أقدم حزب معارض في الجزائر يقاطع انتخابات الرئاسة

جبهة القوى الاشتراكية تدعو الى مقاطعة الانتخابات باعتبار أن المشاركة تعني توفير واجهة ديمقراطية لمرشح النظام.
حركة مجتمع السلم ترشح رئيسها لمنافسة بوتفليقة

الجزائر - أعلن أعرق أحزاب المعارضة في الجزائر "جبهة القوى الاشتراكية" الجمعة أنّه لن يقدّم مرشّحاً إلى الانتخابات الرئاسية المقرّرة في 18 نيسان/أبريل، ودعا إلى مقاطعة عمليات الاقتراع، في حين أعلنت حركة مجتمع السلم، وهي أكبر حزب إسلامي في الجزائر، ترشيح رئيسها عبدالرزاق مقري رسمياً للانتخابات.
وفي القرار الذي اعتمده مجلسها الوطني، اعتبرت جبهة القوى الاشتراكية "أنّ شروط إجراء انتخابات ديمقراطية حرّة ونزيهة وشفافة ليست متوفرة".
وأكّدت الجبهة، وهي أقدم حزب معارض في الجزائر، أنّها لن تقدّم مرشّحاً ولن تدعم أيّ مرشّح آخر "لأنّ المشاركة لا تعني سوى توفير واجهة ديمقراطية لاقتراع محسوم مسبقاً لصالح مرشح النظام".
ودعت الجبهة إلى "مقاطعة هذا الاقتراع، كون أصوات المواطنين فيه لا تقدّم ولا تؤخّر في النتيجة النهائية للسباق".
وتنتهي في 28 نيسان/أبريل المقبل الولاية الرابعة لبوتفليقة (81 عاما) الذي يستخدم كرسيًا متحرّكًا منذ إصابته بجلطة دماغيّة في العام 2013.

أصوات المواطنين لا تقدّم ولا تؤخّر في النتيجة النهائية للسباق

ومنذ ذلك الحين، لم يهدأ الجدل حول الوضع الصحي للرئيس الذي يمسك بالسلطة منذ ابريل/نيسان 1999.
وقد أفقدته الجلطة الدماغية القدرة على الحركة، غير انه واصل الحكم حيث يظهر نادرا في التلفزيون الرسمي خلال استقبال ضيوف أجانب أو ترؤس اجتماعات لكبار المسؤولين، إلى جانب رسائل لمواطنيه في المناسبات الوطنية والدينية.
لكنه تغيّب لفترات طويلة عن الظهور أو حتى استقبال شخصيات دولية كان آخرها ولي العهد السعودي الأمي محمد بن سلمان والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وذلك لأسباب صحيّة.
وعلى الرغم من وضعه الصحّي وتقدّمه في السنّ، يدعوه معسكره منذ أشهر إلى الترشّح لولاية رئاسيّة خامسة. لكنّ بوتفليقة الذي نادرًا ما يظهر في العلن منذ إصابته بالجلطة، لم يكشف بعد أيّ قرار في هذا الشأن.
وفي الانتخابات الرئاسية السابقة عام 2014، قدّم بوتفليقة ترشيحه في الأيام الأخيرة قبل انتهاء المهلة.
 وقالت حركة مجتمع السلم (حمس) ان "مجلس شورى الحركة قرر ليلة الجمعة-السبت وبالإجماع المشاركة في الانتخابات الرئاسية برئيسها مقري".
ويعد مقري ثاني شخصية إسلامية تعلن دخول السباق رسميا بعد الوزير الأسبق عبد القادر بن قرينة رئيس حركة البناء الوطني وهو حزب أسسه قبل سنوات قليلة قياديون منشقون عن "حمس".

مقري ثاني شخصية اسلامية تترشح للسباق الرئاسي
مقري ثاني شخصية اسلامية تترشح للسباق الرئاسي

وأعلن رئيس الحكومة الجزائرية الأسبق علي بن فليس الاسبوع الماضي وهو أيضا أحد أقطاب المعارضة في الجزائر، عزمه على خوض سباق الرئاسة.
وكان بن فليس أبرز منافس للرئيس بوتفليقة في انتخابات 2014، وحل ثانيا بنسبة 12 بالمائة من الأصوات وقام بتأسيس حزب "طلائع الحريات" في نفس العام.
ومنذ فتح باب الترشح السبت، أعلن الجنرال المتقاعد علي غديري (64 سنة) عزمه خوض السباق الرئاسي، إضافة للناشط السياسي الجزائري المقيم بفرنسا رشيد نكاز (47 عاما).
وكان عبدالعزيز بلعيد رئيس جبهة المستقبل (وسط) أعلن اعتزامه الترشح للسباق قبل أسابيع وسبق أن شارك في اقتراع العام 2014 وحصد نسبة 3 بالمائة من الأصوات.
وبموجب القانون، سيكون لدى المرشّحين المحتملين حتّى 4 آذار/مارس للتسجيل لدى المحكمة الدستوريّة.