أكاديمية الشعر العربي بالسعودية تعيد الروح للشعر المسرحي

الأمير خالد الفيصل عن الشاعر الأمير عبد الله الفيصل: إنه شخصية علم، ورِفقة قلم وأنشودة نغم ونشوة شمم. 
مسرحية "الرئيس ابن سينا" توضح أخلاقيات الشيخ الرئيس ومسار حياته التي تعرّض فيها لمواقف متباينة
مسرحية "الشيخ الرئيس" يقدم فيها الشاعر تجربة فنية وإنسانية بالغة الرهافة والإمتاع
هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تناول الطبيب ابن سينا مسرحيا
توثيق تجربة الأمير عبدالله الفيصل الشعرية عبر عدد من الدراسات والإصدارات

أعرب الشاعر المصري الدكتور فوزي خضر عن سعادته بحصوله على جائزة الأمير عبدالله الفيصل العالمية للشعر العربي (فرع الشعر المسرحي) وقيمتها 300 ألف ريال سعودي، وقد تسلم الجائزة من الأمير خالد الفيصل (مستشار خادم الحرمين الشريفين، وأمير منطقة مكة المكرمة) رئيس مجلس أمناء أكاديمية الشعر العربي بجامعة الطائف التي تنظم تلك الجائزة الوليدة في سياق جوائزنا العربية الكبيرة.
وإلى جانب فوزي خضر، فاز الشاعر محمد عبدالباري (من السودان) بجائزة التجربة الشعرية وقيمتها 500 ألف ريال سعودي، كما فاز الشاعر كريم العراقي (من العراق) بجائزة القصيدة المغناة وقيمتها 200 ألف ريال سعودي.
وأقيم حفل توزيع الجوائز مساء الأربعاء 30 أكتوبر/تشرين الأول في مدينة جدة، بحضور شخصيات أدبية وثقافية بارزة على المستوى العربي، وبحضور أمراء سعوديين وأبناء الشاعر الأمير الراحل عبدالله الفيصل، ونائب أمير منطقة مكة المكرمة الأمير بدر بن سلطان بن عبدالعزيز.
وقال الأمير خالد الفيصل في كلمته: "التحية لجميع الحضور والتهنئة للفائزين، والتقدير لأكاديمية الشعر العربي بجامعة الطائف. إنه شخصية علم، ورِفقة قلم وأنشودة نغم ونشوة شمم. إنه عبدالله الفيصل وكفى وخير الكلام ما وفى". ثم كرّم كلا من الأمير محمد العبدالله الفيصل، والشيخة الدكتورة سعاد الصباح، والدكتور عبدالله المعطاني وأحمد عيد، لإسهاماتهم في توثيق تجربة الأمير عبدالله الفيصل الشعرية عبر عدد من الدراسات والإصدارات. 

