أكرم إمام أوغلو يعد بثورة لأجل الديمقراطية من إسطنبول

واشنطن دعت إلى "عملية انتخابية حرة وعادلة وشفافة" في تركيا، فيما وصف وزير الخارجية الألماني هايكو ماس قرار إعادة إجراء انتخابات بلدية إسطنبول بـ"غير شفاف".

إسطنبول - قال أكرم إمام أوغلو الذي أبطل فوزه في انتخابات بلدية اسطنبول هذا الأسبوع، الخميس إنه سيقود "ثورة" من أجل الديمقراطية بعد إلغاء نتائج اقتراع أول مثير للجدل وتحديد موعد انتخابات جديدة الشهر المقبل.

وقال إمام أوغلو "ما سنقوم به الآن هو معركة من أجل الديمقراطية وتعبئة من أجل الديمقراطية. ستكون بالطبع ثورة عندما نقوم بها حتى نهايتها".

وكانت الهيئة العليا للانتخابات في تركيا قد ألغت الاثنين نتائج الانتخابات البلدية التي أجريت في 31 آذار/مارس، بعد اتهامات من الحزب الحاكم بزعامة الرئيس رجب أردوغان بحصول "فساد خطير" في فرز الأصوات.

وقال إمام أوغلو إن "الأعضاء السبعة (في هيئة الانتخابات) سيعتبرهم التاريخ وصمة، لكن تصحيحها من مسؤولياتنا. نواصل المعركة".

وطالب حزب الشعب الجمهوري الذي ينتمي إليه إمام أوغلو رسميا أمس الأربعاء، إلغاء تفويض أردوغان لأن نفس المخالفات التي يزعم حزبه العدالة والتنمية أنها حدثت في انتخابات بلدية اسطنبول في 31 مارس/آذار شابت الانتخابات العامة التي أجريت العام الماضي.

وقال حزب المعارضة الرئيسي في تركيا أيضا إن الأصوات التي تم الإدلاء بها لمسؤولي ومجالس إسطنبول، والتي سُلمت في نفس الأظرف مثل الانتخابات البلدية، يجب إلغاؤها إذا أعيدت الانتخابات البلدية. وفاز حزب العدالة والتنمية بأغلبية في المجالس.

وبعد فوز إمام أوغلو واصل الحزب الإسلامي المحافظ الضغط على هيئة الانتخابات لأسابيع من خلال تقديم الطعون لمنع مرشح حزب الشعب الجمهوري من إتمام مهامه على رأس بلدية إسطنبول.

وكانت تلك المرة الأولى منذ 25 عاما التي يفشل فيها العدالة والتنمية أو الأحزاب الإسلامية التي انبثق عنها في السيطرة على إسطنبول، كبرى مدن تركيا والتي تقارب ميزانيتها أربعة مليارات دولار. وبدأ أردوغان مسيرته السياسية رئيسا لبلدية المدينة.

وأشارت اللجنة العليا للانتخابات، التي ألغت أيضا تفويض إمام أوغلو، في حكمها إلى مخالفات في تعيين مسؤولي لجان الاقتراع. وقال حزب أردوغان إن حقيقة أن تعيين أفراد ليسوا موظفين حكوميين للإشراف على لجان الاقتراع يصل إلى حد الجريمة المنظمة.

بيد أن اللجنة تركت نتائج رؤساء الأحياء والمجالس البلدية والمسؤولين المحليين دون تغيير، وهو قرار قال حزب الشعب الجمهوري إنه بلا قيمة لأن جميع الإقتراعات الأربعة تم الإدلاء بها في نفس المظاريف وأحصاها نفس مسؤولي اللجان.

وقال محرم إركيك نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري للصحفيين "إذا ألغيتم تفويض أكرم إمام أوغلو... فحينئذ عليكم أيضا أن تلغوا تفويض الرئيس أردوغان لأن نفس القوانين ونفس اللوائح ونفس الطلبات ونفس مراكز الاقتراع ونفس الظروف كانت حاضرة في كلا الإقتراعين".

وأضاف متسائلا "فلماذا لا تلغون النتائج التي خرجت من نفس المظاريف؟".

وجاء في تسجيل مصور نشر على حساب العدالة والتنمية على تويتر أن اللجنة العليا للانتخابات لم تقض بضرورة إعادة جميع الانتخابات في اسطنبول لأن عدد الأصوات "المثيرة للريبة" التي حددتها لن تؤثر على نتيجة انتخابات مجالس الأحياء.

وأعرب الحلفاء الغربيون لتركيا عن قلقهم. وحثت الولايات المتحدة السلطات التركية على إجراء انتخابات إسطنبول وفقا لالتزاماتها الدولية.

ودعت واشنطن الثلاثاء إلى "عملية انتخابية حرة وعادلة وشفافة" في تركيا، فيما انتقد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس قرار إعادة إجراء انتخابات بلدية اسطنبول بوصفه "غير شفاف وغير مفهوم بالنسبة لنا".

لكن السلطات التركية رفضت تلك الدعوات، وقال المتحدث باسم الخارجية التركية حامي أقصوي إن "حوادث مشابهة وقعت في الولايات المتحدة وغيرها من البلدان"، مؤكدا على "ضرورة الإبقاء في الحسبان أن مثل هذه المسائل يتم حلها في إطار المبادئ الديمقراطية".