أكراد سوريا يستنجدون بدمشق لحماية منبج من تركيا

الجيش السوري يعلن دخول وحداته إلى منبج استجابة لدعوة وحدات حماية الشعب الكردية لحكومة الأسد لحماية المنطقة أمام التهديدات التركية.

دمشق - دعت وحدات حماية الشعب الكردية السورية حكومة الرئيس بشار الأسد الجمعة للسيطرة على بلدة منبج لحمايتها من تهديد الهجمات التركية.

وقالت الوحدات، التي تعتبرها تركيا جماعة إرهابية وتعهدت بسحقها، إن مقاتليها كانوا قد انسحبوا من منبج لقتال متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في شرق سوريا.

وقال بيان وحدات حماية الشعب "ندعو الدولة السورية التي ننتمي إليها أرضا وشعبا وحدودا إلى إرسال قواتها المسلحة لاستلام هذه النقاط وحماية منطقة منبج أمام التهديدات التركية".

وفي الأثناء أعلن الجيش السوري الجمعة دخول وحداته إلى منطقة منبج الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في شمال البلاد، بعد وقت قصير من توجيه الوحدات الكردية دعوة إلى دمشق للانتشار في المنطقة لحمايتها من التهديدات التركية.

وأورد الجيش في بيان تلاه متحدث عسكري ونقله الإعلام الرسمي السوري "استجابة لنداء الأهالي في منطقة منبج، تعلن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة عن دخول وحدات من الجيش العربي السوري إلى منبج ورفع علم الجمهورية العربية السورية فيها".

والمنطقة المعرضة للخطر تمتد لتشمل نحو ربع سوريا، معظمها شرقي نهر الفرات، وتسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية وهي تحالف تهيمن عليه وحدات حماية الشعب الكردية.

وتقع المنطقة على حدود العراق إلى الشرق وتضم ثلاث مدن رئيسية هي القامشلي والحسكة والرقة.

ورحب الكرملين الجمعة بدخول الجيش السوري منطقة منبج ، بعد توجيه الوحدات الكردية فيها دعوة إلى دمشق للانتشار فيها معتبرا أنه أمر "إيجابي" يساهم في إرساء "الاستقرار".

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف "بالطبع، هذا يسير في اتجاه استقرار الوضع. توسيع منطقة سيطرة القوات الحكومية هو بالتأكيد توجه إيجابي"، متحدثا عشية زيارة وفد تركي إلى موسكو.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أعلن في وقت سابق وصول عشرات الآليات التي تحمل مئات الجنود من القوات الحكومية وحلفائها إلى مناطق قريبة من ريف منبج، مرجحا التوصل إلى توافق بشأن نشر قوات الجيش عند خطوط التماس بين "مجلس منبج العسكري وحليفه "جيش الثوار" من جانب والقوات التركية والفصائل السورية المعارضة المدعومة منها من جانب آخر.

ولفت المرصد السوري إلى أن هذه التعزيزات دخلت المنطقة في أعقاب عودة دوريات للقوات الروسية إلى بعض القرى الواقعة عند خطوط التماس، بما فيها العريمة التي تتواجد فيها القوات الحكومية منذ أشهر بالتزامن مع قوات "مجلس منبج العسكري".

وصعدت تركيا خلال الفترة الماضية تهديداتها بشن عملية عسكرية جديدة ضد المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، بدءا من مدينة منبج (شمال) وصولا إلى مناطق أخرى واسعة بشمال شرق البلاد.

وقالت مصادر في مناطق سيطرة الفصائل قرب منبج، إن الأخيرة ترسل منذ أيام المقاتلين إلى خطوط التماس في محيط المدينة، الخاضعة لسيطرة مجلس منبج العسكري المنضوي في قوات سوريا الديمقراطية.

وأرسلت تركيا خلال اليومين الماضيين تعزيزات عسكرية إلى المنطقة الحدودية مع سوريا، وأخرى دخلت إلى الأراضي السورية بالقرب من خطوط التماس مع قوات سوريا الديمقراطية في محيط مدينة منبج.

وترى تركيا في الوحدات الكردية أبرز خصومها في سوريا وقد خاضت معارك دموية ضدها، وسيطرت في وقت سابق العام الحالي على منطقة عفرين التي كانت تعد أحد أقاليم الإدارة الذاتية الكردية الثلاثة في سوريا.

وكانت الوحدات الكردية التي تصنفها أنقرة إرهابية، انسحبت من منبج في يوليو/تموز الماضي بموجب اتفاق أميركي تركي، لتبقى المدينة تحت سيطرة فصائل أخرى منضوية في قوات سوريا الديمقراطية، لكن تركيا تصر على أن المقاتلين الأكراد لا يزالون موجودين.