"أفكار أبوظبي" يؤكد تغليب مبدأ التعاون على مبدأ الحماية

مشاركة حاشدة لأبرز العقول الملهمة الإماراتية والعالمية، وكوكبة من صنّاع القرار، وأبرز الشخصيات والجهات إبداعاً في عالم الإبتكار وصناعة الأفكار.
الحوارات والنقاشات دارت حول التحديات التي تواجه النظام العالمي الحالي، وشهدت الجلسات مداخلات قيّمة
استعراض الفرص والتحديات الناتجة عن النمو الهائل في عالم الاتصال بالإنترنت
تبادل الآراء والتفاعل مع نقاط الحديث التي تمحورت حول حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية

اختتمت مؤخراً فعاليات النسخة الثالثة من منتدى "أفكار أبوظبي 2019"، والذي استضافته العاصمة الإماراتية على مدى يومي 27 و28 مارس/آذار 2019، وشهد مشاركة حاشدة لأبرز العقول الملهمة الإماراتية والعالمية، وكوكبة من صنّاع القرار، وأبرز الشخصيات والجهات إبداعاً في عالم الإبتكار وصناعة الأفكار، والذين خاضوا حوارات مفعمة بالحيوية حول التحديات الأكثر إلحاحاً التي يواجهها العالم اليوم، وأبرز الأفكار التي تسهم في تغيير عالمناً إلى الأفضل. 
وأقيمت لقاءات المنتدى في حرم جامعة نيويوك أبوظبي، بجزيرة السعديات، وشهدت حضور أكثر من 300 من كبار الشخصيات في الدولة، والمسؤولين الحكوميين، وممثلي الجهات الرسمية، وخبراء عالميين ومحليين.  
وافتتح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح أعمال اليوم الأول من المنتدى حيث تمت مناقشة التحدي الأول والذي جاءت جلساته الحوارية تحت عنوان "من النظام العالمي الجديد إلى لا شيء؟ التطور والأزمات في العلاقات الدولية"، ودارت الحوارات والنقاشات حول التحديات التي تواجه النظام العالمي الحالي، وشهدت الجلسات مداخلات قيّمة طرح أفكارها العديد من الشخصيات المؤثرة في عالم اليوم، من بينهم د. أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، وغوردن براون، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، وماتيو رنزي، رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق.
وأتاحت الجلسات لكل من المتحدثين والحضور من الجمهور فرصة تبادل الآراء والتفاعل مع نقاط الحديث والتي تمحورت حول حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وتغليب مبدأ التعاون على مبدأ الحماية، وأهمية تشجيع المبادرات التعليمية لمكافحة الشعبوية، والخطوات التي يتوجب على العالم العربي اتخاذها لمواكبة تطورات السرد الاجتماعي والاقتصادي العالمي.

وأقيمت جلسات التحدي الثاني، تحت عنوان "الدماغ: إماطة اللثام عن الغموض"، وقاد حواراتها متحدثون من بينهم الدكتورة ماري لو جيبسن، المؤسس، والرئيس التنفيذي لشركة "أوبن ووتر"، ودانيال تاميت، زميل الجمعية الملكية للفنون بلندن، ود. فيليب ألفيدا، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "برين ووركس". وسلطت الجلسات الضوء على القوى الاستثنائية الكامنة للدماغ البشري، وإمكانية تطوير صور عالية الجودة ومنخفضة التكلفة للنظام العصبي، بالإضافة إلى مناقشة إمكانية دمج قدرات الدماغ مع الذكاء الاصطناعي.  
وفي ثاني أيام منتدى أفكار أبوظبي، تمت مناقشة التحدي الثالث تحت عنوان "الفضاء الإلكتروني: هل أصبح ساحة الحرب الجديدة؟"، حيث تم استعراض الفرص والتحديات الناتجة عن النمو الهائل في عالم الاتصال بالإنترنت. وأدار الحوار، نيك طومسون، رئيس تحرير مجلة "وايرد"، وشارك في الجلسات الحوارية كل من كيفن متنيك، أشهر مخترق أنظمة في العالم، وتوماس إيلفز، الرئيس الإستوني السابق، وبيستي كوبر، مديرة السياسة في معهد أسبن، والأدميرال مايك روجرز، المدير السابق لوكالة الأمن الوطني الأميركية. وفيما تركزت الحوارات على أهمية الحاجة إلى وجود المزيد من الأمن لكل من الأشخاص والمؤسسات، ناقشت الجلسات أيضاً القضايا الأخلاقية حول آلات التحكم الذاتي، ونقاط الضعف السيبرانية ومخاطرها على الأمن القومي للدول، والدعوة المتكررة لعدم تجاهل العنصر البشري عند التفكير في الأمن السيبراني. 

