان رغم إفراج الحكومة عن سجناء طالبان
لا سلام في أفغانستان رغم إفراج الحكومة عن سجناء طالبان

وقد أطلقت السلطات بالفعل سراح نحو 3 آلاف سجين من طالبان، وتعتزم إطلاق سراح ألفين آخرين بموجب الاتفاق الموقع بين المتمردين وواشنطن في فبراير/شباط.

وقالت طالبان إنها على استعداد لبدء محادثات سلام لكن فقط بعد إطلاق سراح الألفي عنصر المتبقين.

واتهمت الأمم المتحدة الأحد حركة طالبان وقوات الأمن الأفغانية بشن هجمات "متعمدة" على العاملين في قطاع الرعاية الصحية ومنشآته، في وقت تكافح البلاد انتشار فيروس كورونا.

وقالت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (أوناما) إنها سجلت 12 هجوما بين 11 مارس/آذار و 23 مايو/أيار ضد منشآت الرعاية الصحية والعاملين فيها.

ونُسبت ثماني هجمات لطالبان، في حين كانت القوات الأفغانية مسؤولة عن ثلاث.

ولم تتبن أي جهة حتى الآن الهجوم المروّع على مستشفى للتوليد في كابول في 12 أيار/مايو.

وقالت ديبورا ليونز رئيسة البعثة في بيان "في وقت تزداد فيه الحاجة لاستجابة طبية طارئة لحماية كل حياة في أفغانستان، قامت كل من طالبان وقوات الأمن الوطنية الأفغانية بشن أعمال عنف متعمدة قوضت عمليات الرعاية الصحية".

وأسفر الهجوم على جناح التوليد في مستشفى دشت ايبارشي في كابول عن مقتل 25 شخصا، بينهم 16 أما، وفقا لمنظمة "أطباء بلا حدود".

وأعلنت المنظمة الأسبوع الماضي إنها ستنسحب من المستشفى خشية حصول هجمات مشابهة في المستقبل.

وقالت بعثة الأمم المتحدة إن القوات الأفغانية شنت غارة جوية خارج عيادة في ولاية قندز الشمالية في مايو/أيار مستهدفة سيارة تقل مقاتلين جرحى من طالبان.

وأضافت أن الغارة أدت إلى مقتل العديد من عناصر طالبان لكنها أيضا أودت بمدنيين.

وفي واقعة أخرى، قالت بعثة الأمم المتحدة إن الجنود الأفغان هددوا بإطلاق النار على أطباء في مستشفى عام في ولاية ننغارهار الشرقية رفضوا غسل جثة جندي.

كما اتهمت البعثة القوات الوطنية بنهب إمدادات طبية من شاحنات مخصصة لعيادة في ولاية بلخ.

ويأتي هذا التقرير في وقت تشهد أفغانستان تزايد الإصابات بفيروس كورونا، بحيث سجلت حتى الآن 28833 إصابة مؤكدة و581 وفاة.

وقالت فيونا فرايزر مسؤولة حقوق الإنسان في بعثة الأمم المتحدة، إن "شن هجمات متعمدة على قطاع الرعاية الصحية في ظل انتشار كوفيد-19، وفي فترة يتم فيها استنفار جميع الموارد الصحية التي تشكل أهمية بالغة للسكان المدنيين، أمر يستوجب الشجب".