أكثر من نصف الفرنسيين يعتبرون الجزائر تهديدا

استطلاع رأي يكشف دور السياسات التي تنتهجها السلطات الجزائرية في إثارة مخاوف الفرنسيين.
الاستطلاع يكشف مخاوف الفرنسيين من الجزائر والتي اقترن اسمها في فترات معينة بالإرهاب

باريس - أثار استطلاع رأي حول نظرة الفرنسيين للجزائر جدلا واسعا حيث يرى أكثر من نصف المستجوبين أن البلد الواقع في شمال افريقيا يمثل تهديدا إرهابيا لهم وذلك بعد أن أعلنت فيه الرئاسة الفرنسية استقبال الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون بعد 6 أشهر.
وكشف استطلاع أجراه المعهد الفرنسي للرأي العام لفائدة شبكة القيادة الأوروبية أن 54 بالمائة من المستجوبين وهم 1206 شخصا ممن تجاوزوا الثامنة عشر من العمر شددوا على أن الجزائر تمثل تهديدا ارهابيا بالنسبة لهم وبالتالي فهي تحتل المركز السادس من حيث الدول التي تشكل خطرا.
ووفق النتائج التي عرضها موقع "الصحيفة" "فان 25 في المائة يعتقدون بشكل قاطع أن الجزائر تمثل تهديدا إرهابيا على بلدهم بينما قال 33 في المائة إن هذا البلد المغاربي سيكون مصدر تهديد إرهابي لهم في الغالب".
وأشارت النتائج كذلك الى أن "36 في المائة فقالوا إنهم متأكدون من أن التهديد الإرهابي لن يأتي من الجزائر، في مقابل 10 في المائة اعتبروا أنه في الغالب لن يأتيهم هذا النوع من التهديد عبر البلد المغاربي".
ومن المفارقات أن النتائج صدرت يوم 11 من هذا الشهر وهو نفس اليوم الذي أعلنت فيه رئاسة الجمهورية الفرنسية إجراء محادثة هاتفية بين الرئيس إيمانويل ماكرون ونظيره الجزائري تناولت الفترة التي ستتم فيها زيارة تبون الى باريس. وستُجرى الزيارة خلال الفترة ما بين نهاية سبتمبر/أيلول المقبل وبداية أكتوبر/تشرين الاول أي بعد 6 أشهر على الأقل من الآن.
وتكشف هذه الاستطلاعات مخاوف الفرنسيين من الجزائر والتي اقترن اسمها في فترات معينة بالإرهاب خاصة الصراع مع الإسلاميين في بداية التسعينات والتي أدخلت البلد في حرب أهلية وصلت تداعياتها لفرنسا.
ويعتقد أن التصريحات المتطرفة للمسؤولين الجزائريين كان لها تداعيات سلبية من حيث العلاقة بين البلدين ونظرة الفرنسيين للبلد المغاربي حيث لا تزال الرواية الرسمية الجزائرية في استحضار فترة الاستعمار الفرنسي تثير غضب الفرنسيين.
وشدّدت باريس على رغبتها في تعميق علاقاتها مع الجزائر رغم التوتر الذي حصل بسبب قضية التأشيرات او استقبال عدد من وجوه المعارضة او ملف الساحل والصحراء وذلك للعديد من الأسباب أهمها حاجة الفرنسيين لبدائل عن الغاز الروسي بعد قطعه إثر الحرب الروسية في اوكرانيا.
لكن سعي باريس لتحسين العلاقات مع الرباط وتغيير موقفها في ملف الصحراء يثير مخاوف الجزائر التي باتت شبه معزولة في المنطقة بسبب قطع العلاقات مع المغرب وتدورها مع اسبانيا والتوتر مع دول في منطقة جنوب الصحراء مثل مالي.
ووفق الاستطلاع حلت إيران في المرتبة الأولى كأكبر تهديد بنسبة 74 في المائة ثم سوريا بنسبة 73 في المائة، ثم أفغانستان بنسبة 71 في المائة ثم العراق بنسبة 69 في المائة، وباكستان بنسبة 58 في المائة.
وحلت تركيا في المرتبة السابعة بنسبة 50 في المائة وتونس في المرتبة الثامنة بنسبة 44 في المائة تليها قطر بنسبة 37 في المائة.