أكثر من دليل على تواطؤ بين حملة ترامب وروسيا

بعد أن اخترق الروس لأجهزة الكمبيوتر الخاصة بحملة هيلاري كلينتون الرئاسية، حصلت حملة دونالد ترامب على العديد من العروض المباشرة من موسكو بما "يلطخ" صورة منافسته الديمقراطية.

مئات الوثائق تشير إلى اتصالات مكثفة بين الروس وحملة ترامب الرئاسية
تحقيق مولر يضيّق الخناق على الرئيس الأميركي

واشنطن - سئل الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 11 يناير/كانون الثاني 2017 في أول مؤتمر صحافي له بعد فوزه المفاجئ في الانتخابات، "هل أجريتَ، أنت أو أي شخص في حملتك، أي اتصال مع روسيا قبل أو أثناء الحملة؟"، فكانت إجابته "لا، على الإطلاق".

لكن تقصي الحقائق الواردة في مئات الصفحات من الوثائق القضائية التي أعدها المحقق الخاص روبرت مولر يبين أن أعضاء كبارا في حملته الانتخابية وعائلته المباشرة كانت لهم اتصالات متكررة مع شخصيات روسية بشأن الأعمال والسياسة خلال معركته للوصول إلى البيت الأبيض في 2015 و2016.

ولدى المحققين سجلات من رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية والمكالمات الهاتفية والاجتماعات التي عقدت وجها لوجه وكلها تظهر اتصالات متكرّرة حتى عندما حسَّن تدخل موسكو الفعال في الانتخابات فرص ترامب في الفوز.

والسؤال المهم هو، هل كانت تلك مجرد أحداث أم كان بمثابة تواطؤ؟

ولم يوقف قرار ترامب الترشح في عام 2015 جهود مجموعته في الترويج لعلامتها التجارية في العاصمة الروسية. وفي الواقع، قام محاميه الشخصي مايكل كوهين وشريك أعماله منذ زمن طويل فيليكس ساتر بتكثيف تلك الجهود خلال النصف الأول من عام 2016.

وكانت اتصالاتهم تجري مع الجنرال السابق في الاستخبارات العسكرية الروسية إيفغيني شميكوف وديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وكانت لديهم اتصالات مع آخرين، ففي نوفمبر/تشرين الثاني 2015، عرَّفت ابنة ترامب إيفانكا المحامي كوهين على روسي له علاقات على مستوى عال وعد بـ"تعاون كبير" تجاري وسياسي بدعم من بوتين.

روبرت مولر يواصل يواجه ضغوطا شديدة لوقف التحقيق في تواطؤ حملة ترامب مع روسيا
روبرت مولر يواصل يواجه ضغوطا شديدة لوقف التحقيق في تواطؤ حملة ترامب مع روسيا

وكان لسيرغي كيسلياك السفير الروسي لدى واشنطن في ذلك الوقت العديد من الاتصالات مع الحملة، ففي أبريل/نيسان 2016، جلس في الصف الأمامي في فعالية بسيطة للمحافظين في واشنطن تحدث خلالها ترامب. وصافح صهره جاريد كوشنر وتحدث مع السيناتور جيف سيشنز الذي قاد فريق السياسة الخارجية للحملة ثم عينه ترامب وزيرا للعدل.

والتقى كيلسياك وسيشنز مرة أخرى في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في يوليو/تموز، ثم عقدا لقاء خاصا في مكتب سيشنز في سبتمبر/ أيلول 2016.

وبعد الانتخابات وقبل تنصيب ترامب، التقى كيسلياك وكان على اتصال هاتفي منتظم مع كوشنر ومستشار الأمن القومي مايكل فلين.

والتقى الثلاثة في برج ترامب في مانهاتن في 1 ديسمبر/كانون الأول 2016، وطوال الشهر ناقشوا "القنوات الخلفية" للاتصالات وسبل تخفيف العقوبات الأميركية على روسيا.

والروسي الذي وعد كوهين بتعاون تجاري وسياسي في نوفمبر/تشرين الثاني 2015 اقترح كذلك ترتيب لقاء بين بوتين وترامب. ولم يكن الوحيد.

وفي أوائل عام 2016، اتصل أحد أعضاء الحزب الجمهوري الذي كان على صلة بالمسؤول السياسي رفيع المستوى ألكسندر تورشين، بمسؤول كبير في الحملة هو ريك ديربورن، عارضا ترتيب لقاء بين ترامب وبوتين.

وبعد ذلك بوقت قصير، حضر تورشين المؤتمر السنوي لكارتل الأسلحة الأميركي في لويسفيل في كنتاكي حيث تواصل مع ابن ترامب دونالد جونيور.

وفي نفس الوقت تقريبا، تحدث جورج بابادوبولوس مستشار السياسة الخارجية للحملة، مع أشخاص فهم أن لديهم اتصالات مهمة في موسكو اقترحوا ترتيب لقاء بين ترامب وبوتين.

وبعد أن اخترق الروس أجهزة الكمبيوتر الخاصة بحملة هيلاري كلينتون، حصلت حملة ترامب على العديد من العروض المباشرة لعرض "ما يلطخ" صورة منافسته.

وفي مايو/أيار 2016، اتصل مستشارا الحملة مايكل كابوتو وروجر ستون بروسي يُدعى هنري غرينبرغ عرض بيع معلومات تضر بصورة هيلاري كلينتون. وبالمثل، أخبر الروسي الذي تواصل معه بابادوبولوس أن لدى الكرملين وثائق من شأنها أن تلحق الأذى بكلينتون.

وفي 9 يونيو/حزيران 2016، التقى كوشنر ورئيس الحملة بول مانافورت ودونالد ترامب جونيور مع محامية روسية في برج ترامب عرضت معلومات من شأنها أن تسبب الأذى لحملة كلينتون.

ورتب ترامب الأصغر اللقاء مع نجم البوب إمين أغالاروف وهو ابن شريك تجاري سابق لشركة ترامب في روسيا.

عائلة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في قلب التحقيق بسبب تضارب المصالح
عائلة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في قلب التحقيق بسبب تضارب المصالح

وكانت لدى مانافورت اتصالات مع الروس ناشئة عن عمله طيلة عشر سنوات في أوكرانيا. وخلال الحملة، قدم للثري أوليغ ديريباسكا ملخصات عن الوضع السياسي الأميركي، وتواصل معه أحيانا عن طريق روسي آخر يعرفه ويشتبه في أنه عضو جهاز المخابرات كونستانتين كيليمنيك.

وفي هذه الأثناء كان مكتب التحقيقات الفدرالي يراقب المصرفي البريطاني كارتر بيج الذي قدم استشارة للحملة في الأشهر الأولى من انطلاقها للاشتباه بأنه كان على اتصال مع المخابرات الروسية.

وزار بيج موسكو خلال عام 2016، حيث التقى أكاديميين ومسؤولين بمن فيهم نائب رئيس الوزراء أركادي دفوركوفيتش.

وسعى مستشار الحملة ستون إلى الاتصال بشخصية وهمية تحمل اسم "غوسيفر 2.0" على الإنترنت ومجموعة الشفافية "ويكيليكس" التي استخدمتها المخابرات الروسية لتسريب وثائق تم اختراقها للحزب الديمقراطي تضر بهيلاري كلينتون منافسة ترامب.

والتقى إريك برينس، المستشار المستقل لترامب الذي يدير شركة أمنية في 11 يناير/كانون الثاني 2017 في سيشيل مع مدير صندوق روسي قوي. وتفيد تقارير بأنهما ناقشا استحداث قناة غير رسمية بين ترامب والكرملين.