واختتمت فعاليات المنتدى بعقد جلسات التحدي الرابع والتي جاءت تحت عنوان "أسرع، وأبعد، للجميع؟ مستقبل النقل والمواصلات"، وشهدت الجلسات مشاركة مجموعة من خبراء النقل من بينهم أمين طوفاني، الرئيس التنفيذي لشركة "تي لابس"، ورئيس قسم المالية والاقتصاد في جامعة "سينغولاريتي"، وجوش غيغل، الشريك المؤسس والمدير التقني لشركة "فيرجن هايبرلوب ون"، وفيك كاشوريا، الرئيس التنفيذي لشركة "سبايك إيروسبيس" لصناعة الطائرات، بالإضافة إلى جلسة قادت حواراتها لوسي هاوكينج، الكاتبة والمؤلفة، وابنة العالم الراحل ستيفن هاوكينج، والتي قدمت أفكارها حول التقنيات المتطورة ومن بينها الهايبرلووب، والرحلات الجوية فائقة السرعة، ووسائل النقل في هذه الحقبة من الزمن، كما قدمت للحضور لمحات حول التجارب المتعمقة التي خاضها والدها حول الثقوب السوداء.  
وضمن برنامج الزمالة الخاص بأفكار أبوظبي الملقب بـ "برنامج الزملاء الاستثنائيين"، شهدت جلسات المنتدى مشاركة 10 من قادة المستقبل الإماراتيين، والذين تركزت مشاركتهم حول تشجيع الشباب وتفعيل دورهم في صياغة شكل المستقبل، وتم منحهم إمكانية حضور جميع جلسات المنتدى. ويشارك في برنامج الزملاء الاستثنائيين الذي يقام بالشراكة مع المؤسسة الاتحادية للشباب نخبة من العقول الشابة اللامعة والواعدة، من بينهم عبدالله الهاشمي، الذي يعمل ضمن فريق المراسم والتشريفات في اللوفر أبوظبي، والطالبة العنود الشامسي، وجواهر الحبسي المتدربة في السلك الدبلوماسي، والذين تم منحهم فرصة التفاعل مع كبار الشخصيات المؤثرة التي شاركت في جلسات المنتدى. 
وعلى مدار اليومين، استقبل منتدى أفكار أبوظبي الجمهور بفعاليات مهرجانية وأنشطة تفاعلية، من بينها سباق للسيارات يتم التحكم فيها بواسطة إشارات المخ، وورش عمل الفن الياباني لقص الورق، وجدار جرافيتي رقمي. كما أتيحت للزوار فرصة حضور مجموعة متنوعة من الجلسات الحوارية التي قاد حواراتها آنتوني غيفين المخرج الحائز على جائزة الأوسكار، والبروفسور خوسيه ديل آر ميلان، رئيس مؤسسة ديفيتيك، المعهد الاتحادي للتكنولوجيا في لوزان، كما شهد البرنامج الجماهيري إقامة حفلات موسيقية أحياها النجم دانيال صايغ الحائز على لقب برنامج "أربس جوت تالنت"، وعازف العود أحمد الشيبة، والمايسترو الأردنية دينا رابادي، والفنان الخليجي عيسى المرزوق. 
تستضيف "تمكين" منتدى أفكار أبوظبي، وهي مؤسسة تقدم مشاريع لتحقيق رؤية أبوظبي في التطور القائم على المعرفة من أجل إثراء المشهد الاجتماعي والثقافي والتعليمي في الإمارة، وذلك بالتعاون مع معهد أسبن، وهو مؤسسة تُعنى بالدراسات التعليمية والسياسية وتتخذ من العاصمة واشنطن مقراً لها.