Abdullah Al - Faisal Award
شهادة استحقاق

كما دشَّن الفيصل تقرير حالة الشعر العربي، الذي يغطي الوطن العربي بأكمله، وأهداه للمكتبة العربية، والذي يتناول قضايا الشعر العربي بين الواقع والمأمول، وحالة الشعر العربي الراهنة، والشعر العربي في المشهد العالمي، وقد شارك في إعداده 30 باحثاً، وبلغ إجمالي عدد صفحاته قرابة 900 صفحة.
وأطلق أمير منطقة مكة الموسم الثاني لجائزة الأمير عبدالله الفيصل، والذي استُحدث فيه فرع جديد للجائزة، بقيمة نصف مليون ريال، مخصص للطلاب والطالبات السعوديين في المرحلتين الثانوية والبكالوريوس تشجيعاً وتحفيزاً لهم، على أن يمنح الفائز الأول 300 ألف ريال، والثاني 200 ألف ريال، ليصبح إجمالي قيمة الجائزة في فروعها الأربعة مليوناً ونصف مليون ريال.
وتخلل الحفل عمل غنائي أعقبه عمل نثري عن حياة الأمير عبدالله الفيصل الأدبية.
كما تحدث كل من مدير جامعة الطائف الأستاذ الدكتور سعد الزهراني، ومدير جائزة الأمير عبدالله الفيصل العالمية للشعر العربي الدكتور منصور الحارثي.
وفي تصريح له قال فوزي خضر إن الجائزة تحمل اسم شاعر عربي كبير كان له أثره المشهود في الساحة العربية حيث عرفه الشعراء والأدباء والنقاد، وشهد له الكبار أمثال الدكتور طه حسين وغيره، وعرفته الشعوب العربية من خلال قصائده التي تغنى بها كبار المطربين والمطربات أمثال: أم كلثوم وعبدالحليم حافظ وطلال مداح ومحمد عبده وغيرهم.
وعن الجائزة قال خضر: هي جائزة نظمتها أكاديمية الشعر العربي بجامعة الطائف فحملت الصفة الأكاديمية والصفة الشعرية وهو حلم كل شاعر أن يتم فوزه من خلال مصدر أكاديمي وشعري في الوقت نفسه.
وأضاف: للجائزة أهميتها في المشهد الثقافي العربي لأنها جائزة كبرى تحفز الشعراء على الترشح لها، وتسهم في مزيد من الاهتمام بالشعر الذي يستقطب اهتمام الإنسان العربي فيرقى بذوقه وثقافته ويبعده عن الغثاء الذي يهجم على الإحساس الفني الجمالي للمتلقي.
وعن مسيرته في مجال المسرح، والمسرح الشعري، قال فوزي خضر: انطلقت في مجال المسرح الشعري منذ زمن بعيد، فقد عرضت لي مسرحية شعرية بعنوان "الأسطورة" في قصر ثقافة الحرية بالإسكندرية في عام 1972 من إخراج سعد الدسوقي، وامتدت مسيرة التأليف المسرحي، ففازت مسرحيتي "ضربة عصا" بالمركز الثاني على مستوى البلاد العربية عام 1994 وتم عرضها على مسرح جامعة الملك سعود بالرياض في شهر فبراير/شباط عام 1995 وكانت من إخراج حسن بن طارة. وعرض لي أوبريت "صفحة جديدة" على مسرح مركز الإسكندرية للإبداع في شهر يوليو/ تموز 2002، وفي القلعة بالقاهرة في شهر أغسطس/آب من إخراج أشرف دسوقي، ثم عرضت لي مسرحية "الشوكة" على مسرح كلية المعلمين بالطائف، وعلى مسرح كلية المعلمين بالمدينة المنورة عام 2006 من إخراج أحمد كامل عبدالفتاح. ثم طبعت لي مسرحية "الشيخ الرئيس ابن سينا" منذ بضع سنوات وكان لها شرف الفوز بجائزة الأمير عبدالله الفيصل العالمية للشعر العربي فرع الشعر المسرحي.
وعن المسرحية الفائزة "الشيخ الرئيس ابن سينا" قال الشاعر د. فوزي خضر إن المسرحية تتناول حياة ابن سينا رئيس الأطباء في عصره، كما تلقى الضوء على إنجازاته الطبية والعلمية من خلال نسيج درامي يعتمد على تصاعد المواقف والحوادث في المسرحية بأسلوب شعري مشوِّق يهتم بجماليات الشعر من ناحية والحوار السريع المتدفق بين الشخصيات حيث توضح المسرحية أخلاقيات الشيخ الرئيس ومسار حياته التي تعرّض فيها لمواقف متباينة حيث كان في فترة وزيرا، وفي فترة سجينا، وفي فترة هاربا بين البلاد، فحياته توفر للكاتب قدرا كبيرا من الدرامية، يضاف إلى كل ذلك إن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تناول الطبيب ابن سينا مسرحيا. 

Abdullah Al - Faisal Award
الجائزة الوليدة في سياق جوائزنا العربية الكبيرة

ومن ناحية أخرى رأت لجنة تحكيم هذا الفرع من الجائزة أن المسرحية الشعرية "الشيخ الرئيس" يقدم فيها الشاعر تجربة فنية وإنسانية بالغة الرهافة والإمتاع بما يدعم من إمكانات الشعر العربي وتطوره ويساعد في تحقيق الإضافة الثرية في هذا النوع الجمالي.
وقال الشاعر المصري السماح عبدالله تعليقا على فوز خضر بالجائزة "إن المسرح الشعري في زماننا هذا يكاد يكون فنا منقرضا، فلا منتجو المسرح يلتفتون إليه، ولا الممثلون يحسنون نطق الكلام المموسق اللغوي، ولا ناشرو الكتب يفضلون نشره، وأخشى أن يأتي علينا زمان تصبح فيه المسرحية الشعرية كالمقامة فنا مندثرا".
لا شك أن جائزة الأمير عبدالله الفيصل العالمية سوف تحفز الشعراء على الالتفات للمسرح الشعري، ومن هنا سوف يكون لها دورها البارز في إعادة الروح وضخ الدماء الجديدة في مجال الشعر المسرحي.
أما عن جائزة الأمير عبدالله الفيصل العالمية للشعر العربي فهي جائزة أدبية منشؤها سعودي، وجهتها عربية عالمية، وتستهدف تقدير المبدعين والمبدعات العرب المتميزين في مجال الشعر العربي الفصيح الأصيل بنيةً، المتجدد فكرا ورؤيةً، أطلقها الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة من خلال جامعة الطائف ممثلة في أكاديمية الشعر العربي. 
وتهدف الجائزة إلى الحفاظ على اللغة العربية الفصحى، ونشر الشعر العربي الفصيح على نطاق واسع عربيا وعالميا، وإحياء ذكرى الشاعر الكبير الأمير عبدالله الفيصل، وإبرازها في موقعها الذي يليق بتجربته الرائدة في سياقات ثقافتنا العربية المعاصرة، ودعم حركات التجديد الشعرية التي تمثل امتدادا أصيلا للعريق من نتاجنا الشعري شكلا ومضمونا، وتقدير الإبداع الشعري، وتكريم مبدعيه البارزين، والإسهام في الحضارة الإنسانية من خلال رفدها بالمميز في معالجاته وابتكارا من منجزنا الشعري العربي المعاصر، وإحياء فن المسرح الشعري وإثراء الساحة الفنية به مجددا، والارتقاء بمستوى الشعر الغنائي في مجال الشعر الفصيح. وتبلغ القيمة الإجمالية في فروعها الثلاثة (الشعر، الشعر المسرحي، القصيدة المغناة) مليون ريال سعودي.