أفلام عالمية تعود للتصوير في الأردن بعد رفع إغلاقات كورونا

تضاريس المملكة المتنوعة تجذب صناع فيلم كوري يحمل عنوان 'المفاوضات' لتصوير أحداث مقتبسة عن قصة حقيقية حدثت في العام 2007 عندما تم اختطاف 23 كوريا في أفغانستان.
عشرات الأفلام السينمائية العالمية تم تصويرها في الأردن لطبيعته الآمنة
'لورانس العرب' كان باكورة الأفلام المصورة في الأردن عام 1962
أغلب الأفلام المصورة في الأردن استفادت من البيئة المدهشة لصحراء وادي رم

عمان - وصل إلى الأردن فريق فيلم كوري يحمل عنوان "المفاوضات" استعدادا للتصوير  المقرر في أغسطس/آب المقبل.
ومنذ العام 1962 حين تجول بيتر أوتول في صحراء وادي رم جنوب الأردن على حصانه في فيلم "لورنس أوف إيريبيا"، وحتى مات دايمون وهو يقود مركبته الفضائية وسط تضاريس الصحراء التي تشبه سطح المريخ في "ذي مارشان" عام 2015، تجذب المملكة المعروفة بتنوعها الجغرافي صناع السينما العالمية.
الفيلم الكوري الذي سيصور في الاردن يأتي في قالب روائي طويل ويروي أحداثا لقصة حقيقية حدثت في العام 2007 عندما تم اختطاف 23 كوريّا في أفغانستان، وهو من إخراج صانعة الأفلام الشهيرة في السينما الكورية الحديثة يم سون-ري، وبطولة ممثلين كوريين بارزين أمثال هوانغ يونغ- مين وهيون بن.
ووصل صناع الفيلم إلى عمان في الخامس من يوليو/تموز الجاري بعد أن أرجأ تصوير العمل في مارس/آذار الماضي بسبب انتشار فيروس كورونا وبدء حظر التنقل والسفر في كافة بلدان العالم.
ومن المقرر أن يلتزم فريق "المفاوضات بكل اجراءات الوقاية والسلامة التي أعلنت عنها الهيئة الملكية الأردنية للأفلام في يونيو/حزيران الماضي، في دليل خاص بقطاع المرئي والمسموع يوضح تدابير الوقاية الصحية التي تضمن بيئة عمل آمنة مع مراعاة التدابير الصحية المتبعة في الأردن.

وبحسب وسائل الإعلام الأردنية، أوضح مهند البكري مدير عام الهيئة الملكية للأفلام قائلا: "نظرا للوضع الصحي العالمي الراهن، إنّ عودة مثل هذا الإنتاج الضخم للتصوير في الأردن دليل على أنّ المملكة مستعدة وآمنة بما يكفي لفتح باب التصوير من جديد".
وأضاف "نعتزّ بأن الأردن اليوم من ضمن عدد قليل من البلدان التي تم استئناف نشاط القطاع المرئي والمسموع فيها وفق منظومة واضحة من إجراءات السلامة".
الأردن وجهة للسينما العالمية
استقبل الأردن تصوير بعض أشهر الافلام العالمية وكانت النسخة التاسعة من سلسلة "ستار وورز" التي خرج عرضها الى الصالات في ديسمبر/كانون الاول 2019، آخر فيلم هوليوودي صوّرت مشاهد كثيرة منه في الأردن حيث تمّ عام 2003 تأسيس الهيئة الملكية الأردنية للأفلام والتي تقدم التسهيلات والمساعدات التقنية والادارية والفنية للإنتاج السينمائي بهدف تشجيعه على اختيار الأردن.
وتشتهر المملكة بتضاريسها المتنوعة التي تلفت صناع الافلام فقد تمّ تصوير أفلام في مدينة مأدبا (32 كلم جنوب عمان) التي فيها بيوت قديمة، على أنها اليونان، وفي صحراء وادي رم ( 300 كلم جنوب عمان) على أنه كوكب المريخ، وفي الأزرق (120 كلم شرق عمان) التي تشتهر بمسطحاتها المائية، على أنها شرق آسيا.
وصوّرت في البلد الآمن عشرات الأفلام السينمائية العالمية، بينها مشاهد لا تنسى لهاريسون فورد وهو يمرّ عبر كهوف البتراء القديمة التي تستقطب ملايين السياح سنويا، في "إنديانا جونز أند ذي لاست كروسيد" (1989).

الأردن اليوم من ضمن عدد قليل من البلدان التي تم استئناف نشاط القطاع المرئي والمسموع فيها وفق منظومة واضحة من إجراءات السلامة

وكانت باكورة الأفلام المصورة في الأردن "لورانس العرب"، ورسخت في الأذهان صور الممثل بيتر أوتول الذي جسّد دور الضابط البريطاني توماس إدوار لورنس الذي ساعد العرب في حربهم لتحرير الجزيرة العربية من الحكم العثماني، وهو يقوم في صحراء الأردن بتفجير قطار ينقل جنودا أتراكا بينما يرتدي الملابس التقليدية العربية ويقف الى جانبه الممثل أنطوني كوين.
ورُشّح فيلم "لورنس العرب" لعشر جوائز أوسكار فاز بسبعة منها.
وصورت مشاهد من فيلم "علاء الدين" في الاردن، والذي أعلن رسميا عن انطلاقه في مؤتمر صحافي في عمان في 13 مايو/أيار 2019، والذي قال عنه النجم ويل سميث بطل الفيلم "عندما هبطنا في الأردن فجأة، بدأت تتجسد فينا مشاعر الشخصيات. لمجرد أن تمشي في المكان تتأمل ما حولك، تتقمص الشخصية التي تؤديها. بالنسبة لي كان الأمر مذهلاً للغاية".
وكان الأردن أيضا مسرحا لتصوير أفلام عدة حول حرب العراق منها "هيرت لوكر" في 2008 لكاثرين بيجلو والذي حصل على جائزتي أوسكار لأفضل فيلم وأفضل ممثل وتم تصويره في عمان ومأدبا. وصوّرت في منطقة قريبة من البحر الميت مشاهد من فيلم "زيرو دارك ثيرتي" في 2012، ويتحدث عن آخر 100 ساعة في حياة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
يذكر أن الهيئة الملكية الأردنية للأفلام تقدم الكثير من الحوافز لصناع أفلام السينما بدءا من تسهيل الحصول على تأشيرات الدخول الى المملكة وتوفير مواقع تصوير، مرورا بالممثلين والكومبارس.
ووضعت الهيئة برنامجا لدعم الأفلام من أجل تحفيز المنتجين الأجانب على المجيء إلى الأردن تقدّم من خلاله تحفيزات ضريبية تعيد بموجبها ما بين عشرة الى 25 في المئة من نفقات كلفة الفيلم في المملكة، الى المنتجين، بحسب البكري.
وتقوم شركات إنتاج محلية أردنية بتوفير كل أنواع الدعم الفني واللوجستي والتنسيق مع الكوادر الفنية المحلية المتخصصة من مصورين ومهندسي صوت.