أقل نمو للاقتصاد التركي منذ عشر سنوات

الاقتصاد التركي يسجل انكماشا عند ثلاثة بالمئة العام الماضي وسط إصرار اردوغان على سياساته الاقتصادية مع اقتراب الانتخابات البلدية.
انكماش الناتج المحلي الإجمالي في الربع الرابع من السنة الماضية بـ2.4 بالمئة
شملت ميزانية تركيا لعام 2018 زيادة الإنفاق الدفاعي بسبب الانخراط في الحرب السورية

أنقرة - أفادت بيانات رسمية الاثنين أن الاقتصاد التركي انكمش ثلاثة بالمئة على أساس سنوي في الربع الأخير من 2018، مقارنة مع انكماش بنسبة 2.7 بالمئة.

ومع مرور العملة التركية بأزمة أفقدتها 30 بالمئة من قيمتها العام الماضي، نما الاقتصاد 2.6 بالمئة في 2018 بأكمله، وهو أقل نمو منذ 2009. وكان الاستطلاع توقع نموا نسبته 2.55 بالمئة.

وأظهرت بيانات معهد الإحصاء التركي انكماش الناتج المحلي الإجمالي في الربع الرابع بعد التعديل في ضوء العوامل الموسمية والتقويم 2.4 بالمئة مقارنة بالربع السابق. وأظهرت الأرقام أن الاقتصاد نما 1.8 بالمئة على أساس سنوي في الربع الثالث، متجاوزا التقدير الأولي البالغ 1.6 بالمئة.

واشارت البيانات أن معدل البطالة في تركيا بلغ 11.6 بالمئة في الفترة من سبتمبر/ أيلول إلى نوفمبر/تشرين الثاني وارتفاعا من 11.4 بالمئة بين أغسطس/آب وأكتوبر/تشرين الأول.

وبلغ معدل البطالة غير الزراعية 13.6 بالمئة في المتوسط في الفترة بين سبتمبر/أيلول ونوفمبر/تشرين الثاني وفقا للأرقام، مقارنة مع 13.5 بالمئة بين أغسطس/آب وأكتوبر/تشرين الأول.

ويأتي نشر هذه البيانات فيما الحملة لانتخابات 31 آذار/مارس البلدية في ذروتها. ومن شأن هذه الأرقام أن تضر بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ظلّ الاهتمام البالغ للأتراك بحالة الاقتصاد.

وأكد وزير المالية برات البيرق على تويتر أن "الأسوأ بات خلفنا"، عازياً هذه الأرقام السيئة إلى "المضاربات" وتباطؤ الاقتصاد العالمي.

وهبطت الليرة التركية الجمعة مواصلة تراجعها بفعل مخاوف بشأن تدهور محتمل في العلاقات مع واشنطن بسبب اتجاه أنقرة نحو شراء أنظمة الدفاع الصاروخي إس-400 من روسيا.

وانخفضت الليرة التركية إلى 5.4780 ليرة للدولار بحلول الساعة 07:18 بتوقيت غرينتش، مقارنة مع 5.4583 ليرة للدولار الخميس.

وقال الرئيس التركي  الأربعاء إن بلاده لن تتراجع أبدا عن اتفاقها لشراء أنظمة إس-400 من روسيا، مضيفا أنها قد تبحث أنظمة إس-500 في وقت لاحق أيضا.

وبلغ عجز الميزانية في تركيا نحو 13 مليار دولار خلال العام 2017. وشملت ميزانية تركيا لعام 2018 زيادة الإنفاق الدفاعي نظرا لتحديات أنقرة العسكرية وانخراطها في الحرب السورية.

العملة التركية
انخفاض الليرة التركية بسبب الخلاف مع واشنطن حول شراء منظومة اس-400 الروسية

وانخفضت الليرة التركية مقابل الدولار في يناير/كانون الثاني، وذلك فور أن حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أن الولايات المتحدة ستدمر تركيا اقتصاديا إذا هاجمت أنقرة مقاتلين أكرادا في سوريا تدعمهم واشنطن.

وبدأت المخاوف في الشارع التركي من حصول تدهور سريع للعملة التركية، على غرار ما حدث إبّان أزمة احتجاز أنقرة للقس الأميركي أندرو برانسون.

وهدد ترامب تركيا بالدمار الاقتصادي إذا هاجمت المقاتلين الأكراد المتحالفين مع الولايات المتحدة في سوريا، مما حفز أنقرة التي صدمتها تحذيرات الرئيس الأميركي، على الرد محذرة من خطأ فادح، وتسبب ذلك في تراجع فوري بقيمة العملة التركية.

وتوترت العلاقات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي بسبب دعم الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها تركيا امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يشن حملة مسلحة منذ عشرات السنين في الأراضي التركية.

واندلعت أزمة دبلوماسية بين البلدين العام الماضي عندما فرض ترامب عقوبات على وزيرين تركيين ورفع الرسوم الجمركية على صادرات المعادن التركية، وهو ما ساهم في انخفاض قيمة الليرة التركية إلى مستوى غير مسبوق في أغسطس/اب.