بوادر نكسة للإسلاميين ومنظومة الحكم في رئاسيات تونس
تونس - أحدث المرشح المستقل قيس سعيد المفاجأة في الانتخابات الرئاسية التونسية بمروره للدور الثاني إلى جانب مرشح حزب قلب تونس نبيل القروي الموقوف في السجن على ذمة التحقيق في قضايا تهرب ضريبي وتبييض أموال، بحسب نتائج استطلاعات للرأي نشرت عقب غلق مراكز الاقتراع التي أظهرت نكسة كبيرة للإسلاميين ومنظومة الحكم ممثلة في المترشحين عبدالكريم الزبيدي ومهدي جمعة ويوسف الشاهد وأيضا عبدالفتاح مورو عضو حركة النهضة ومرشحها للرئاسية ونائب رئيس مجلس النواب.
وتبقى هذه النتائج تقديرية في انتظار اعلان الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عن النتائج النهائية، إلا أن كل المؤشرات المعلنة والمعلومات التي تسربت أو تلك التي أدلى بها مراقبون من مراكز الاقتراع، تشير إلى أن النتائج ستكون على الأرجح قريبة جدا من تلك التي أعلنتها "سيغما كونساي" لسبر الاراء واستطلاعات الرأي.

وبحسب المصدر ذاته، حل قيس سعيد أستاذ القانون الدستوري والذي لم يظهر كثيرا ولم تكن له حملة دعائية بارزة ولا ماكينة وراءه، في المرتبة الأولى، فيما حلّ القروي في المرتبة الثانية ما يطرح إشكالا قانونيا وأسئلة حول ما إذا كان سيفرج عنه باعتبار انحسار المنافسة بينه وبين سعيّد.
وقد أعلن المرشّحان المناهضان للنظام أنّهما انتقلا إلى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسيّة التونسيّة، استنادا إلى نتائج استطلاعين للرأي.
وقال مسؤول في حزب القروي قلب تونس "نبيل القروي في الدور الثاني"، فيما قال قيس سعيّد إنّ "المرتبة الأولى التي نلتها تحمّلني مسؤوليّةً كبيرة تجاه الشعب، حتى نمرّ معا من اليأس إلى الأمل ومن الرجاء إلى العمل".
وعبّرت زوجة القروي سلمى سماوي أمام صحافيّين عن الأمل في "أن يُطلق سراحه غدا ليستطيع مواصلة حملته".

وقرأت رسالةً من زوجها من السجن قال فيها "نأمل في هذه الدورة الثانية أن يكف القضاء وأن تكون الحملة متساوية بين المرشّحين".
وأعلنت الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات أنّ نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسيّة التونسيّة التي جرت الأحد بلغت 45.02 بالمئة. وقال رئيس الهيئة نبيل بفون في مؤتمر صحافي إنّ "النسبة مقبولة وكنّا نأمل أن تكون أكبر".
وحلّ عبدالفتاح مورو ثالثا وفقا للاستطلاعين بنسبة راوحت بين 11 و12 بالمئة، بعيدا عن رئيس الحكومة يوسف الشاهد الذي حلّ بين المترتبتين السابعة والثامنة.
واحتفل أنصار المرشح المستقل للانتخابات الرئاسية في تونس قيس سعيّد بمقر حملتهم وسط العاصمة تونس، بعد الإعلان عن نتائج تقديرية، قدمتها مؤسسة سيغما كونساي (متخصصة في الإحصاءات وسبر الآراء) أظهرت تقدم سعيّد في النّتائج.

وأظهرت إحصائيات تقديرية لمؤسسة سيغما كونساي لسبر الآراء (غير حكومية) تأهل المرشحين قيس سعيد ونبيل القروي للدور الثاني لانتخابات الرئاسة التونسية.
ووفق النتائج التقديرية التي قدمتها سيغما كونساي على تلفزيون الحوار التونسي الخاص، تقدم قيس سعيد بـ 19.50 بالمئة من الأصوات.
وجاء نبيل القروي رئيس حزب "قلب تونس" في المرتبة الثانية بـ 15.5 بالمئة، يليه عبدالفتاح مورو مرشح حركة النهضة في المرتبة الثالثة بـ 11 بالمئة، فيما جاء المرشح المستقل (وزير الدفاع) عبدالكريم الزبيدي في المرتبة الرابعة بـ 9.4 بالمئة وحل يوسف الشاهد (رئيس الحكومة الحالي) في المرتبة الخامسة بـ 7.5 بالمئة وجاء الصافي سعيد في المرتبة السادسة بـ7.5 بالمئة.
وأعلنت إدارة حملة مرشح حركة النهضة عبدالفتاح مورو، رفض ما أعلنته مؤسسات سبر آراء الناخبين بشأن نتائج انتخابات الرئاسة.
وقال مدير الحملة سمير ديلو في مؤتمر صحفي "هيئة الانتخابات هي الجهة الوحيدة المخولة بإعلان النتائج الرسمية للرئاسيات".

وفي المقابل تجمع المئات من أنصار رجل الإعلام الموقوف نبيل القروي مساء الأحد في أجواء احتفالية أمام المقر الرئيسي لحزبه بالعاصمة تونس، مؤكدين انتقاله إلى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية.
وقال نزيه الصويعي محامي القروي الموقوف بتهمة تبييض أموال "لقد مرّ إلى الدور الثاني".
وردد أنصار القروي أغاني شعبية وأطلقوا هتافات مثل "لنا نبيل لنا القروي"، ساخرين من "خسارة" رئيس الحكومة يوسف الشاهد الذي يتهمونه بالوقوف وراء سجن القروي.

والقروي (56 عاما) مؤسس قناة "نسمة"، ترشح للانتخابات الرئاسية بعد أن أسس حزب "قلب تونس".
ومن خلال سَعيه إلى توزيع إعانات وزيارته المناطق الداخليّة من البلاد، بنى المرشّح ورجل الإعلام نبيل القروي مكانةً، سرعان ما تدعّمت وأصبح يتمتع بقاعدة انتخابيّة لافتة.
وقرّر القضاء التونسي توقيفه قبل عشرة أيّام من انطلاق الحملة الانتخابية على خلفيّة تُهم تتعلّق بتبييض أموال وتهرّب ضريبي، إثر شكوى رفعتها ضدّه منظّمة "أنا يقظ" غير الحكوميّة في العام 2017.
وقرر القروي الدّخول في إضراب عن الطعام من سجنه، بينما تولّت زوجته سلوى سماوي وعدد من قيادات حزبه "قلب تونس" مواصلة حملاته.
وقالت السماوي عقب التصويت في تصريح صحافي "جئت اليوم بالرغم من حزني للتصويت له ولأجله".
